هل ستختار الجانب الخاسر ؟ .. خطأ “روسيا” الإستراتيجي تجاه “سوريا” !

هل ستختار الجانب الخاسر ؟ .. خطأ “روسيا” الإستراتيجي تجاه “سوريا” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

“سوريا” دولة حليف للحكومة الروسية، وهي الحليف الوحيد المتبقي من فترة “الاتحاد السوفياتي” السابق. وبعد إنهيار “الاتحاد السوفياتي”؛ إنخرط جميع الحلفاء في المعادلة الأميركية، الواحد تلو الآخر، وبرزت الميول الغربية.

لكن “سوريا”، الحليف الوحيد المتبقي للحكومة الروسية في منطقة غرب آسيا، تخوض، منذ 9 سنوات، حربًا ضد الانقسام والفناء. وما من شك في اختلاف الإستراتيجية الإيرانية عن الروسية، تجاه الأزمة السورية، لكن المحافظة على وحدة الأراضي السورية هو نقطة الاشتراك بين “طهران” و”موسكو”. بحسب صحيفة (سياست روز) الإيرانية.

العلاقات “الروسية-الإسرائيلية”..

وثمة الكثير من الاختلافات بين “روسيا” و”الولايات المتحدة”؛ تسببت في استمرار الحرب الباردة، بين “الاتحاد السوفياتي” و”أميركا” حتى الآن.

وكان السفير الروسي في “تل أبيب”؛ قد عزا، في مداخلة مع إحدى الوسائل الإعلامية الإسرائيلية، أسباب الأزمة في منطقة غرب آسيا للسياسات الصهيونية، الأمر الذي أثار استياء “الكيان الصهيوني” واستدعاء السفير إلى مقر “وزارة الخارجية”. في المقابل ساندت الحكومة الروسية تصريحات سفيرها؛ وأبدت تعجبًا من الإجراء الصهيوني، لكن مع هذا لم تتعامل بحزم قاطع مع هجمات الجيش الإسرائيلي على الأراضي السورية.

و”الكيان الصهيوني”، حليف إستراتيجي لـ”الولايات المتحدة” في منطقة غرب آسيا، ولذلك لا يمكن أن تتسم العلاقات الروسية مع “تل أبيب” بالأخوية والإستراتيجية.

ومع تصاعد وتيرة الخلافات “الأميركية-الروسية”، فإن على “إسرائيل” الوقوف مع “الولايات المتحدة”. والمسؤولون في “الكرملين” يدركون بوضوح هذه المسألة.

روسيا والاعتداءات الصهيونية على سوريا..

وقد انتهت الحرب على “سوريا”، المدعوة من الحكومة الإيرانية، ثم دخول الجانب الروسي وهزيمة الفصائل الإرهابية التكفيرية الوهابية، المدعومة من “الولايات المتحدة” و”الكيان الصهيوني” و”السعودية”، بفوز الجانب السوري.

في هذه الأثناء لم تتوقف الهجمات الجوية والصاروخية الصهيونية على الأراضي السورية، والتي بدأت بالأساس قبل اندلاع الأزمة السورية، حتى أثناء الحرب ضد العناصر الإرهابية، إذ ماتزال “إسرائيل” تهاجم المواقع السورية.

وحتى الآن تلتزم الحكومة السورية سياسة ضبط النفس إزاء الاعتداءات الصهيونية العسكرية، مع احتمال وساطة روسية للحيلولة دون رد الفعل السوري على هذه الاعتداء المتكررة.

ومؤخرًا اتخذت “موسكو”، وربما لأول مرة موقف إزاء الأزمة السورية، حيث أكد “سرغي لافروف”، وزير الخارجية الروسي: “أن بلاده تقترح على الطرف الإسرائيلي تبادل المعلومات بشأن التهديدات المحتملة ضد هذا الكيان”.

وأكد إلتزام “موسكو” بالقضاء على هذه التهديدات، وأردف: “روسيا لا تريد استغلال بعض الأطراف من الأراضي السورية ضد إسرائيل، أو أن تتحول سوريا كما يقال إلى ساحة للمواجهات (الإيرانية-الإسرائيلية)”.

لكنه تجاهل تمامًا الحديث عن الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، ومن ثم فإن الموقف الروسي، أو تصريحات “لافروف”، تثير الشكوك بشأن إمكانية أن تتخلى “موسكو” عن “سوريا” في المواجهة مع “تل أبيب”.

هل تختار “موسكو” الجانب الخاسر ؟

لكن فلتعلم “روسيا” أن “الكيان الصهيوني” لا يفتقر فقط للاستقرار السياسي وإنما تمضي في طريق الإنهيار.

والسؤال: هل نظام إسرائيل المزيف أهل بالنسبة للجانب الروسي من “سوريا” و”إيران” ؟.. في حين أن القوات الإيرانية تتواجد على الأراضي السورية بموجب دعوة رسمية من حكومة، “بشار الأسد”، وتلتزم سياسة ضبط النفس إزاء الهجمات الإسرائيلية، التي تتنافى والقوانين الدولية.

ويتعين على “روسيا” أن تضع الأمن السوري على رأس أولوياتها بدلاً من أمن “الكيان الصهيوني”. وهل راعت “روسيا”، في مقترحاتها على الكيان الإسرائيلي، قضية الأمن السوري ؟!.. وتعكس التطورات السورية حجم الضغط الروسي على “دمشق” لإقناعها بالجلوس مع الإسرائيليين، ومنها الاستفادة من أزمة المحروقات، حيث هدد الجانب الروسي بوقف إمدادات الوقود إلى “سوريا”.

وخلال الأسابيع الماضية؛ توقفت بعض حاملات “النفط” في المياه السورية وتعرض البعض الآخر للهجوم، بحيث فشلت في الوصول إلى الموانيء السورية.

وتعاني “سوريا” الكثير من المشكلات ودمار البنية التحتية، نتيجة حرب الـ 9 سنوات، وتعيش أجواء بالغة الصعوبة. وبينما تحتاج إلى مساعدة الحلفاء، تسعى “روسيا” بتعديل سياساتها إلى إنهاك هذا البلد.

ويتعين على جهاز الدبلوماسية الإيرانية تكثيف الضغوط على “موسكو” وتعديل موقفها من “سوريا” للحيلولة دون اتساع فجوة الاختلافات. وفي حال قررت “موسكو” الاستمرار في سياساتها تجاه “سوريا”، دون أن تبدي “إيران” أي رد فعل، فسوف يطرأ تغيير على علاقات البلدين لن يخدم أيًا منهما.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة