17 نوفمبر، 2024 8:27 م
Search
Close this search box.

يبيع حذاءه ليسجل للعراق رقما عالميا ويقطع من قوته ليبتكر جهازا رياضيا

يبيع حذاءه ليسجل للعراق رقما عالميا ويقطع من قوته ليبتكر جهازا رياضيا

(دفن المتميزين)
حب الاوطان عند البعض معجون بالدم ، ليست شعارات تقال في مهرجانات امام الشاشات ، ثم كل ينشغل بذاته ،البعض يسري حبه لبلده و شعبه في عروقه مصذقا معتقدا كما دينه الذي لايرائي به احدا .
الجندي الذي يلبس بزته متوجها الى الموت و يمكن له ان يلبس بدلته ليقابل محبوبته ، العامل الذي يتقن عمله في رصف الشارع و يمكن له ان يهمل ذلك بنفس الاجر ، المعلم الذي يعرق و يهتم و يتابع ، و يمكن له ان يبذل اقل بنفس الاجر .
هؤلاء يدفعهم حب الاوطان ، و بهم تبنى الاوطان ، لايشعر بتميزهم احد و لكننا نجني ثمار جهودهم ، و نعيش في كنف اخلاصهم و ان لم نذكرهم كثيرا كما يستحقون ، و هذا شأنهم في كل بلد تقريبا .
و لكن فئةّ اخرى تفعل مثلهم و اكثر ، فئة ترفع اسم وطنها عاليا و تصنع له مجدا بارزا ظاهرا للعيان يجعل اسمه مسموعا متداولا ، انهم المتميزون في الصناعة و العلم و الادب والفن و الرياضة ، هؤلاء هم من يجنون عاجلا ثمرة جهدهم الذي يقدمون ، لانهم نفر قليل من المتميزين المحبين لبلدانهم بصخب عالي و عشق مدوي و طاقة متفجرة و عمل دؤوب يواصلون به الليل بالنهار ، فترى ان بلدانهم تكرمهم كما اكرموها و تكافئهم كما اعطوها و تمجدهم كما في المحافل مجدوها .
وهذا من حب الابناء لاوطانهم فعلا ، ومن وفاء الاوطان لابنائها حقا ، و في البلدان المحترمة يفعل المبدع كل ذلك تحت رعاية البلد و مسؤوليه و قادته ، و بدعمهم و حثهم و تمويلهم ، ليكون لهم سهم مستحق فيما سينجز و يبرز ، و يجنون مع المتميز ثمرة ابداعه و يدين لهم الوطن كما يدين له بالعرفان .
فما بالك بالذي ينجز كل ذلك من قلب الحرمان ، و يبرز من وسط الخذلان ، و يبدع رغم ظلم الاوطان .
فلسان حال هؤلاء يقول. :
وَإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِي ،،،،،وبَيْنَ بَنِي عَمِّي لَمُخْتَلِفٌ جِدَّا
أَرَاهُمْ إِلَى نَصْرِي بِطَاءً وإنْ هُمُ ،،،،،،دَعَوْنِي إِلَى نَصْرٍ أَتَيْتُهُمُ شَدَّا
(فانهم يبون مجد اوطانهم التي هدمت مجدهم ):
فَإِنْ أَكَلُوا لَحْمِي وَفَرْتُ لُحُومَهُمْ ،،،،،،وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدا
(و قد جلبوا لنا طير سعد رغم نحسنا معهم ):
وإنْ زَجَرُوا طَيْرًا بِنَحْسٍ تَمُرُّ بِي ،،،،،،زَجَرْتُ لَهُمْ طَيْرًا تمُرُّ بهِمْ سَعْدَا
(انما تداينوا المال ليكسبونا الحمد بين الامم ):
يعاتبني في الدَّيْنِ قَوْمِي وَإِنَّمَا،،،،،،دُيُونِيَ فِي أَشْيَاءَ تُكْسِبُهُمْ حَمْدا
(فلم يكلفوننا رفدا حين افتقروا ):
لهُمْ جُلُّ مَالِي إِنْ تَتَابَعَ لِي غِنًى ،،،،،،وَإِنْ قَلَّ مَالِي لَمْ أُكَلِّفْهُمُ رِفْدَا
(و لكن المبدعين المحبين لابناء وطنهم يظل لهم رجاء في ان ينصفهم بعض أصلاء قومهم فيتغنون تفاؤلا ):
بِفَضْلٍ وَأَحْلاَمٍ وَجُودٍ وسُؤْدُدٍ ،،،،،،وَقَوْمِي رَبِيعٌ فِي الزَّمَانِ إِذَا اشْتَدَّا
مهداة الى العداء محمد حبانية الذي سجل لبلده رقما عالميا في اسطنبول ، بعد ان باع احذيته المميزة ليستمر في العيش و التمرين .
و الى الفيزيائي الرياضي د فراس البدراني الذي ابتكر وصنع جهازا رياضيا بعد ان اقتطع من راتبه و قوت عياله.
و الى بطل اسيا الرباع صفاء الجميلي .
و أمثالهم كثير .
و الى المسؤولين الذين بقي لنا فيهم ذرة من أمل .

أحدث المقالات