خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
“محمود أحمدي نجاد”، الرئيس السادس للجمهورية الإيرانية، من جملة السياسيين الذين لا يملكون سياسة موحدة. دخل الساحة السياسية أبتداءً مع محافظ “أدربيل”، في عهد حكومة “البناء والتعمير”، بالهجوم على، “هاشمي رفسنجاني”، وقال في انتقاده: “لم تقم الحكومات السابقة بأي عمل أساسي”.
وقد أعرب أثناء فترته الرئاسية عن رغبته في الحوار مع “الولايات المتحدة” وفتح باب المفاوضات. وكتب رسالة، في العام 2006م، من 18 صفحة، إلى “جورج بوش”، وطلب المفاوضات المباشرة مع “الولايات المتحدة”، وهي الرسالة التي وصفها، “أحمد جنتي”، في خطبة الجمعة، بـ”الاستثنائية”، وقال: “يجب تقدير هذا الرجل المبتكر والشجاع والمتدين”، لكنه عارض المفاوضات بعد ذلك.
وفي كتابه: (مرحلة في التاريخ)، تطرق “علي أكبر صالحي”، وزير الخارجية الأسبق، للمناقشات مع الرئيس، “أحمدي نجاد”، بخصوص المفاوضات مع “الولايات المتحدة”، وكتب: “هذا عمل خطر، وقد يطيح بك أرضًا”.
وأضاف: “لم يكن الدكتور أحمد نجاد؛ ميالاً بقوة للمفاوضات”. بحسب صحيفة (ستاره صبح) الإيرانية.
رسالة إلى “بايدن”..
قبل أيام؛ أكد “أحمدي نجاد”، في مداخلة مع فضائية (فاكس نيوز) الأميركية، أنه كتب رسالة إلى، “جو بايدن”، الرئيس الأميركي الجديد، وقال: “شرحت في الرسالة الوضع العالمي؛ وطلبت إليه الوقوف بحسم وتغيير السياسات الأميركية لصالح العدالة والسلام”.
إلا أن هذا الفيديو وضعه تحت سيف انتقادات الأصوليون، وقد كان سابقًا قبلة آمالهم. وقال “مرتضى آقا طهراني”، رئيس اللجنة المركزية بجبهة (الثبات): “بالماضي كانت لدينا بعض المواقف، حيث رفع بعض المسؤولين شعار العدالة ومازالوا، لكنهم انفصلوا عن مسار الولاية… وهذا التوجه لم يحظى بتأييد جبهة (الثبات) مطلقًا. ولا علاقة لجبهة (الثبات) مع تيار الإنحراف”.
في الوقت نفسه، وصفت قناة (فارس +)، على تطبيق (التليغرام)؛ “نجاد”: بـ”الخائن”.
المرشح الأوفر حظًا..
بحسب المحللون في (فاكس نيوز)؛ فقد أثبتت استطلاعات الرأي الأخيرة؛ أن “أحمدي نجاد” سيكون المرشح الأوفر حظًا في انتخابات الرئاسة الإيرانية، 2021م.
مع هذا؛ من المستبعد أن يحصل عضو “مجمع تشخيص مصلحة النظام”، المثير للجدل، على فرصة الترشح للانتخابات الرئاسية، فلن يحصل على صلاحية “مجلس صيانة الدستور”، مع هذا لا يتوقف عن مساعيه، ومن بينها رسالته الأخيرة إلى الرئيس الأميركي.
وعن الانتخابات المقبلة، قال: “لست عرافًا؛ ولا يمكنني الحديث عن المستقبل، كما يحلو للبعض أن يفعل. مع هذا متى تدخلت إرادة الشعب، تكون النتيجة السلام، والأخوة، والعدالة، والحرية”.
السلام والعدالة..
واستطرد “نجاد”، تعليقًا على الرسالة: “بعثت برسالة إلى الرئيس، بايدن، هذا الأسبوع، وشرحت له فيها حالة العالم حاليً؛ا وطلبت إليه تغيير السياسات لصالح السلام والعدالة. ودعوت له بالتوفيق”.
يُذكر أن “نجاد”، ناشط على (تويتر)؛ ويركز حاليًا على كتابة الرسائل والعلاقات الأسرية.
وعن طبيعة اهتماماته، إبان رئاسة الجمهورية، قال: “كأي إنسان آخر، أحب أن يتذكرني الناس بكل خير ككل من يبذلون جهدهم لإقرار الأخوة، والسلام والعدالة”.
ورغم أنه لم يكن يميل لعلاقات جيدة مع “الولايات المتحدة”، لكن يبدو أنه نادم على ضياع هذه الفرصة. “لا أعتقد تضرر الشعبين، الإيراني والأميركي فقط، بسبب هذا العداء، وإنما تعرضت كذلك الأمم الأخرى للضرر، فلم يكن بمقدورهم تحقيق الاستفادة المُثلى من قدرات وإمكانيات الشعبين الإيراني والأميركي”.
رائحة الخيانة !
تعليقًا على الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة، أكد حجة الإسلام “مرتضى آقا طهراني”، رئيس اللجنة المركزية بجبهة (الثبات)؛ وقد كان من أشد أنصار “نجاد”، في حوار إلى وكالة أنباء (تسنيم): “إيمان جبهة (الثبات)، في المرشح المعتقد في الولاية، وصاحب البرنامج الانتخابي القائم على العدالة، بحيث يكون مكافحة الفساد أحد الأركان المهمة… بالماضي كانت لدينا بعض المواقف، حيث رفع بعض المسؤولين شعار العدالة ومازالوا، لكنهم انفصلوا عن مسار الولاية، مع الإصرار على هذه الفجوة وتوسيع نطاقها. ومن الطبيعي ألا تدعم جبهة (الثبات) هذا التوجه مطلقًا. ولا علاقة لجبهة (الثبات) مع تيار الإنحراف”.
كذلك أعد المرصد الإيراني تقريرًا، وفيه: “وصفت قناة (فارس +)، على تطبيق (التليغرام)، نجاد، بالخائن، بسبب رسالته إلى، بايدن، والتي يطالب فيها بالعمل للسلام !!.. سيادتكم إن توجيه رسالة إلى قتلة الحاج، قاسم سليماني، الذي قاتل لأجل السلام والأمن، إنما يدور في فلك الخيانة وفقط !!”.