13 يناير، 2025 12:50 ص

شهادات أهالي اضطروا لحمل السلاح .. “الهزارة” الأفغانية تنتظر الأسوأ مع انسحاب القوات الأميركية !

شهادات أهالي اضطروا لحمل السلاح .. “الهزارة” الأفغانية تنتظر الأسوأ مع انسحاب القوات الأميركية !

وكالات : كتابات – بغداد :

يؤكد “حميدالله أسدي”، أحد أفراد طائفة “الهزارة” الشيعية، التي تتعرض لاضطهاد على أيدي المتطرفين السُنة منذ فترة طويلة في “أفغانستان”، أنه كان أمام أحد خيارين: “إما أن ينتظر بعجز، الهجوم الدموي المقبل؛ أو أن ينضم إلى مجموعة مسلحة للدفاع عن نفسه”.

واختار “أسدي” القتال؛ وأصيب، قبل أشهر، بجروح في هجوم انتحاري تبناه “تنظيم الدولة الإسلامية”.

وقال “حميدالله”، الذي أصبح، منذ ذلك الحين، المتحدث باسم حركة المقاومة من أجل العدالة، وهي مجموعة من مقاتلي “الهزارة”، الذين ينشطون في المرتفعات المغطاة بالثلوج في ولاية “باميان”، في وسط “أفغانستان”، لوكالة (فرانس برس): “اضطررنا إلى حمل السلاح”.

وأضاف آسفًا أن: “أولئك الذين كان من يفترض أن يدافعوا عنا؛ لم يكونوا في مستوى تطلعاتنا”.

في انتظار الأسوأ !

وتشهد العاصمة، “كابول”، والعديد من المقاطعات الأفغانية، منذ أشهر، تصاعدًا في العنف. وضاعفت حركة “طالبان” هجماتها، في الوقت الذي كانت تتفاوض فيه مع الحكومة الأفغانية، في “الدوحة”، منذ أيلول/سبتمبر 2020.

ومع الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية، ومعظمها أميركية، المقرر في أيار/مايو 2021، يستعد “الهزارة” للأسوأ ويخشون عودة البلاد إلى الحرب الأهلية.

و”الهزارة”؛ ومعظمهم من الشيعة، يمثلون بين عشرة وعشرين بالمئة من 38 مليون أفغاني. وهم مضطهدون، من قبل المتطرفين السُنة، في هذا البلد الذي تمزقه انقسامات عرقية ودينية.

ويذكر “حميدالله”، اليوم الذي نجا فيه، في 2016، عندما كان طالبًا في جامعة “كابول”، من هجوم انتحاري مزدوج أودى بحياة ثمانين شخصًا؛ وشكل بداية موجة جديدة من العنف ضد طائفته.

مجموعة “عليبور” المقاومة..

ويقول إنه اليوم واحد من آلاف المقاتلين المسلحين الذين يقودهم، “عبدالغني عليبور”، الشخصية التي تتمتع بشعبية كبيرة بين “الهزارة”.

تؤكد المجموعة التي ينتمي إليها؛ أنها تقوم بدوريات على الطرق لحماية السكان المحليين، ولكنها لا تتردد في خطف مسلحين من حركة “طالبان” لمبادلتهم برهائن من “الهزارة”.

ويُشكل انتشار مثل هذه الميليشيات تحديًا للحكومة التي تخشى ظهور مجموعات مسلحة قوية ومستقلة.

اضطر “الهزارة”، في كثير من الأحيان، إلى الاعتماد على أنفسهم على امتداد التاريخ الأفغاني. وملامحهم التي يتميز بها سكان “آسيا الوسطى”؛ تجعل من السهل التعرف عليهم من قبل المتطرفين السُنة الذين يعتبرونهم كفارًا.

وخلال الحرب الأهلية الوحشية، في تسعينيات القرن الماضي، قُصف “الهزارة” بلا رحمة في القتال بين فصائل متعادية، ثم ذُبح الآلاف منهم عندما استولت حركة “طالبان” على الحكم.

