18 ديسمبر، 2024 9:50 م

خيانة العراق .. تعاون السياسي – العسكري للمعارضة مع اللوبي الصهيوني القابع في واشنطن ..

خيانة العراق .. تعاون السياسي – العسكري للمعارضة مع اللوبي الصهيوني القابع في واشنطن ..

وإرهاب الفكري والسياسي والخيانة الوطنية في دكان زمرة شيوعيو بريمر نموذجاً – حلقة ( )
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون !
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها ، والظلام
– حتى الظلام- هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق
الشاعر الكبير المبدع بدر شاكر السياب

“ خيانة العراق /.تعاون السياسي – العسكري للمعارضة مع اللوبي الصهيوني القابع في واشنطن … وإرهاب الفكري والسياسي والخيانة الوطنية في دكان زمرة شيوعيو بريمر نموذجاً ” هذا هو عنوان الكتاب الذي يشارف العمل فيه على الأنتهاء ويمكن القول أن القراء ينتظرونه بأهتمام كبير لأن الحديث يدور حول خيانة الوطنية للعراق لما كانت تسمى نفسها بالمعارضة العراقية والقادمين على ظهر دبابات الجيوش الأمريكية وبالعربة الإيرانية الفارسية الملحقة بالدبابة الأنكو الأمريكية. ومؤلف هذا الكتاب تتناول بصورة أساسية مسائل الخيانة والذي واكبها للوسط المعارضة منذ عام 1979 .
حلقة 7

