خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
لطالما تقدمت “إيران” في سياساتها حيال عدد من دول الجوار دون التدخل في شؤونها، لكن كانت هناك بعض القصص التي أثارت الكثير من الأسئلة، مثل تعامل “روسيا” مع مسلمي “الشيشان”؛ أو العلاقات مؤخرًا مع “طالبان”.
إلا أن قضية مسلمي “الأيغور” أكثر تعقيدًا. إذ أراد مسلمو “الأيغور” استعادة دولتهم، “تُركستان الشرقية” منذ فترة، لكنهم يعيشون حتى اللحظة أوضاعًا بالغة الصعوبة، في إقليم “شينجيانغ”، وسط حرمان من معظم الأشياء.
في المقابل؛ تُفرض عليهم الكثير من الأشياء الأخرى، ويخضعون باستمرار للتحقيق من المراجع القضائية الصينية؛ وكل فترة يتعرض بعضهم للقتل (!).. وقد بلغت أوضاع مسلمي “الأيغور”، خلال السنوات الماضية، من الصعوبة ما دفع “مجلس النواب” الأميركي للتصديق على قرار بشأنهم، وسط رفض الحكومة الصينية دعوات المنظمات الشعبية، ومنظمات حقوق الإنسان، و”الأمم المتحدة”، إلى زيارة المنطقة ودراسة أوضاع مسلمي “الأيغور” عن كثب. بحسب صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
الأيغور..
ينتمي “الأيغور” إلى الجنس التركي، الذي يسكن ولاية “شينجيانغ”، ذاتية الحكم، أو “تُركستان الشرقية”، شمال غرب “جمهورية الصين الشعبية”، وكذلك يقطن جزء منهم دول “كازاخستان” و”قرغيزيا”.
والحقيقة؛ يعود تاريخ هذا الجنس إلى فترة الحكومات الأشكانية والهخامنشية، 250 قبل الميلاد.
لكنهم؛ يتعرضون اليوم إلى ظلم شديد، وسط محاولات لاتهامهم بالإرهاب والتنكيل بهم تحت دعوى مكافحة الإرهاب.
يُذكر أن طائفة “الأيغور” تمكنت من استعادة استقلالها، في الفترة (1933 – 1944م)، وأطلقوا على أنفسهم اسم: “جمهورية تُركستان الشرقة الأولى”. لكن سرعان ما قوضت “الصين” استقلال “تُركستان الشرقية”، وكان عليها معاملتهم بأسوأ أسلوب باعتبارهم تهديد مستمر، بحيث أضحت حياة “الأيغور” اليوم، في “شينجيانغ”، أشبه بالحياة في السجون.
تعذيب النساء..
لكن أحدث الوقائع بخصوص التمييز العرقي الصيني تجاه “الأيغور”، تلكم التقارير المخجلة التي نشرتها مؤخرًا فضائية (بي. بي. سي)؛ عن التنكيل بنساء “الأيغور”.
ومما جاء بالتقرير: “نقلت السلطات الصينية الملايين من مسلمي الأيغور والأقليات الدينية في إقليم “شينجيانغ”، إلى معسكرات تطلق عليها: “معسكرات إعادة التأهيل”، في حين تصفها مؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان: بـ”مراكز العمل الإجباري”، وفيها تعرضت النساء للإحتجاز مدة أشهر، وكن يتعرضن للتعذيب بالضرب بالهراوات والصعق بالكهرباء”.
ويؤكد المعتقلون؛ إجبارهم على العمل داخل هذه المعسكرات.
وفي هذا الصدد كتب موقع (عصر إيران): “دعت الإدارة الأميركية، عقب نشر تقارير تعذيب نساء الأويغور في معسكرات، شينجيانغ، بتوقيع: “عوقبات رادعة”، على المتورطين. كما وصفت وزارة الخارجية الأميركية القسوة داخل المعسكرات الصينية: بالمزعجة، وقال المتحدث باسم الوزارة: يجب أن يواجه الجناة عواقب وخيمة”.
في السياق ذاته، قالت “ماريس بين”، وزيرة الخارجية الأسترالية: “يجب السماح فورًا للأمم المتحدة بالوصول إلى هذه المنطقة”.
في المقابل؛ أدعت “الصين” مرارًا أن هذه المراكز للتأهيل المهني، ومكافحة الإرهاب.
الخوف من الانفصال..
في حوار إلى صحيفة (آرمان ملي)، الإصلاحية؛ يقول “فريدون مجلسي”، الدبلوماسي السابق: “دخول إيران بالأساس في بعض المسائل؛ يرجع إلى السياسات الخاصة، وإلا فالأفضل في الحالات الطبيعة ألا تتدخل إيران في بعض القضايا والمحافظة على علاقاتها مع الدول الأخرى. وعليه فالمؤكد لن تتخذ إيران أي رد فعل في ظل الأوضاع الراهنة، نظرًا لأهمية العلاقات مع الصين… والواقع أن تعامل روسيا الحال مع مسلمي الشيشيان ينبع من أهمية هذه المنطقة، باعتبارها متنفس روسيا على بحر قزوين، وكذلك فإن سلوكيات الصين تجاه الأويغور نابع من أهمية منطقة تُركستان الشرقية، باعتباره متنفس الصين الحيوي على دول آسيا المركزية. وهاتان الدولتان لا تريدان خسارة الشيشان أو تُركستان الشرقية”.
موضحًا: “فلن تخضع الصين لاستقلال التبت والأويغور، وهذا هو سبب التعذيب داخل معسكرات التأهيل المهني، كما ورد بالتقارير المنشورة مؤخرًا. والصين تهدد مئات الآلاف من أبناء الأويغور بذريعة تورط بعض العناصر في عمليات إرهابية. لكن بالقطع يمكن المبالغة والإغراق في الحديث عن بعض القضايا، لكن لابد من إجراء تحقيقات حقيقة والسماح بدخول المنظمات الدولية”.