لطالما یظهر الاعلام العربي صورۃ المرآۃ الغربیۃ مرتبطۃ بالعري والانحلال والانحطاط وانعدام الاخلاق بالعكس تماما ماهو موجود وواقعي فی بلاد الغرب….فبدون ان یسلط الضو الاعلام العربي علی الواقع الحقیقي الذی تملكه المرأۃ الغربیۃ فی التعلیم وانصافها بحقوقها واحتراما لكیانها کفرد من افراد المجتمع لا یقل اهمیۃ عن الرجل. لربما یعلل سبب اخفا الصورۃ الحقیقیۃ فی اعلامنا العربي هو ان لا تكشف انظمتنا العربیۃ سواٸتها وعوارتها السیاسیۃ فی ادراۃ الحكم ودعم الافكار المتطرفۃ ناهیك عن اخفا الاعاقۃ فی طریقۃ تفكیر مجتمعاتنا والتشوه الثقافي فی بناها واولویاتها الفكریۃ …
نعم قد تشكل المفاهیم الثقافیۃ معیارا للحكم علی طبیعۃ الحیاۃ ونظامها الاجتماعي وتحدید اولیات الفرد واولیات المجتمع ككل. لكن تبقی الحقیقۃ الماثلۃ للعیان هو ان حق المرأۃ في ألعیش كمواطن فی الانظمۃ الغربیۃ له حقوقه وعلیها التزاماتها جلي لمن یعیش تحت رحمۃ هذه ااانظمۃ ودخل مجتمعاتها لا كشاۃ فی قطیع اذا ما اخذنا مفهوم الراعي والرعيۃ فی المفهوم العربي الاجتماعي.
بعیدا عن تحلیل الانظمۃ السیاسیۃ ومقارنتها تحضی المرأۃ فی الغرب بتعلیم لا یقتصر عن تعلیم الرجل ولها حضورها السیاسي الفاعل والمثمر فی التعلیم والصحۃ الی جانب المناقشات والادوار السیاسيۃ بل فی كل مناحی الحیاۃ باجمعها.
ان النظرۃ الاجتماعیۃ لها فی الغرب متساویه الی حد كبیر مع النظرۃ للرجل اذا ما قارنا الوصف بما هو علیه فی بلداننا العربیۃ كافۃ…ففی الوقت الذی تتقید به المرأۃ فی نوع العمل او الوظیفۃ الذی تفرضه علیها الثقافۃ والمجتمع فی بلداننا العربيۃ نجدالمرأۃ فی الغرب تختار العمل والوظیفۃ التی تتطلع لها منذ الصغر وتبني علی اساسها قدراتها ونجاحها. كما ان المرأۃ لها الحق فی العیش وسیاقۃ السیارۃ او دراجتها الهواٸيۃ دون استغراب من وجود امرأۃ تسوق فی الشارع. اذ انني شخصیا لم اتعرض فی اثنا سیاقتی للسیارۃ فی شوارع استرالیا مما تعرضت له فی شوارع بغداد من تحرش عنصری بغیض وبشكل یومي وسافر.
یضاف الی ذلك ان حریۃ المرأۃ فی العیش واختیار الزوج لا یخضع فی بلد الغرب لاي اعتبارات ثقافیۃ او اجتماعیۃ علی العكس ماموجود في مجتمعاتنا العربیۃ التي تعاني فیها المرأۃ من عنف اسرتها وعنف زوجها وعنف انظمتها الثقافیۃ والاجتماعیۃ والسیاسیۃ..
لا احد یستطیع ان یجد الفرق الشاسع بین العالمین الغربي والعربي الا من عاش كلا البیٸتين لیجد بنفسه محاسن وفضاٸل المجتمعات الغربیۃ مقارنۃ بالواقع الالیم الذي تقأسیۃ المرأۃ العربیۃ من حرمان لحقوقها وتقیید لحریتها وحركتها ومشاركتها فی العمل الذي ترغب به دون قیود ثقافیۃ او اجتماعیۃ.