من هنا أرى ضرورة توضيح ما عانت عائلتنا الكثير من المضايقات والمراقبة والأعتقالات بشكل اليومي، نود أن نبين مثالاً بسيطاً كان جارنا مقابل بيتنا عضو في صفوف البعث وعنصر في جيشي الشعبي وبحوزته سلاح (كلاشنكوف) هو كردي فيلي – يأت ويقف تحت شباك أحدى غرفنا المطلة على الزقاق ليتنصت ويتجسس بشكل يومي ويكتب تقريره. وجدير بالذكر كان بيتنا لا يخلو من يوم بدون اجتماعات حزبية وطلابية بشكل يومي وناهيك عن إقامة معارض وحفلات..الخ ذات مرة خرج أخي الكبير الشهيد (غ) وخاطب هذا النكرة وقال له:” تفضل وشرفنا إلى داخل بيتنا ونناقش أفكار نظرية البعث ونظرية الشيوعية إذ كنت تمتلك الثقافة أفضل من التنصت والتجسس خلف الشباك مثل الجبناء، أو تكتب تقريرك إلى حزبك وتخبرهم بأن يرسلوا أحد مثقفيهم لنتحاور حول أفكارنا، وإذا شاهدناك مرة أخرى تحت شباكنا ستدفع ثمن ذلك ونهدم بيتك فوق رأسك..الخ، حتى لو كنت محميا من السلطة، لأن عملك هذا ليس فيه رجولة وشهامة عراقية”. اذ لاشك أن عودة أخي الشهيد مرة أخرى للتنظيم الحزبي في فترة السبعينات أثر الانفتاح الذي شهده العراق في حينها، أيام (الجبهة الوطنية ) وأفكاره التي تتلخص منذ مرحلة الخمسينات والستينات وحتى السبعينات تشير ويؤكد “ضرورة تصحيح سياسة الحزب ونظامه الداخلي ودارسة عملية تقديم الكادر، وأن نقل تجربة الاتحاد السوفيتي نقلا بدون أية دراسة لواقعنا السياسي والاقتصادي وتطوره الاجتماعي وتقاليده وعاداته وتاريخه” ، وتبرز هنا بشكل خاص أهمية مواقف أخي الشهيد كالتالي
1- رمي سياسة إستنساخ المواقف وبناء مواقفنا على أساس وطنية حتى لو كانت لا تنسجم تماما مع الموقف السوفيتي.
2-تجديد الخطاب السياسي، وله مواقف أكثر وضوحا من هذا.
3- تجديد الخطاب الآيديولوجي والتجديد الذاتي.
4- البحث عن العوامل الذاتية بسياقها التاريخي المحلي هو الأجدى وهو الأساس.
5- أن نبتعد عن النسخ تجارب الغير والتقليده ، مع عدم إغفال دراسة تجارب الآخرين والاستفادة ما هو إيجابي فيها.
وهذا هو المنهج الذي استلهمه أخي الشهيد والتي كانت البحث فيها بالأمس واليوم في دكان زمرة شيوعيو بريمر من المحرمات. كانت أفكار وآراء أخي الشهيد تشكل نقلة نوعية وسباقة في ذلك العصر.
كانت ولا تزال تمثل واحدة من الأشكالات الجدلية داخل الحوار الشيوعي، والتي ترتبط بالمقولات الجوهرية للفكر الماركسي المادي الجدلي التاريخي ودور القيادة ومواصفاتها التي يفترض أن تضيف أفكارا أخرى هامة للنظرية الماركسية المعرفية. ولو أردنا أن نصنف نشاط لينين الفكري لوجدناه موزعا على ثلاثة ميادين:
1- ميدان روسي، محتواه إعادة أنتاج الماركسية الروسية، أي وفق ظروف روسيا وخصائصها.
2- ميدان يعد دفاعا عن أفكار وأنجلز وتوضيحا لها .
3- ميدان ثالث يعد تطويرا لأفكار ماركس وأنجلز واستكمالا لها ، وذلك بدراسة ظاهرات لم تكن واضحة في أيامها ، كدراسته للإمبريالية.
وعلى الرغم من حالات النقاش الساخنة، والطرح الفكري والعملي المركز لها، وتطوير دراسات الحزب لواقع بلادنا السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ولكي يلعب الحزب دوره المتنامي في الحركة الجماهيرية، يقع عليه بذل جهود أوسع، من أجل الاستيعاب الأفضل للعلم الماركسي المعرفي، ولكي نصحح، بدقة الأخطاء التي وقع فيها الحزب في فترة الجبهة مع حزب البعث، وكذلك موقفه من مبدأ المركزية الديمقراطية ويرى أخي الشهيد حاجة ماسة لاعادة النظر بالمركزية الديمقراطية في الحزب، مقترحا إلغاء كلمة المركزية ، فالديمقراطية هي نقيض المركزية وهي لا تعني الفوضى كما يقول قيادة الحزب وإنما تعني عمل الهيئات تعني احترام النظام احترام رأي الأكثرية وعدم تجاهل رأي الأقلية، ومن حق الٌأقلية أن تناضل لتتحول على الأكثرية ، تعني الأقناع ومخاطبة العقل، تعني الحوار وعدم تجاهل الرأي الأخر أو قمعه. بل إن السبب الأساسي في تصدع الحزب كان سيطرة العقلية البعيدة عن التفكير الديمقراطي ، بل المعادية لها، والتي ترى في كل مخالف في الرأي عدوا، حتى وصل حد لاساءة لوطنية الشيوعيين وتقاليدهم الراسخة في الدفاع عن الوطن،على أيدي دكان زمرة شيوعيو بريمر متمثلة بالخيانة الوطنية .. وبرأينا كانت أحد الأسباب الكبيرة التي أدت إلى الكوارث التي عانت منها الدول الأشتراكية لاحقا. وبالمناسبة أود الأفصاح عنما تعرض أخي المعلم الشهيد لمحاولة أغتيال ونجى منها بأصابات مختلفة طعنوه في جسمه بسلاح الأبيض، في محافظة ميسان، وبعد هذا العمل الجبان التقى الرفيق رحيم عجينة بأخي في المشفى بحضور الرفيق أبو عبدالله (عبدالواحد) مسؤول محلية ميسان (العمارة)، وبعد ذلك طمرت قضية أغتيال أخي في أدراج الحزب والجبهة، ويجب التذكير هنا أيضا إلى أن إصابة أخي الشهيد قد تضاعفت أثرت على صحته ، مما دفع بالشيخ الوالد الحاج المرحوم (أبا غ) سيد القوم ورايتنا على عرضه على أحدى الأطباء وبعد المعاينة طلب الطبيب