خاص : كتبت – نشوى الحفني :
كما هو معهود عنه من حبه للظهور وأن السياسة باتت هوايته، فينتظر عودة قريبة على ما يبدو للرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، إلى المشهد السياسي، تزامنًا مع سعي بعض قيادة الجمهوريين لإذابة الجليد معه، بعد توترات بينهم في فترة ما بعد، السادس من كانون ثان/يناير 2021، الذي تم فيه اقتحام “الكونغرس”، في الوقت الذي تشير فيه كافة المؤاشرات إلى أن الرئيس السابق سينجو من الإدانة في محاكمة عزله المرتقبة بـ”مجلس الشيوخ”.
في تقرير جديد لشبكة (سي. إن. إن) الأميركية، ذكر أن “دونالد ترامب”، يستعد للعب دورًا بارزًا في مساعدة الجمهوريين في الانتخابات النصفية السابقة، ويركز طاقته السياسية على استهداف النائبة، “ليز تشيني”، ثالث أبرز نائبة جمهورية في “مجلس النواب”، التي صوتت لصالح عزل “ترامب”، في وقت سابق هذا الشهر.
ونقل التقرير، عن مصدر: “إن ترامب سأل مرارًا حلفائه الجمهوريين عن الجهود للإطاحة بتشيني من منصبها القيادي؛ وطرح مرشح ضدها في السباق التمهيدي. كما أنه أظهر لهؤلاء الحلفاء استطلاعًا أجرته جماعة ( Save America ) السياسية التابعة له، والذي يشير إلى تراجع شعبيتها في الولاية التي تمثلها، ويومينغ، بسبب تصويتها لصالح العزل، وحثهم على الحديث عن هذا الاستطلاع على شاشات التلفزيون”.
إستعادة الأغلبية الجمهورية في “مجلس النواب” !
محاولات “ترامب” الأخيرة؛ تأتي مع سعي زعيم الأقلية بمجلس النواب، “كيفين مكارثي”، للعمل من أجل تعزيز علاقته بالرئيس السابق، بما في ذلك عقد لقاء معه في منتجعه، “مار إيه لاغو”، في فلوريدا أمس الأول، الخميس.
وقد ناقش “ترامب” و”مكارثي”؛ انتخابات التجديد النصفي، بحسب بيان لمنظمة save America. ، وأشار البيان إلى أن “ترامب”؛ وافق على العمل مع “مكارثي” لاستعادة الأغلبية الجمهورية في “مجلس النواب”.
وأكد “مكارثي” من جانبه؛ أن “ترامب” ملتزم بمساعدة الجمهوريين المنتخبين، في انتخابات مجلسي “الشيوخ” و”النواب”، في عام 2022.
لكن من الواضح أن “ترامب” لا يريد أن تكون “تشيني” جزءًا من هذه الأغلبية في “مجلس النواب”. وتترأس “تشيني”، حاليًا، مؤتمر الجمهوريين بـ”النواب”، وكانت واحدة من 10 جمهوريين صوتوا لصالح عزل “ترامب”، في 13 كانون ثان/يناير 2021. ويساعد حلفاء “ترامب” في المؤتمر على معاقبتها.
تضاؤل فرص إدانة “ترامب”..
ويُدرك “ترامب” أن الجمهوريين بحاجة إلى الشعبية الجارفة التي يتمتع بها بين القاعدة الشعبية للحزب، وقدرته الهائلة على الحشد. وكان الرئيس قد ألمح مرارًا إلى أنه لن يغيب على المشهد السياسي، وأنه ربما يفكر في خوض انتخابات الرئاسة 2024، بينما ذكرت تقارير صحافية أنه يفكر في تأسيس حزب سياسي جديد.
ووسط تضاؤل فرص إدانة “ترامب” في محاكمة عزله المرتقبة، خلال الأسابيع المقبلة، يحاول قادة الجمهوريين إصلاح علاقتهم بالرئيس، والتي تضررت كثيرًا بعد أحداث اقتحام مبنى (الكابيتول)، في 6 كانون ثان/يناير 2021، وقيام بعض الزعماء بإدانة خطاب “ترامب” المتسبب في اقتحام الحشد لـ”الكونغرس”، أثناء جلسة التصديق على فوز، “جو بايدن”، في الانتخابات الرئاسية.
زيادة التمويل لإجراءات الأمن..
ويتزامن هذا مع اندلاع عداء صريح بين الديمقراطيين والجمهوريين، في “الكونغرس”، الخميس الماضي، في ظل مخاوف متزايدة من عنف جسدي وتهديدات تلوح في الأفق بالإرهاب المحلي، في حين قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي، “نانسي بيلوسي”، إن أعضاء “الكونغرس” سيحتاجون على الأرجح لزيادة التمويل لإجراءات الأمن، لأن: “العدو موجود داخل” المجلس، وذلك في أعقاب تحذير أصدرته “وزارة الأمن الداخلي”؛ حول تزايد التهديدات، بحسب ما ذكرته (سكاي نيوز عربية).
