مهنة نرى فيها أن صوت الحق هو الذي يعلوا، مهنة يعاني فيها المحامي المتدرب والمحامي ذو خبرة كبيرة، مهنة يتصبب فيها العرق خوفاََ من الفشل، فأنت مستقبلك ينتهي بفشلك بعدت قضايا، مهنة تحتاج فيها لشعبية كبيرة لكي تستمر فيها، فبدونها لا تكمل ولا تصل لأي شيء ، وفيها يمكن لك أن تحصل على كل شيء، وفيها يمكن لك بأن تخسر كل شيء، فإما أنت الرابح الذي تعلوا كلمته على كل أحد و إما أنت الخاسر الذي تمشي بأوامر من هم المتحكمين فيها، حتى وإن كنت على صواب وهم على خطأ فأنت يجب أن تمتلك القوة فيها لكي تظهر صوت الحق الذي تؤمن به، وفيها إذا لم يكن لك ظهر تستند عليه فلن تستمر فيها أبداََ حتى وإن كنت ذو سعة وقوة لإظهار الحق، و دموع سقطت على ثوب المحاماة من الذين فشلوا في قدرتهم على تحمل الصعاب و على فتح أبواب مغلقة لا يستطيع فتحها أي بشر، مهنة تتطلب منك أن تصنع فرصة لك دون مساعدة من أحد فإما أن تخترع فرصاََ وتكون أنت المتحكم فيها وإما أن تبقى ساكن لا تصل إلى أي شيء، فهي تشبه الصحافة، فكما يقول البعض بأنهم أولاد عم فهذا صحيح وقريب من الحقيقة جداََ، فأنت فمهنة الصحافة تحتاج أن تخلق فرصة ليس لها وجود وأنت اول من اخترعها لكي تصل إليها، فالدخول في مهنة الصحافة من الأبواب المقفلة باحكام مثل مهنة المحاماة أيضاََ، فإذا سمعت الأفكار والاعتقادات التي يؤمن بها المحامين سواء المبتدأ فيها أو ذو خبرة كبيرة جداََ ستجد بأنها مختلفة جداََ، و نحن أمام حقيقة حزينة وسعيدة أيضاََ، وأمام أبواب مقفلة باحكام لي الذين لديهم خبرة أو ليس لديهم خبرة، فليست القدرة على إقناع القاضي في المحكمة ستحدد قدرتك على دخول هذا المجال فقط ، وليس القدرة على كتابة مذكرة دفاع قوية ذو تعبيرات عميقة جداََ تؤثر في كل من قرأها، ولكن هذا كله ليس وحده يكفي، ولكن الذي يبقى يجعلنا نبحث ونحاول فهمه هو لماذا الاختلاف الكبير في معتقدات من يدخلون في هذه المهنة؟ ولماذا كل واحد منهم يراها من منظور مختلف؟ هل هو بحث عن التميز؟ أم هو البحث خلف الشهرة؟ أم لكي يشتت أفكار ومعتقدات من يريد دخول هذه المهنة وجعل احترافها سر له هو؟ كل هذه أسألة من الصعب فهمها أو معرفة جعل هذه المهنة سر رغم الرسالة التي تحويها، أم أنه اختلاف للفكر والرأي بينهم؟ ويبقي هذا كله من يوميات المحامين في مهنة المحاماة، فكل واحد منهم مر بتجارب جعلته يرى الحياة بمنظور يختلف عن الآخرين، ولكن يبقى العلم له قاعدة ثابتة مهما اختلفت الأفكار والعقول.