17 نوفمبر، 2024 1:59 م
Search
Close this search box.

نحن والأمريكان والمنطقة!

نحن والأمريكان والمنطقة!

< لعلّهُ بغيةَ اسرافٍ في التوضيح , مع ما يرافقه من طرافة ترطيب الأجواء لغوياً , فقطعاً أنّ ” نحن ” الواردة في العنوان اعلاه , فلا تعني كاتب هذه السطور , ولا تعني كذلك مجمل الشعب العراقي والجموع الغفيرة من القوى الوطنية الأخرى , عى الأقل > .

باتَ بحكمِ المؤكّد او حافّاته , أنّ الرئيس بايدن لا ينوي سحب قواته من المنطقة , وليس ذلك فحسب بل و وفق تصريحات وتسريبات الأخبار , فسيصدر بيان امريكي رسمي ” خلال هذا الشهر ” لتأكيد وتثبيت هذه القوات في امكنتها او قواعدها , وربما سيزداد عددها وفق الأوضاع الراهنة.

وفي واقعِ الأمرِ كأمرٍ واقع , فإنّ وجود القوات الأمريكية في سوريا أمرٌ حتمي تتطلّبه متطلبات اللعبة الدولية بوجود العسكر الروسي والحضور الأيراني والفصائل التابعة لهم , أمّا في افغانستان , فيجد او يرى الأمريكان أنّ وجود وحدات عسكرية من قواتهم فهو كالشرّ الذي لابدّ منه ! , وفق تعقيدات الملف الأفغاني واعتبارات الجيوبوليتيك الأخرى .

العراق هو بيت القصيد .! , وهذا ما له من أبعادٍ ودلالات , وربما مضاعفاتٍ ايضاً ,حيث كما بائن فهو تحدٍ للفصائل المسلحة ذات العلاقة بالكاتيوشات , وكذلك الأحزاب والكتل السياسية الموالية لإيران التي تشدد على اخراج القوات الأمريكية من العراق , وبواجهة مطالبة البرلمان العراقي بذلك , بينما يؤكد الأمريكان أنّ ذلك من شأن الحكومة العراقية وليس البرلمان , وسيّما وكما معروف أنّ الكتل السياسية ذات الوزن الثقيل في مجلس النواب , هي الممثّلة للأحزاب الدينية التي تتحكّم بشؤون ومفاصل البلاد منذ عام 2003 … لاشكَّ أنّ الحجم والوزن النوعي والكمّي لمواقف هذه التنظيمات يرتبط ” سيكولوجيا وسوسيولوجياً ” وبراغماتياً ودياليكتيكياً بسياسة طهران مع الإدارة الأمريكية الجديدة ” والعكس بالعكس ” حول رفع العقوبات ومداخلات الملف النووي وتطوراته , ويتضاعف الأمر في ذلك بأضعافٍ مضاعفةٍ في أمرين على الأقل , ولحد الآن .! , عبر ربط مسألة العقوبات ببرامج الصواريخ الإيرانية , و الدور الأيراني في المنطقة العربية , ومع تأكيد واشنطن على اجراء المشاورات مع بعض دول الخليج واسرائيل بهذا الشأن ! ” وهذا ما يزيد الطين بلّة بالنسبةِ لطهران ” ولا ريب أنّ القادة الأيرانيين لا يهضمون ولا يمضغون هذه الإشارات والتصريحات الأمريكية .

ما برحَ الأمر مبكّراً وسابقاً لأوانه في البتّ في معضلة العقوبات الإيرانية , وفقاً للمفاوضات المفترضة التي لابدّ من إجرائها بين واشنطن وطهران , وسواءً بشكلٍ مباشر او غير مباشر .!

وحيث يبدو أنّ الأمور ما لبثت معلّقة , وكأنها من ارتفاعٍ عالٍ هذه المرّة .! , فمن اللافتِ للنظر ” على صعيد الإعلام على الأقل ” , فإنّ المقترح الذي قدّمه وزير الخارجية الأيراني السيد جواد ظريف للأمريكان , بأن يكون ويقوم الإتحاد الأوربي بدور الوسيط بين الولايات المتحدة وايران بهذا الشأن , فقد جوبهَ ذلك بتصريحٍ خاص من وزير الخارجية الأمريكي , لم يذكر فيه بأنّ امريكا ستدرس ذلك المقترح , لكنّه قال أنّ الوقتَ لا يزال طويلاً لدراسة هذا المقترح .!

أحدث المقالات