استيقظت غسلت وجهي فرشت اسناني وتناولت فطاري، وقبل كل ذلك قد يحدث احياناً اتصفح المواقع الإلكترونية وبريدي الإلكتروني “الواتس والماسنجر”، وهذا ماحدث فعلاً تصفحت الفيسبوك فوجدت إشعاراً لدي بالإضافة إلى تجمع أو (كروب) معرفي .
لطالما إنتقدَ البعض دخول الانترنت إلى البيوت، وانتشار أجهزة ذكية بين أيدي الصغار والكبار …وسمعت الكثيرين يمتعضون من التطور الرقمي الحادث .
كان رأيهم أن هذا التطور نتيجة التأثر السلبي بالغرب ونقل ثقافات سيئة، لأن الهواتف النقالة صغيرة الحجم لكنها كبيرة التأثير وواسعة الإنفتاح، فبمجرد بحث صغير ونقرة واحدة تصل إلى اي أمر تريد حتى لو كان فيه انتهاكاً للقيم وتشويه للأخلاق ، لذلك وكما هو معروف أن غالبيتنا يقدِّس العادات والتقاليد أكثر من أي شي، ولايرغب أو يؤيد خرقها بل يغضب ويثور إذا شعر بأن شيئاً ما يسيء إليها كونها عادات أبيه وأجداده تربى عليها وكبر عليها ومعها… وعليه نلاحظ وجود عدد كبير من المنتقدين لهذا التطور الذي يعدّوه سلبياً وقاتلاً لايحافظ على المجتمعات .
لكنهم يجهلون ان المجتمعات تستطيع أن تحمي نفسها بالعقول .. فالعيب ليس بالوسيلة بل بمن يستخدم الوسيلة، أما كيفية استخدام الوسيلة شيء مهم للغاية سواء كانت معنوية أو مادية أو تكنولوجية .
نستطيع أن نجعل من الشيء إيجابي أو سلبي لو امتلكنا التحكم والإختيار.. ذلك عندما نكون سائرين غير مسيرين فغالبيتنا مسيرين في أرض الانفتاح الإلكتروني ومواقع اللهو .
لقد تحولت المواقع الرقمية من معرفية إلى مواقع لهو (تسليط، تسقيط، تحرش،انتهاك، ابتزاز، اعتداء، انتقاد)… وظهرت في الآونة الأخيرة كثيراً من الصور القبيحة التي لاتعكس سوء التكنولوجيا بل سوء النفس والعقل .
العقول تفكر وتبدع وتبني وتنجز، ولقد أنجز العقل هذه الثورة المعلوماتية بشبكاتها ومواقعها وتنوعها ولا يمكن لف الوجوه عن هذا التقدم أو هذه النعمة، ومن المؤكد إذا كان العقل نعمة فإن مايخرج وينتج عنه نعمة .
تواجدنا مع الاصدقاء المقربين وغير المقربين بنافذة ومحادثة واحدة يؤطرها الحب ايضا نعمة لم تكن موجودة ولن توجد لولا وجود التواصل الإلكتروني .