“الغد” الأميركي: على “بايدن” تجاهل سياسة “أوباما” التي جعلت من “اليمن” ضحية الاتفاق مع إيران !

“الغد” الأميركي: على “بايدن” تجاهل سياسة “أوباما” التي جعلت من “اليمن” ضحية الاتفاق مع إيران !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

الحرب الأهلية في “اليمن”؛ واحدة من الأزمات الكبرى في العالم والشرق الأوسط، واستمرارها يهدد بفشل الآليات الدولية لإقرار السلام والردع في مواجهة انتشار الحروب والعنف.

وقد لقي نحو 112 ألف يمني مصرعهم، منذ العام 2015م وحتى اللحظة، ناهيك عن مصرع حوالي 130 ألف آخرين، بحسب التخمينات، بسبب تبعات الحرب من جوع وانعدام الإمكانيات الطبيعة والعلاجية، وبالتالي يكون مجموع الخسائر البشرية للحرب الأهلية في “اليمن” أكثر من 242 ألف شخص، أي ما يعادل 1/8 السكان في هذا البلد.

وخلال هذه الفترة؛ بدا أن 80% من مجموع اليمنيين بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، وأن 50% يصارع الجوع والقحط. ويعاني أكثر من 2 مليون طفل، تحت 5 سنين، أمراض سوء التغذية، فيما تعرض 4 مليون آخرين للتشريد. كذلك تعرضت البنية التحتيتة، من طرق ومدارس ومستشفيات وغيرها، للتدمير. وبلغ مجموع الخسائر الاقتصادية حوالي 2 مليار دولار، وقد ساهم وباء (كورونا) من تدهور الوضع. بحسب (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.

إعادة النظر في وضع “أنصارالله”..

وحاليًا أضحى حل المشكلة اليمنية الدامية، أو على الأقل، سريان وقف إطلاق النار، أحد الموضوعات المهمة على قائمة إدارة “جو بايدن” للسياسة الخارجية.

ويتعين على “بايدن” أولاً إصدار قرار تعليق جزء من عقوبات إدارة “دونالد ترامب”؛ ضد حركة (أنصارالله) الحوثية، بحيث يتسنى للمنظمات والجمعيات الخيرية تقديم المساعدات الإنسانية للمحرومين في “اليمن”، ممن يصارعون الجوع والفقر الشديد.

ووفق وعود “بايدن” الانتخابية، وكذلك تصريحات، “آنتوني بلينكن”، وزير الخارجية، تفكر الإدارة الأميركية الجديدة في تعديل سياساتها تجاه “اليمن”.

ومن المقرر أن تُعيد “الخارجية الأميركية” الجديدة النظر سريعًا في إدارج (أنصارالله) اليمنية على قائمة المنظمات الإرهابية. من جهة أخرى، لن تدعم الإدارة الأميركية الجديدة الدور السعودي في الأزمة اليمنية؛ كما كان الحال في عهد “ترامب”.

ويميل “بايدن”، كما كان الحال في فترة، “باراك أوباما”، لأن ينأى بنفسه عن الأسرة السعودية الحاكمة، ومراعاة قضايا حقوق الإنسان مع المصالح الاقتصادية والملاحظات الأمنية. ومن المستبعد أن تتعرض العلاقات الإستراتيجية “الأميركية-السعودية” إلى تغيير كبير.

مشاركة “أنصارالله” بالمفاوضات..

لكن الإرتباط الإستراتيجي، بين (أنصارالله) اليمنية و”الجمهورية الإيرانية”، ومواقف هذه الجماعة المتشددة في شبكة التيارات الأصولية الشيعية، يكشف عن وجه من المشكلات اليمنية، مع هذا لا يمكن تجاهل تحالف هذه الجماعة مع بعض العسكريين والقبائل اليمنية باعتبارها قوى سياسية وطرف في الصراع.

وتتكون (أنصارالله) من آلاف العسكريين وتسيطر على كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة. لذلك يستدعي السلام ووقف إطلاق النار؛ مشاركة تحالف (أنصارالله) في المفاوضات، بحيث يمكن الوصول إلى حلول مرضية لكل الأطراف، وبالتالي مشاركة الشعب في بناء مستقبل “اليمن”.

أمام إدارة “بايدن” تحدي ومهمة خاصة..

وأمام إدارة “بايدن”، حاليًا، مهمة خاصة؛ لأنها تبحث عن وجود فعال في منطقة الشرق الأوسط، تتمثل في بذل الجهد للحد من الصراع اليمني وتجربة الحل الدبلوماسي.

وحاليًا يقع الطرفان الرئيسيان في الصراع تحت الحصار على نحو ما، ولم يُعد بإمكانهما التقدم أو تحمل الخسارة.

والحقيقة أن الحرب اليمنية بلا فائز واستمرار هذا الوضع من شأنه القضاء تمامًا على “اليمن”. وعليه تستطيع الإدارة الأميركية بالتوقف عن دعم أحد الأطراف، الحلول في مكانة أفضل بشكل يؤهلها للضغط بغرض الوصول لاتفاق جديد.

والتحدي الرئيس للإدارة الأميركية في “اليمن”، هو إحتواء تنظيم (القاعدة)، باعتباره حجر الأساس في وقف الحرب الأهلية اليمنية. وتحتاج إدارة “بايدن”، التي اختارت تغيير سياسات “ترامب”، في “اليمن”، تجاهل سياسات “باراك أوباما” أيضًا، التي جعلت من “اليمن” ضحية “الاتفاق النووي” مع “الجمهورية الإيرانية”.

من ثم أمام إدارة “بايدن” مهمة بالغة الصعوبة، لكن النجاح في ظل الأوضاع الجديدة ممكن. والأمر يستدعي نجاح نهج الإدارة الأميركية الجديدة المتوازن في المواجهة مع أطراف الصراع الدامي في الداخل اليمني وعلى المستوى الإقليمي والإمتناع عن دعم طرف على حساب الآخر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة