كتابات – القاهرة
شهدت الأيام القليلة الماضية تصريحات متبادلة بين مسؤولين من إيران وإسرائيل هدد كل منهم الآخر بحرب لا تبقي ولا تذر، فمن جانبه قالرئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، اننا “في مواجهة المحور الشيعي الذي يمتد من إيران مرورا بالعراق وسوريا ولبنان تبلورتحالف إقليمي قوي يبدأ من اليونان وقبرص ومصر والأردن ودول الخليج العربي، حيث تقف دولة إسرائيل داخل هذا التحالف“.
وبعد أقل من 24 ساعة من تصريح أفيف كوخافي رد محسن رضائي سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام الايراني بتصريح قال فيه :“إن أي هجوم ضد إيران سيؤدي إلى “تدمير تل أبيب في الأرض“.ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن رضائي قوله “إذا نفذت إسرائيل أدنىخطوة غير حكيمة ضد إيران فسوف نسوي تل أبيب بالأرض وسنفعل ذلك ولن نعطي فرصة لنتنياهو للفرار“.
التصريحات النارية المتبادلة بين طهران وتل أبيب ليست جديدة بل هى استمرار لنفس التصريحات الصادرة عن طهران منذ قيام ثورتها فيسنة 1979 بقيادة آية الله الخميني، وفي كل مرة ترد عليها إسرائيل بالمثل، أو يحدث العكس فتصدر عن تل أبيب تصريحات ترد عليها طهرانبالمثل، دون أن تتحول هذه التصريحات لأفعال من أى نوع على أرض الواقع، بل أن فيلق القدس الذي أسسته الثورة الإسلامية في إيران منذنحو 42 عاما حارب بالفعل في كل بقاع الأرض ما عدا القدس نفسها ولم يوجه حتى الان طلقة واحدة باتجاه إسرائيل.
الخبير في الشؤون الإيرانية فكري سليم، اعتبر أن حرب التصريحات المتبادلة بين طهران وتل أبيب ليست سوى أوراق ضغط بين البلدين،مؤكدا أن الأمور لن تتطور إلى حرب شاملة أو حتى حرب مباشرة من أى نوع. ونقلت وكالة أنباء روسيا اليوم عن فكري قوله
أن “المتابع للعلاقات الخفية بين إيران وإسرائيل منذ قيام ثورة 1979، ودعم مؤسسات حقوق الإنسان الأمريكية –خاصة مؤسسة كارترلحقوق الإنسان– لتلك الثورة، والإطاحة بشاه إيران، وشراء إيران أسلحة من إسرائيل إبان الحرب العراقية الإيرانية وهو ما يعرف بـ“إيرانجيت“، والتعاون والتنسيق بين إيران والولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، يجد أن مثل هذه التهدايدات المتبادلة ما هي إلا أوراق ضغط،يراد من ورائها تحقيق مكاسب على أرض الواقع على خلفية الصراع الدائر في المنطقة العربية كما هو الحال في سوريا على سبيل المثال“.
وأضاف “بناء على ما تقدم، فإن إسرائيل لن تدمر إيران ولا إيران ستمحو إسرائيل، بل هي تهديدات مكررة منذ أربعين عاما، ولا يستطيعأي من الطرفين القيام بعمل عسكري شامل ومباشر ضد الآخر، إلا إذا كان هجوما إلكترونيا على مواقع نووية إيرانية لتحجيم البرنامجالنووي الإيراني، أو ضربة خاطفة على مواقع إيرانية أو استهداف شخصيات مهمة من النظام الإيراني أو داعمة له في المكان الوقتالمناسب. وبالتالي فسيأتي الرد الإيراني ليرفع وتيرة العمليات الإرهابية في بلاد عربية عن طريق أفراد أو طائرات مسيرة لزيادة التوتروالإضرار بالمصالح الأمريكية الداعم الأساسي لإسرائيل“.