22 نوفمبر، 2024 8:56 م
Search
Close this search box.

أزمة التراث الأسلامي والتعايش الأنساني

أزمة التراث الأسلامي والتعايش الأنساني

1 . لا زال بين ( التراث الأسلامي / القرآن والحديث والسنة .. وبين الواقع الأنساني والمجتمعي ، وما يضم من كتلة هائلة تصل الى أكثر من 5.5 مليار نسمة / عدا المسلمين الذين هم بحدود 1.5 مليار ! . ) لا زال هناك عدم توافق ، ولا زال هناك فجوة لا يمكن تفاديها ! ، حيث هناك نصوص لا يمكن أغفالها ، ولا يمكن أن قبولها أو التعامل معها في عالم اليوم .. كأنفراد الأسلام بالدين الأوحد لدى الله ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ / 19 سورة آل عمران ) ، والسؤال هنا لم الله أوجد أنبياء أخرين ومعتقدات مختلفة ! ، وكذلك قتال المشركين ، وفق الآية ( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5)/ سورة التوبة ) ، وفي موقع الأسلام سؤال وجواب ، يبين التالي ( ويطلق على الكافر أنه مشرك ، وعلى المشرك أنه كافر ) ، وهذا يعني على المسلمين وفق العقيدة قتال مئات الملايين من البشر ! / منهم اليهود والمسيحيين والصابئة .. ، وأن رسول الأسلام ، أجاب على كل هذه الأسئلة بحديثه ( عن ابن عمر ، أن رسول الله قال : أمرت أن أقاتل الناس ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى / رواه البخاري ومسلم ) ، ورسول الأسلام يتكلم بوحي ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) / سورة النجم ) ، وهذا يعني ، أما أسلمة البشرية – أو القتال ، وهذه أشكالية كارثية .. وكل ما سبق هو غيض من فيض .
2 . التراث الأسلامي أصبح خارج نطاق الزمان والمكان ، ولكن العقدة العقلانية ، انه لا زال شيوخ وفقهاء وأئمة ودعاة المسلمين يؤمنون بهذا التراث ، ولا زالوا بذات الوقت ، يرقعونه من كل صوب وجنب ، حتى أصبح مهترئا مترهلا ! ، ورجال الأسلام قد تمادوا بهذا الوضع أكثر ، وذلك بوضع هالة من القدسية على الماضوية القبلية لهذه التراث ، حيث أصبح المس بها كفرا ، بل أصبح التعرض لها جريمة ، عقابها بنحر الرقاب .
3 . يا رجال الأسلام ، أرجعوا الى محبة الأخرين ، وأندمجوا مع حضارة العصر ، وفق التقدم الأنساني ، الذي يسوده الفهم المتبادل والمعاملة بالحسنى ، ” عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : (( والكلمة الطيبة صدقة )) ؛ الحديث متفق عليه ” ، وكما جاء بالنص القرآني ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .. / 125 سورة النحل ) ، فأختاروا يا قوم المقبول من التراث ، وأحجبوا ما تبقى من دموية النصوص دون أسثناء ! ، أتعلمون تابعيكم ثقافة القتل والأرهاب ! ، وتحجبون عنهم التعايش مع باقي البشر ! ، فأعلموا ان بقيتم على نهجكم الماضوي السحيق المظلم ، فستبقون معزولون في قوقعة منفردة وحدكم ، في عالم يتجه نحو السلم وقبول الأخر والتعايش معه ! .

أحدث المقالات