18 ديسمبر، 2024 8:53 م

العقل والوجدان والسير وراء الاهواء

العقل والوجدان والسير وراء الاهواء

عنوان فيه شيء من الغموض والصعوبة لكني لم اجد افضل منه لاعبر عما يدور في خلجاتي وانا ارى بام عيني مايجري ويدور حولي .
تعلمنا في مراحل الدراسة كلها ان العلم والمعرفة كنز ثمين لايمكن الاستفادة منه الا اذا تابعنا السير خلفهما وانعكس الامر كله على تصرفاتنا في الحياة وحاولنا قدر المستطاع تطبيق ماتعلناه ولو بالقدر الادنى والحمد لله نجحنا بنسب متفاوتة في هذا الامر ,مادفعني اليوم لكتابة هذه السطور البسيطة المتعلقة بالشخصية الانسانية عامة والعراقية خاصة هو مااراه من تفاوت في نوع السلوك الانساني الذي تسير عليه الناس ومدى تاثيره وانعكاسه على المجتمع وهذا الامر بالطبع اصبح حالة عامة لدى مجتمعنا اللهم الا بعض الاستثناءات القليلة التي استطاعت المحافظة على الربط بين العقل والعاطفة واتخاذ القرارات المناسبة وبالتالي استمرار نجاحها في الحياة وهذا التفاوت والتغيير الحاصل لم يات صدفة ولكنه سار بخطوات مدروسة خطط لها ونفذها من يريد بنا السير وراء العواطف فقط والغاء العقل وقد نجح المخطط بنسبة كبيرة وبانت نتائجه من خلال الممارسات الخارجة عن طبيعة مجتمعنا وعاداته وتقاليده في الفترة الاخيرة فتفكك الاسرة مطلب وعدم الاحترام بين اعضاءها وعدم الاعتقاد بالنسب القبلي والديني والمذهبي وعدم الانتماء الى الوطن ايضا مطلب اخر والادهى من هذا ان هناك من يعتقد في نفسه انه هو الاكثر فهما ووعيا من غيره يسير خلف جهل كبير ويتسبب في نكوص لدى ناسه لانهم ينظرون له انه الواعي والمثقف واذا به يفقد هذه الصفات بسهولة وتظهر حقيقته العارية امام الناس هذا كله والماكنة الاعلامية الموجهه الهائلة التي يقودها من يريد بنا شرا واذى تعمل بقودة لاذكاء هذه الامور وضرب المقدسات التي الفنا التعود على ممارستها منذ مئات السنين ايضا تقاليدنا وعاداتنا الجميلة واصولنا التي نعتز بها وعندما يظهر هنا وهناك من يناشد لايقاف هذه الامور مجتمعة تشن عليه الحملات والتشويه لابعاده عن الاصلاح واذا اضطر الامر الى قتله كما حصل مع الكثير من اهل العقل والمعرفة والجهاد الفكري .
ان صعود الصبيانية الجاهلة الى اعلى مراتبها وسيطرتها على عقول الاغلب من الناس امر مريب ومشبوه اثار حفيظة الكثير من العقلاء والحكماء والعارفين بما يجري لكن المشكلة ان هؤلاء قلة والمستفيد من الخراب الفكري والخواء بكل انواعه كثيرين وموجودين في كل مفاصل الحياة ,اقول هنا ان كل مايجري من خراب مدروس وممنهج وبتوقيتات ذكية اذن لابد من وجود خط موازي لهذا الانحراف العام يكون عمله التوجيه والتنبيه والارشاد والتحذير من هذه المخاطر عسى ان تستفيق الناس من غفلتها وتنقذ مايمكن انقاذه خلال هذه المرحلة والبركة في كل المنظمات الدينية والمؤسسات الفكرية والثقافية والادبية الرصينة التي تنظر الى كل امر من جانب المصلحة العامة وان يكون هناك اصرار كبير وعدم ياس من الواقع وان تكون حركاتنا محسوبة بدقة وتعالج كل مشكلة باسبابها وادواتها وان لاتفسح المجال لمن هب ودب في ان يكون اداة لتخريب عقول وافكار الناس وهنا لابد لي من الاشارة الى عنوان المقال وهما العقل والجدان واضيف لهم الضمير الحي فاذا تحركت هذه الصفات لدى الانسان بصورتها الصحيحة فان النجاح والخير سيكون حليفهما بكل تاكيد وسيخسر من اراد بنا شرا ويحاول تمزيق المجتمع حسب اهواءه وسيندم على فعلته .
اللهم اني اسالك العفو والمغفرة والرحمة لابناءنا الذين غرر بهم وساروا وراء السراب وضلوا الطريق وان تجعل مجتمعنا قويا متماسكا لاتؤثر به طنطنة ذباب المزابل