إجراء عملية جراحية فورية، لأن إمعائه قد تلفت تماما ويتطلب ببتر التالف وفوافق الوالد وقائلا : لطبيب إجراء العمل الجراحي في مشفى الحكومي ( الجمهوري) ، إجاب الطبيب كلا في مشفى الخاصة، تكللت العميلة بنجاح وكنت أذهب مع الوالد يوميا لزيارة أخي، وفي أحدى المرات رأينا الطبيب مداوم مع أخي طيلة أيام ولم يغادر الا منتصف الليل، قلت لأخي هل أصبح الطبيب رفيقاً للحزب، هز رأسه وقائلاً : نعم. لقد كان أخي الشهيد يمتلك القدرة النفاذة على التوعية والتحريض والأقناع بالذين يوقظ الحاسة الثورية ويستحثها باتجاه التحرك الثوري. ولكن مهلاً أيتها الأيام!.. فلن تقر عيون عملاء الاحتلال ، ولن يهنأوا بفطار الصباح اذ سكت عن الكلام غير المباح مؤرقها المستباح.
مهلاً أيتها الجراح
مهلاً يا روحه العنقاء.. فان شعبه مهما ادلهمت دروبه واطبقت ظلاماً وإجراماً وفساداً سماه وتسمرت كعيون الأعمى نجومه، سيكون عند حسن ظن تلك الأماني النبيلة التي تألقت بها ندائه – مشاعل ، وأنقها التفاؤل وبثتها في الروح كاللهب القناعة ، فان، وشعبك يا أبا حلا – شعبك وحده – سيعلي صوتك على وقع الصدى الذي سيعلو من نبض من تغنيت بهم وهتفت لهم جراحاً تندمل وعزائم تنفتل لاختصار ليل الفاشية المقيت وللفاشية الطائفية العرقية في منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة والإطاحة بكابوسها الدموي من على صدور وجفون أبنائه الذين أزمن وتأزل فيهم التعطش للحرية والكرامة والعيش الكريم والطمأنينة ولوطن الواحد الموحد الأمين.. أنهم بك سيواصلون أحضارك المتجدد، فأنت صوتهم الذي به عبرت عنهم وبه سيعبرون عنك. عهداً كالشرف أننا سنحملك حياً في ضمائرنا فالميت في الحي حي. وأن الرجال الحقيقيين لن يموتوا ” أبا حلا” لأن الحياة بقوانينها الأساس وبحتمية هذه القوانين ستواصل السير على مسار ما حملوا به وما ساروا عليه ، ولأنها اذ تحتم تجسيد أحلامهم تؤكد جدواهم وجدوى ما اجترحوه وافتدوه، وبذا تكتنزهم بذورا لثمار آتية ، ولذا تتجدد بهم … في ثورة الشباب المتواصلة .. ولذا بها يتجدون فيبعثون.
لم يمض وقت طويل حتى بدأ المؤتمر الثالث للحزب/ أيار 1976 ، قد انهار هو برامجه ، وسياساته، وتاكتيكاته التي رسمها بعد أقل من ستة شهور على أنعقاده. إذ بدءا من نهاية هذا العام. بدأ النظام الدكتاتوري فعليا بتشغيل ماكنة ملاحقة الشيوعيين بكل طاقتها. وما ان حل العام 1977 حتى كان الهجوم على الشيوعيين يعم البلاد بأسرها . وقد يكون من المفيد أن نذكر أن (كاتب هذه السطور) كان معلم مدرب في أعداية صناعة البصرة – قسم المعادن، مورست ضدي شتى أنواع ضغوطات وملاحقات وذات مرة جاءني مسؤول قسم المعادن “عبدالرحمن” هو ابن حارتنا ليطلب مني إن نذهب سويا لمقابلة مدير أعداية الصناعة، فاستفسرت من مسؤول القسم عبدالرحمن ما هو الموضع في طلبي، قائلا: لا أعرف ذهبنا سويا .. ودخلنا غرفة المدير، وألقيت السلام، لم يرد على سلامي، كان محمر العينين تقدح ببريق جنون شاحب الوجه ترتسم عليه علامات عصبية – قائلا: أننا نعرفك تماما، ونعرفك بأنك شيوعي بدأ بالصراخ والوعيد، يزبد ويرعد: كلاب ، شتردون أكثر من هذا، اشتراكية؟! هاي اشتراكية . تأميم النفط؟! أممنا النفط. مدارس؟! تعليم مجاني؟! قضاء على الأمية؟! قضينا على الأمية. كل هذا سوينا، شتردون بعد؟! قلت له : هل أعرف ما هي أسباب التي دفعتك لذلك؟ هل يمكن ان نناقش بهدوء دون صراخ وتهجم ؟ هل تعرف بأن حزب الشيوعي ممثلة في الجبهة حاله حال حزب البعث وغيره ولا يحقق لأحد التطاول ؟ ثم هل لديك توجيه صادر من حزبك بهذا الشأن؟ ..الخ نهض المدير من كرسيه وصراخه يعلو المكان محاولا الهجوم علي قلت له: طالما للغتك هكذا فأني مستعد ان أنزل إلى مستواك ، في هذه اللحظة أوقفني وسحبني مسؤول القسم للخروج من غرفة المدير، وكان موظفين في غرفة الأدارة المجاورة للغرفة المدير يسمعون الصراخ، ألتفت لهم وقلت: هذه هي ثقافة وأخلاقية البعث !! قلت: يا أستاذ عبدالرحمن هل يعجبك تصرف المدير؟ وبعد مضى أكثر من شهر على تلك الحادثة جاءني تبليغ رسمي بقرار نقلي إلى أعداية الصناعة في القرنة ربما كانت محاولة لتصفيتي هناك رفضت ذلك القرار وأخبرت الحزب حول ما حصل لي .. لم يعط رأيه ، بل لا يعطي رأيه حتى حول كثير من الحوادث التي تجري في جميع المحافظات لمطاردة الشيوعيين، قلت في نفسي: أنا الحزب، أنا الشيوعي الشجاع .. هكذا حسمت الأمر، ناقشت مع أخي الكبير الشهيد ” أبا حلا”، فوافق علي أن أذهب إلى العاصمة، وأقدم شكوى .. أخبرت أخوتي وأمي، ولكنها أمسكت يدي ..
قالت: أنا خائفة عليك ، لا تذهب يا بني
– أنا ذاهب إلى العاصمة.
– إلى بغداد..؟
– نعم.
– ولكن ماذا هناك يا بني..؟
– سأقدم شكوى
– إذ صادفوك هذه المرة سيطلقون عليك النار وأنت في الشارع
عليك أن تحترس، عليك أن تحترس كثيرا..
لا تهتمي كثيرا يا أمي الغالية، أنا حذر جدا. ومعي الله

يتبع