ويستعد “مجلس الشيوخ” لإجراء ثاني محاكمة للرئيس السابق، “دونالد ترامب”، بتهمة التحريض على التمرد، عندما ألقى كلمة، في السادس من كانون ثان/يناير 2021، اقتحم بعدها المئات من أنصاره مبنى “الكونغرس”، (الكابيتول)، في محاولة لمنع التصديق على فوز، “جو بايدن”، بالانتخابات.
وقتل 5 أشخاص من بينهم ضابط شرطة في أحداث العنف.
ولم تتضمن نشرة “وزارة الأمن الداخلي”، التي صدرت الأربعاء الماضي، تهديدات محددة، لكنها أشارت إلى أن بعض: “المتطرفين الداخليين الذين يميلون إلى العنف”؛ قد يجدون في حادث (الكابيتول) مصدر إلهام وتشجيع.
وقالت “بيلوسي”، الخميس: “من المرجح أننا سنكون بحاجة إلى إضافة تعزز أمن الأعضاء عندما يكون العدو داخل مجلس النواب”.
أعضاء يريدون حمل السلاح..
وردًا على سؤال بشأن ما تقصده بتعبير: “العدو في الداخل”، أوضحت “بيلوسي”: “هذا يعني أن لدينا أعضاء في الكونغرس يريدون حمل أسلحة داخله ويهددون باستخدام العنف ضد أعضاء آخرين في الكونغرس”.
وقالت شبكة (إيه. بي. سي) الإخبارية الأميركية؛ إنها تواصلت مع مكتب “بيلوسي”، للحصول على مزيد من التوضيح حول الأعضاء التي كانت تشير إليهم، لكنها لم تحصل على رد.
ووقع أكثر من 30 من أعضاء “الكونغرس”، الخميس، على خطاب، يطالبون فيه بزيادة الحماية في مناطقهم، وسلطوا الضوء على زيادة التهديدات ضد أعضاء “الكونغرس”، في السنوات الأخيرة، مع قيام شرطة (الكابيتول)، بالتحقيق في 4894 تهديدًا في السنة المالية المنتهية، في كانون أول/سبتمبر 2018.
ويفوق هذا الرقم 5 أمثال نظيره في 2016، وهو 902.
وفي حين أن التفاصيل الأمنية في حوزة كبار أعضاء “الكونغرس”، فإن غالبية الأعضاء لا يعرفونها.
وقالت “بيلوسي”؛ إن معظم التغييرات التي طالب بها الأعضاء تم تنفيذها بالفعل، بما في ذلك السماح لهم بمزيد من المرونة في استخدام ميزانيات مكاتبهم لتغطية النفقات الأمنية، وأضافت أن هناك على الأرجح حاجة لفعل المزيد.
إجراءات أمنية مشددة..
ومنذ أحداث، السادس من كانون ثان/يناير 2021، اتخذ “الكونغرس” إجراءات أمنية مشددة بعد أن كان دخوله بهدف الزيارة سهلا على الجمهور مقارنة بالمؤسسات الأخرى في “واشنطن”، مثل “البيت الأبيض”.
وقبل تنصيب “بايدن”، في 20 كانون ثان/يناير الجاري، أُقيم سياج بارتفاع 2.4 متر حول مبنى (الكابيتول)، وتم الدفع بأكثر من 20 ألف جندي من “الحرس الوطني” إلى “واشنطن”، ومن المتوقع أن يبقى آلاف الجنود في العاصمة، حتى آذار/مارس.
ويشعر بعض المشرعين بالغضب إزاء الإجراءات الأمنية المكثفة، مثل نصب جهاز للكشف عن المعادن يمر من خلاله أعضاء “مجلس النواب”، وفي الأسبوع الماضي؛ عثر على مسدس مخفي بحوزة النائب الجمهوري، “أندي هاريس”، أثناء محاولته الدخول إلى “مجلس النواب”.
كما خضعت نائبة جمهورية أخرى، وهي “مارغوري تايلور غرين”، لإجراءات تدقيق هذا الأسبوع بسبب منشورات لها على وسائل التواصل الاجتماعي، في السنوات الأخيرة، قبل أن تتولى منصبها، كانت تؤيد فيها العنف ضد السياسيين الديمقراطيين، بمن في ذلك “بيلوسي” نفسها.
تعكس عداء الفرع التشريعي للسلطة..
وتقول صحيفة (واشنطن بوست)؛ أن هذه الأحداث تعكس مدى العداء الذي وصل إليه الفرع التشريعي للسلطة، والذي ظل لسنوات غارقًا في المشاحنات الحزبية، وذلك في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس، “بايدن”، لتمرير حزمة الإنقاذ الاقتصادي من وباء (كورونا).
وأعرب بعض الديمقراطيين عن مخاوفهم من أنه لا يمكن الثقة بالمشرعين الجمهوريين الذىن حاولوا، في بعض الأحيان، إدخال أسلحة إلى “مجلس النواب”، واشترى البعض واقي من الرصاص ويسعون لحمايات أخرى.
ويمارس الديمقراطيون ضغوطًا هائلة على قيادة الديمقراطيين لإدانة النائبة الجديدة، “مارغوارى تايلور غرين”، التي أيدت من قبل العنف ضد أعضاء “الكونغرس”. وقدم أحد الديمقراطيين مشروع قرار لطردها من “الكونغرس”.