ان ينتمي الإنسان لحزب من الأحزاب فهذه حرية شخصية لا جدال فيها
ان يكون انتماء ذلك الإنسان للحزب يفقده إنتماءه الحقيقي للوطن فهذا شيىء لا يجب ان يحدث اذا كان ذلك الانسان يمتلك قدرا من المسؤولية تجعله يتحكم بحريته الشخصية
ان يصل الحد إلى ان يسيطر الحزب على كيان ذلك الانسان ويصبح قائد الحزب الموجه لعقلية المتحزبين معه فهنا يمكن القول ان هذا الانسان تحول الى لعبة من لعب العرائس التي تحركها خيوط الحزب
عند ذلك فقط يصبح هذا الانسان عبارة عن ببغاء يردد شعارات حزبه ولا يرى الحق إلا من خلال رؤية الحزب
كل ما يقول الحزب هو الحق
وكل منْ ينتقد الحزب هو الباطل
عندها فقط نكون قد وضعنا الاساس لصناعة دكتاتور اخر
شيئا فشيئا يبدا الحزب بالذوبان بشخص القائد
ويصبح القائد ضرورة حتمية من ضرورات الحزب للعيش… بعد ما كان الحزب هو الضرورة لبقاء القائد
هنا نكون قد وصلنا إلى مفرق الطريق
ومفرق الطريق هذا يعني ان القائد لا يخطأ وان كل ما يقوله عبارة عن حكم ومنهاج عمل وان هذا القائد ليس فقط ضرورة من ضرورات الحزب
إنما اصبح ضرورة من ضرورات الوطن
ويبدا التسويق على إن هذا القائد يمثل حامي حمى الديار
ولانه لا يخطأ !!
لذلك كل من يمس القائد الضرورة بأي شيىء كانما مس الوطن بكاملة
وتبدأ الأقلام المأجورة تمجد لهذا القائد
وتبدأ اقلام اخرى تنجرف نحو القائد الضرورة
أما بسبب ضعف في قراءة المشهد بجميع أبعاده أو بسبب خوفها على الوطن في ظرف معين
وإعتقادها إن هذا القائد هو ضرورة لهذ الظرف
إنه فن صناعة الدكتاتور
لقد سحق الشعب العراقي بالأمس قائد ضروره,
لم يسحق القائد الضرورة فقط بل سحق الحزب الذي أوهمه بإنه ضرورة
ورقص الشعب على أشلاء القائد وحزبه
لكن وقبل أن يتوقف العزف….وتنتهي حفلة الرقص هذه ويتنفس الشعب الصعداء
بدأ حزبا أخر بتقديم قائد ضرورة لهذا الشعب
بعد ما اصبح هذا القائد ضرورة لبقاء هذا الحزب
واصبح هذا الضرورة الجديد ضرورة من ضرورات بقاء وطن
كل هذا يحدث لاننا لا نجيد قراءة التاريخ
ولا نتعظ من ماضي قريب جدا
ولا نريد أن نفهم إن الوطن هو الضرورة المطلقة لكل من ينتمي إليه
ولا ولن يكون شخصا مهما كان… ضرورة لبقاء وطن
لأن ببساطة أرض الوطن باقية..
والأشخاص راحلون يوم….