معاناة مستمرة ووضع هش..

لكن قلة من المجموعات الأخرى استفادت، كما استفاد “الهزارة”، من النظام الجديد الذي تأسس بعد سقوط نظام “طالبان” الأصولي، الذي أطاح به تحالف بقيادة “الولايات المتحدة”، في 2001.

فقد أرسل “الهزارة” أبناءهم، بمن فيهم البنات، إلى المدارس بشكل كثيف ودخلوا الساحة السياسية. لكن هذه المكاسب لا تزال هشة.

وقتل مئات من “الهزارة”، منذ ذلك الحين” في هجمات لـ”تنظيم الدولة الإسلامية”، استهدفت مساجد ومدارس وتجمعات ومستشفيات في “داشت بارشي” الجيب الذي يقيم فيه “الهزارة”، في غرب “كابول”.

وقالت “سيما سمار”، الرئيسة السابقة للجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان: “حتى بوجود القوات الأميركية، وحلف شمال الأطلسي، في أفغانستان كانوا في وضع هش”.

الفرار إلى “باميان”..

وفر بعض “الهزارة” من العاصمة إلى ولاية “باميان”، مهد هذه الطائفة، والتي بقيت لفترة طويلة تعتُبر من أكثر مناطق البلاد أمانًا.

وكان “مراد علي حيدري”؛ يعتقد أن هذا سيحمي عائلته، لكنه لم يحل دون مقتل ابنه هناك في واحد من هجومين وقعا، في تشرين ثان/نوفمبر الماضي.

باتت نقاط المراقبة تنتشر في المنطقة، حيث تمضي قوات الأمن، وقتها، في تفتيش السيارات واستجواب الركاب.

وقال مراد: “انتقلنا من كابول إلى باميان؛ لنكون أكثر أمانًا ونعيش في مكان يسوده السلام”، لكن: “عندما نغادر المنزل الآن، من الصعب أن نتصور أننا سنعود أحياء”.

وحتى مغادرة البلاد لا تشكل ضمانًا. فقد قتل “تنظيم الدولة الإسلامية”، في “باكستان”، في كانون ثان/يناير 2021، مجموعة من عمال مناجم “الهزارة”، بينهم عدد من الأفغان.

غربًا، انتهى الأمر بالآلاف من “الهزارة”، الذين عبروا الحدود مع “إيران”، إلى الانتشار في إطار المجموعات الشيعية في “سوريا”، خلال العقد الماضي.

حرب ضد الجهل..

وما زال آخرون يترددون في حمل السلاح. فعندما قُتلت شقيقته، “رحيلة”، في هجوم على مركز تعليمي في “كابول”، في 2018، بنى “حميدالله رافي”، مركزًا جديدًا لتكريم ذكراها.

وقال “حميدالله”: “إنها حرب ضد الجهل نوعًا ما، ضد الذين يقتلون الطلاب ويعارضون تعليم الشباب وتحررهم الاجتماعي”.

وكغيره في “داشتي بارشي”؛ يدفع من جيبه لحراسه الشخصيين، ويأسف لعجز الحكومة عن ضمان أمن الحي. لكنه يتساءل إن كان سيضطر عندما تغادر القوات الأميركية البلاد إلى حمل السلاح. ويقول إنه: “ربما” عليه أن يفعل.

لكن “شوالي نظامبور”، وهو مقاتل آخر في الميليشيا، لا شكوك لديه، ويؤكد أنه يجب أن يتعلم “الهزارة” الدفاع عن أنفسهم.

وقال “نظامبور”، الذي أنضم إلى فصيل “عليبور”، بعد أن غادر قوات الأمن الحكومية: “على مدى التاريخ تعرض الهزارة لسوء المعاملة في أفغانستان… علينا أن نكون مستعدين”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة