“ليسَ البكاءُ على النفسِ إن مَاتت ، لكنَ البكاء على التوبةِ إن فَاتت ..”
بعد التخلص من جميع القوة المحتلة، والطواغيت؛ التي عصفت بها الحياة، بعدها بدأ العراق يعيش عصر ديكقراطي انتخابي؛ افرز أشخاص (كفؤيين ومثقفين) للقيادة ويسمونهم بهذا الاسم لانهم يتكلمون اللغة الانكليزية، ويأكلون بالشوكة والسكين، ويلبسون القاط والرباط، ويتكلم بطلاقة أمام مسرح السياسة.
وبعد أول انتخابات ولكوننا في عهد جديد، من البديهي يحصل أخفاق، وفساد، وكثير من التعثرات والسجالات بين الفرقاء في أدارة الدولة، نتيجة الحروب والفترة الزمنية الصعبة التي مررنا بها، أبان حكم الطاغية وبعد ذلك أجريت انتخابات ثانية واخذ الوضع السياسي؛ بإفراز شخصيات تحاول العودة بنا الى الوراء لزرع دكتاتورية داخل بيئة ديمقراطية جديدة من نوع خاص.
صدام بنى دكتاتوريته على جماجم الشرفاء، اعدم ابرز منافسيه بالزعامة، واستمد حكمه وشيده بالحديد والنار، وإراقة الدماء وكلما تبرز رؤس اخذ يقطفها؛ لينفرد هو ونجليه المقبورين بالساحة العراقية، واخذوا يفعلون ما يشاءون بمقدرات الشعب.
اليوم وبعد (10) أعوام على نهاية تلك الحقبة المظلمة، أعيده الدكتاتورية، لكنها بصورة أخرى على شكل بناء أزمات بين الشركاء بالعملية السياسية لتتعثر من جديد آمال العراقيين بتلك الخرافات مما ولد أزمة ثقة، التي يعاني منها الشركاء و في الأخوة بالبيت الواحد.
اليوم تخرج لدينا شخصية الشاب (حمودي) التي تستمد قوتها من أموال العراقيين، وتحت سلطة الشعب، أخذت صداها الإعلامي والسياسي، عن لسان أبيه بأنه الرجل الأوحد، الذي تمكن من محاربة المفسدين والخارجين على القانون، هذا و جلهم ويسكنون المنطقة الخضراء!
هذا ما رجع بالعراقيين الى عدي والمجرم ووالده المقبور، نحن اليوم نطمح لبناء دولة المؤسسات كي تأخذ دورها لا دولة الشخصية، والانوية كما نسعى لدولة مدنية لا لحكم إرهاب السلطة، وعسكرة الشارع، كما نعمل و نمهد لدولة المواطنة لا لبلد العشوائيات وفرضها على القانون.
بالسابق يردد العراقيين استهزاء بالطاغية وما يفعله نجليه (هلة بيك هلة وبجدتك حلا) اليوم في بداية ولادة دكتاتورية من رحم الديمقراطية سيردد مستقبلا البعض (هلة بيك هلة وبعمتك اسراء الف هلة)!