كلما وقعت عينيَّ على طريق أو شارع في بغداد أزيلت منه الكتل الكونكريتية اشعر بفرح نسبي داخلي يجتاح كياني ويعيدني إلى ذكريات ما قبل التغيير الذي حدث لبلدنا العزيز وكيف كانت الحياة في ذلك الزمن وكأن عقارب الساعة عادت إلى الوراء . على المستوى الشخصي استطيع أن اذكر وبصدق بان هذه المبادرة قد حققت سعادة ضمنية إلى المواطن العراقي وشعور جميل بغياب مظاهر الحرب وألام المعاناة الكثيرة التي مر بها الشعب من خلال الصراعات الطائفية القذرة وجعلت المواطن البسيط يشعر ولو بشكل قليل أن درجات وحالات الطمأنينة قد حلت على مساحات الوطن من أقصاه إلى أقصاه .. أتمنى أن تزال كل العوائق الأخرى التي تسبب مضايقات نفسية للمواطن البسيط وتجعله يعيش حالة راقية من الحرية النفسية . لا بل أتمنى أن تُزال كل السيطرات العسكرية والأمنية الداخلية وتقتصر على مداخل المدن الكبرى كما كانت في الأزمنة السابقة كي نعيش في حالة من الراحة النفسية حقا وبكل ماتعنيه هذه العبارة من معنى. شكرا لكل من ساهم في رفع الحواجز الأسمنتية من اصغر عامل إلى اكبر موظف في الدولة العراقية . سلاما أيها الوطن الجميل رغم الجراح الأليمة التي يسببها لنا اؤلئك السراق لثروات العراق وتدمير كل ما يصب في مصلحة الوطن الكبير. السؤال الكبير الذي يقض مضجعي طيلة سنوات ليست بالقصيرة …متى تُزال كافة الحواجز المريبة المخيفة التي تسيطر على المواطن العراقي بكل طوائفه ..ومتى تعود الحياة الجميلة الى واقعنا الاجتماعي ..ومتى تدور ماكنات الصناعات المختلفة في كل زاوية من زوايا هذا البلد الرائع بكل ماتعنيه هذه العبارة من معنى ..ومتى يشرع كل الطلبة الخريجين بالذهاب الى مراكز العمل التي يحلم بها كل خريج ..ومتى يعود الشباب الذي هاجر الى دول مختلفة بحثا عن الوطن الامن المستقر..ومتى يجلس المتقاعد المسن هاديء البال في حديقة الدار وتصله رساله على هاتفه المحمول تخبره ان الحد الادنى لراتب المتقاعد صار مليونا من الدنانير العراقية – بعد ان تم القضاء على كل السارقين في هذا البلد وامتلأت خزينة البلد من واردات الاموال المختلفة …انها اضغاث احلام ….