خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
تطرق أمين “المجلس الأعلى للأمن القومي”، في لقاء بعض أعضاء حركة “طالبان”، للحديث عن سوابق تحريض “الولايات المتحدة” على الحرب في المنطقة، وقال: “لا تسعى الولايات المتحدة لإقرار السلام والأمن في أفغانستان، بالعكس فالإستراتيجية الأميركية تقوم على استمرار الحرب ونزيف الدماء بين الطوائف الأفغانية المختلفة. وتسعى أميركا، بمسرحية مفاوضات السلام، إلى عرقلة المفاوضات بين الأطراف الأفغانية، بحيث يتسنى لها في النهاية اتهام هذه الأطراف بتوتير الأجواء”.
وأكد “علي شمخاني”؛ أن بلاده لم تعترف رسميًا بأي طرف يريد الوصول للسلطة في “أفغانستان” بالحرب، وتشدد على ضرورة مشاركة كل القبائل في تحديد مصير “أفغانستان” عبر المسارات السلمية.
ولعل الملاحظة الأهم أنه لا يمكن تجاهل قضية الأمن الأفغاني، لاسيما في المحافظات الحدودية مع “إيران”، والتي يقع بعضها تحت سيطرة “طالبان”، وهو ما يستدعي تعاون الحركة مع الحكومة لمكافحة كل أشكال التوتر والتحركات الداعشية في هذه المناطق.
ومما لا شك فيه أنه يجب مشاركة كل الطوائف الأفغانية في مستقبل البلاد. وكما يعتقد الكثير من الخبراء، فإن تجاهل أحد الطوائف سوف يزيد من تدهور الوضع الأمني في “أفغانستان”.
وفي هذا الصدد أجرت صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية؛ الحوار التالي مع، “محسن روحي صفت”، الدبلوماسي الإيراني، على النحو التالي…
طهران تعمل على الحفاظ على السلطة والحكومة الأفغانية..
“آرمان ملي” : ما هي حاجة المسؤولين الإيرانيين للقاء أعضاء “طالبان” ؟
“محسن روحي صفت” : “أفغانستان” واحدة من الموضوعات المختلفة على صعيد السياسات الخارجية الإيرانية، وهى تحوز أهمية كبرى من حيث الجوار والمكانة.
وفي ظل هذه الأوضاع؛ وجب أن ننظر إلى “أفغانستان” بشكل مختلف، وأن نراقب كل التطورات في هذا البلد.
وفي هذا الصدد، تمثل الحكومة المركزية و”طالبان” الأطراف الرئيسة في “أفغانستان”، وتثبت الأوضاع الراهنة صعوبة إقصاء أي طرف، وسوف تفشل مسارات السلام متى أبدى أحد الطرفين عدم الرغبة في التعاون.
ولأن لكل منهما منفردًا بالغ الأثر على المستقبل السياسي الأفغاني، لذا لا يمكن تحاهل “طالبان” أو الحكومة المركزية، وهو ما يستدعي أن نتعامل على نحو ما مع الطرفين بما يكفل راحة الشعب الأفغاني، والحد من آلام هذا الشعب.
ولتعلم الحكومة الأفغانية؛ أن كل ما تقوم به “طهران” إنما يهدف للمحافظة على السلطة والحكومة المركزية في “أفغانستان”، وأنها لن تسمح مطلقًا بإنهاك الحكومة المركزية. ولقد كانت الحكومة الأفغانية على علم بزيارة وفد “طالبان” إلى “إيران”، وتأثيرها الإيجابي على المصالح الأفغانية. لقد عكست “إيران”، خلال اللقاء، موقف الحكومة المركزية الأفغانية، وتسعى حاليًا لإقناع “طالبان” بوقف إطلاق النار؛ لأنها دخلت في مفاوضات مرارًا دون وقف إطلاق النار.
وجود إيران بدول الجوار يحافظ على الأمن الإقليمي..
“آرمان ملي” : هل تستطيع “إيران”، بلقاء “طالبان”، من قطع الطريق على كل المنتفعين ؟
“محسن روحي صفت” : نحن لا نعيش في فراغ، وثمة أطراف أجنبية أخرى بالمنطقة، وكلما كان وجودنا بدول الجوار أقل؛ سوف تستفيد هذه الأطراف الأجنبية من هذه الأجواء ضدنا وتقوية نفوذها بالمنطقة، ومن ثم إلحاق الضرر بالأمن الإقليمي.
واللقاءات والمباحثات على هذه الساحة؛ قد تكون مهمة ومفيدة وبداية للتعاون المشترك. وبالقطع تعتبر الدول المناوئة لـ”الجمهورية الإيرانية”؛ أن دول الجوار أنسب مجال لإلحاق الضرر بـ”إيران”، وسوف تسلبهم “طهران” هذه الفرصة متى تمتعت بعلاقات حسنة مع كل التيارات المجاورة.
ضرورة اتصال “طهران” بـ”طالبان”..
“آرمان ملي” : هل من ضرورة للتعاون مع “طالبان” في ميدان العمليات والحدود ؟
“محسن روحي صفت” : أحد الأسباب الضرورية؛ أن تلتقي “إيران” وفد “طالبان”، هو مسألة تقاطع حدود هذه الحركة مع الحدود الإيرانية.
ويتعين على “إيران” الإطلاع على طبيعة الأحداث والتطورات في المناطق تحت سيطرة “طالبان”. ومتى تتحدث مع الحكومة المركزية الأفغانية، بخصوص التوتر على الحدود الإيرانية، تكون الإجابة إن هذه المناطق لا تقع تحت سيطرة الحكومة المركزية، وإنما تحت تنظيمات أخرى مثل “طالبان”.
من هذا المنطلق؛ يتعين على “طهران” إقامة علاقات مع الفصائل كـ”طالبان”، حتى تتمكن من المطالبة بتأمين الحدود.