ينتشر الآن تسجيل على اليوتوب لحفنة من الشباب يشتمون أحد الصحابة الأطهار ، في تظاهر يعكس حالة سلوك متهور وجاهلية واغراض سيئة هدفها سحب الطائفية السياسية الى المجتمع .
ان غايات هؤلاء أصبحت مكشوفة للشيعة والسنة على حد سواء ، وعموم الشعب العراقي اليوم يعاني من الإرهاب الذي يقتل الجميع بلا استثناء ، والأزمات التي تضغط على الجميع بلاتفرقة طائفية ، اما هؤلاء من شذاذ الآفاق فلا هدف لهم سوى سحب المواطنين الى صراعات جانبية غبية تتمثل بخلاف شيعي سني ليس للمواطن دخل فيه او مصلحة .
الجماعات الطائفية المتعصبة، وأمراء الموت والتفخيخ وحملة آثار التسنن الأموي والتشيع الصفوي وتلك العناصر المأجورة لتدمير أخلاق العراقيين هي التي تسعى لإشعال الفتنة والصراع الدموي الطائفي .
مايحدث اليوم في العراق هي محاولة استعادية للصراع الذي استغرق سنين طويلة بين الدولتين العثمانية والصفوية تحت غطاء الطائفية ، وكان نصيب العراقيين منه الموت والفقر والأوبئة والتخلف والإحتلال من قبل الدولتين .
ان مهمة التصدي لهذه الزمر المنحرفة في اشعال الفتنة الطائفية واستفزاز أهلنا السنة من خلال سب الصحابة ، يجب ان يقوم بها مراجعنا الكبار في النجف وكربلاء ، ويقطعوا دابرها على هدى تعاليم القرآن المجيد والرسول العظيم والأئمة والأطهار ، والجميع كفروا اواستكرهوا السباب ونهوا عنه .
قرأت بإمعان كتب وتعاليم كبار علماء الشيعة ومفكريها أمثال السيد شرف الدين الموسوي ،والعلامة محسن الأمين العاملي ، والشيخ كاشف الغطاء والعلامة محمد جواد مغنية والمفكر الدكتور علي شريعتي والمفكر محمد باقر الصدر والشهيد محمد صادق الصدر والسيد محمد حسين فضل الله ، هؤلاء الذين مثلوا عظمة الخطاب الفكري والإجتماعي الشيعي الحديث وقفوا بندية عالية ضد سلوكيات الإحتراب بين الشيعة والسنة او سلوكيات القذف والتشكيك والخرافات الدخيلة على التاريخ ، كما اتفقوا على ان الخلاف ليس في جوهر الدين والعقيدة ، وانما الخلاف بوجهات النظر اي الإجتهاد وموضوع الإمامة واحقيتها .
ان الشيعة العلوية الخالصة تعبير عن سنة محمدية نقية هكذا تقول حقائق التاريخ ، كما انعطفت الحركة الشيعية العلوية على مضامين ثقافية وروحية وأخلاقية نابذة لكل ماهو مستقبح ومسيء لأخلاقية الإيمان بالرسالة الإسلامية وتجلياتها العظيمة ، التشيع الصادق حركة ثورية ضد الإسلام الحكومي ومؤسسة وعاظ السلاطين .
ان اللجوء الى القذف والسباب بحق الصحابة وآل البيت الأطهار يعني عصيان لأوامر الله العلي القدير الذي أمر بعدم سب حتى المشركين في قوله تعالى ..( ولاتسبّوا الذين يدعون من دون الله ) الأنعام الآية 108
كما يدون التاريخ موقف إخلاقي وجمالي ينبع من روح أيمانية مطلقة للإمام علي (ع) وهو زعيم التشيع ومدرسته الأولى فقد أوصى اصحابه في حرب صفين بمايلي ؛ ( اني اكره لكم ان تكونوا سبابين )..!
تلك هي تعاليم الإيمان للمسلمين وجمالياته الأخلاقية التي جبل عليها المسلم بإختلاف المذهب والطائفة ، ونحن اليوم مدعوّن ان نترك النظر للماضي وأخطاء التاريخ ، وننظر بعمق لواقعنا المأساوي الذي يحاول ان يزجنا بمعارك تزيد من عذاباتنا وخرابنا وموتنا عبر زمر مؤجرة لأغراض اشعال الفتنة الطائفية .. ادعو الجميع للإنتباه لتلك الأفخاخ الخبيثة .
[email protected]