وكالات : كتابات – بغداد :
أثارت ندوة أقيمت في مبنى “مجلس أدباء مدينة النجف”، جنوبي العراق، أمس الجمعة، أزمة جديدة، وذلك بعد ساعات من هجوم بالقنابل استهدف مقر “الحزب الشيوعي العراقي”، وسط المدينة، أسفر عن خسائر مادية في المبنى.
وأقيمت في قاعة “الجواهري” ندوة أدبية وشعرية لإحياء الذكرى الأولى، لـ”مجزرة النجف”، التي قُتل وأصيب فيها العشرات، بعد اقتحام أنصار زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، ساحة الاعتصام في المحافظة، وخلال ذلك، أطلق بعض المشاركين في الحفل مداخلات وقصائد منددة بـ”الصدر”، واتهموه بإعطاء الأوامر لأنصاره باقتحام الساحة.
وقالت مصادر محلية، في “النجف”؛ إن شخصيات مدنية وناشطين ومثقفين شاركوا في الحفل، الذي أطلقوا عليه تسمية: “الوطن حتى الموت”، لإحياء ذكرى قتلى تظاهرات “النجف”، موضحة أن المشاركين ألقوا قصائد وكلمات تخلد الضحايا، كما قام بعضهم بترديد هتافات منددة بـ”الصدر”، الذي اتهموه بإعطاء الأوامر لأتباعه باقتحام ساحة الاعتصام في “النجف”، وارتكاب مجزرة ضد المشاركين فيها.
وأشارت المصادر ذاتها، التي اشترطت عدم ذكر اسمها؛ إلى أن هذه الهتافات أثارت غضب أنصار “الصدر”، الذين حاول بعضهم إنهاء الحفل، مهددين المشاركين فيه، كما أطلقوا دعوات إلى التظاهر أمام مبنى “اتحاد الأدباء”، في “النجف”، تمهيدًا لإغلاقه.
بيان “مجلس الأدباء”..
وعقب الحادثة، أصدر “مجلس أدباء النجف”، بيانًا قال فيه، إن: “ما حدث بعيد كل البُعد عن سياقات عملنا وثقافتنا”، مؤكدًا أن: “المهرجان تم استغلاله وتحويله إلى هتافات لا تقترب من هدف إقامته”.
واستنكر البيان ما حدث خلال الندوة، لكنه أشار إلى أن “مجلس الأدباء”: “يؤجر القاعات مقابل أجور لخدمة الأدب والثقافة، وليس لنا أي دور في لوجيستيات مهرجانهم أو عملهم”.
وتعليقًا على الحادثة، أصدر “صالح محمد العراقي”، الذي يعرّف عن نفسه باسم: “وزير الصدر”، بيانًا اتهم فيه من وصفهم: بـ”البعثيين والدواعش وعشاق العدو الصهيوني”، بالوقوف وراء توجيه الانتقادات لـ”الصدر”.
سنجعلهم عبرة !
وذكر بيان لـ”العراقي”، اليوم السبت، أن: “ما حدث في مقر أدباء النجف لا يمثلهم على الإطلاق، بل قد صدر عن مجموعة بعثية ودواعش أو أناس لا وطن لهم غير التشبه بالغرب وعشق العدو الصهيوني، لأن مثل تلك الأفعال تفرح العدو وتثير الفتنة”، مطالبًا بعدم التظاهر أمام مقر “مجلس الأدباء”، لكنه توعد بالتصرف: بـ”طرق اجتماعية وقانونية أخرى، وسنجعلهم عبرة للجميع، فكيل التهم جزافًا جـريمة يعاقب عليها الشرع والقانون”.
ويتهم ذوو ضحايا “مجزرة النجف”، زعيم (التيار الصدري)، بالوقوف وراء التحريض على قتل أبنائهم.
ونشرت والدة، “مهند القيسي”، وهو من أبرز الناشطين الذين قتلوا في ساحة اعتصام “النجف”، قبل عام، مقطع فيديو قالت فيه إن أتباع “الصدر” هم الذين ارتكبوا الجريمة في المحافظة، أمام أنظار القوات الأمنية وآلاف الشهود.
وعلى الرغم من مرور عام على مقتل وإصابة العشرات، خلال اقتحام ساحة اعتصام “النجف”، إلا أن السلطات العراقية لم تعلن نتائج التحقيق في المجزرة حتى اليوم، كما لم تعلن نتائج التحقيق في قتل المتظاهرين في محافظات أخرى.
وأول من أمس الخميس، قال المتحدث الإعلامي باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء “يحيى رسول”، إن ملف قتل المتظاهرين موجود لدى الأجهزة الاستخبارية، من دون أن يُعلن أي تفاصيل عن الجهات أو الأشخاص المتورطين في قتل المشاركين في الاحتجاجات العراقية، التي إنطلقت في تشرين أول/أكتوبر 2019، وقتل فيها أكثر من 700 متظاهر وأصيب آلاف آخرون.