منذُ زمنٍ لم يعد محيط ” ” Circumference الساحة العربية في شكلٍ هندسي على الصعيد القومي , ولا قُطر هذه الساحة واقطارها الأخرى , وبات رسم المحيط الجديد وفقاً لعلاقات الدول العربية مع اسرائيل كما هو بائن , وما سيعقبه ايضاً .
يبدو أنّ الرئيس بايدن يضمر في داخله ما لم يحن الوقت لكشفه , وهو يتمتّع بالنفس الطويل , ويتعامل على صعيد السياسة الخارجية بحذرٍ لا يجعله مقترباً جدا من بعض خطوات وقرارات الرئيس ترامب في الظرف الحالي , وخصوصاً في ملف الشرق الأوسط او الملف الإيراني بشكلٍ خاصّ , مع لحاظ الخطوات المفاجئة والعاجلة التي إتّخذها تجاه السعودية < تجميد تصدير صفقتين من الذخيرة والقنابل الفائقة الدقة > وتخفيف الضغوط الدبلوماسية على الحوثيين .! , كما يتّضح أنّ دوراً عسكرياً امريكياً بارزا في سوريا بدأت تتضح ملامحه وقسماته , وشوهد يوم امس رتلاً امريكياً يتكوّن من 50 عجلة وشاحنة تحمل معدات عسكرية وجنود في طريقها من شمال العراق الى سوريا , والأهم من ذلك هو خبر تخصيص وارسال 60 طياراً امريكيا الى العراق والكويت في مهمة تستغرق 9 شهور .! , وقيل انهم طيارو مروحياتٍ عسكرية حديثة وبتقنيات عالية بغية نقل مقاتلين كوماندوس واجهزة عسكرية في اوقات الضرورة , وهذه المسألة لا تتعلق بالجانب الأيراني , وبدا أنّ تناغماً كبيراً يحصل بين البنتاغون والإدارة الأمريكية الجديدة , واللافت للأنظار هو اختيار خيرة الطيارين الأمريكان .! ومدة التسعة شهور المحددة مسبقاً ! , ودونما اعتباراتٍ لمستجداتٍ قد تحدث من دولٍ اخرى , كروسيا إنموذجاً على الساحة السورية وغيرها كذلك
معظم قادة وزعماء الدول العربية كأنهم اصيبوا بشللٍ سياسيٍ نصفي مع بحّة شديدة في الصوت ! منذ مجيء الرئيس بايدن الى السلطة , والى الحدّ الذي يكاد يمنعهم من عقدِ لقاءاتٍ ثنائيةٍ او اكثر بين هذه الدول , سواءً على مستوى القمة او دون ذلك , للتباحث عن خطة عملٍ عربيةٍ محدودة في التعامل مع ادارة وسياسة بايدن وما يجري من افرازاتٍ منها على صعيد بعض دول الخليج واليمن بشكلٍ خاص , وبهذا الشأن فالجامعة العربية ادخلت نفسها طوعاً في سباتٍ عميقة , ولا أحد ينتظر الموعد الذي قد تفيق او تستيقظ منها .!
الملوك والأمراء والرؤساء العرب افتقدوا حتى القدرة في التصريحات في الإعلام لإبداءِ ايّ ردودِ افعالٍ او تعليقات على النهج الذي ينتهجه بايدن في التوازن غير المتوازن بين المصالح العربية ” وما تحققه من ارباحٍ لصالح امريكا ” , وبين المرونة المحدودة ” لحد الآن ” التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع الملف الأيراني .!
وإذ موسكو ايضاً لم تستغل او تستثمر الفجوات الجديدة التي جرى فتحها او افتتاحها في العلاقة الجديدة العربية – الأمريكية , ولا حتى لإرسال مبعوثين روس الى السعودية او بعض الأقطار العربية في هذا الشأن ولإستباق ما يمكن استباقه , ولإحراج الأمريكان بقدرٍ او بآخر , حتى على الصعيد الإعلامي على اقل تقدير .! , فيترآى كذلك أنّ الوضع العربي بحاجةٍ ما الى اوقاتٍ ما قد تمتد الى تسعة شهور ! < كما المهمة المحددة للطيارين الأمريكان > , وربما اكثر او اقلّ كي تتضح طبيعة آفاق العلاقات العربية – الأمريكية .
وحتى الرئيس بايدن فهنالك مؤشرات سابقة او استباقية ضعيفة الإضاءة عن بقائه في سدّة الحكم , وبما لا يتعلّق بالكوفيد او التقدم في السّن , وتحدثت عنها بعض المصادر الأمريكية الخاصة , ومن قبل تدشينه للمكتب البيضاوي في البيت الأبيض .!