17 نوفمبر، 2024 10:22 م
Search
Close this search box.

سياسيو الشعب و سياسيو السلطة

سياسيو الشعب و سياسيو السلطة

قليل هم اصحاب المناصب الذين يركبون الكراسي فعلاً ، فالغالب ان الكراسي هي التي تركب اصحابها ، يقولون : ان (الرئاسة تصنع الرئيس ) ، الحقيقة ان الناس متفاوتون في هذا  الشأن ، فبعضهم يصنع الرئاسة ، وبعضهم تصنعه الرئاسة ، والبعض الاخر  يضيع الرئاسة ، واخر تضيعه  الرئاسة ، وهناك نوع اذا أصبح رئيساً : حطم الرئاسة ، وحطم نفسه ، وحطم الناس ،  وحطم الوطن  ، والمواطن .

تناولت وسائل الاعلام المختلفة قبل اسابيع ظاهرة وهي ان رئيس حكومة احد الدول الاوربية  ظهر  متنكر ويقود سيارة تكسي ،  وكان هدفه من ذلك القرب من المواطن ومعايشة حياته اليومية وتشخيص الاخطاء والاحتياجات ، فهذا المسؤول  ، لم يعتمد على مستشارين لينقلوا  له ما يحتاجه المواطن وما يعانيه في حياته اليومية  ، كما يفعل المسؤولين  في دول الشرق الاوسط  عموما او في العراق خصوصاً ، بل  دفعه الى ذلك  شعوره بالمسؤولية وحبه  للوطن والمواطن ، نحن العراقيون نفتقر لمثل هذه الظاهرة فلم نرى من سياسيو السلطة وعلى رأسهم المالكي او علاوي او النجيفي او الجعفري او الخزاعي وهؤلاء كلهم مسؤولون وعلى راس السلطة التنفيذية والتشريعية ، لا نقول افعلوا كما يفعل رئيس وزراء السويد بل نقول احذوا حذوا السيد عمار الحكيم .

المعروف ان عمار الحكيم رجل دين  وابن المرجعية الدينية وهو سياسي له ثقله  ، وعندما يصدر منه كلام ليس مجرد  كلام  فبخبرته وعلمه بخفايا وخبايا الامور ، وما يترتب على اساس ذلك من حقوق للمواطن العراقي ، فكلامه ذو فائدة وعبرة ، معتبراً ايه تكليفاً شرعياً ووطنياً ، سمعته في الملتقى الثقافي الاسبوعي يوصي المسؤولين : ( بان يكون المسؤول على باب المواطن وليس المواطن على باب المسؤول ) .

عبر الحياة متناثرة في كل زوايا الحياة ، انما عين الحكيم وحدها القادرة على التقاطها ، دون غيره من السياسيين ، وان مبادراته جميعها مستمد من خلال زياراته الميدانية واطلاعه على الواقع ، فالرجل يلتقي بالمواطنين سواء في الجامعات واقسامها الداخلية ويطلع على احوالهم كما يظهر في الفضائيات ، او يزور ضحايا الارهاب في المستشفيات ، ويزور الدوائر التي تهم ذو الاحتياجات الخاصة ورعاية الطفولة ، وجميع ما يهم الشعب ، ويدخل بيوتهم عبر وسائل الاعلام  التي تبث الملتقى الثقافي الاسبوعي ومن خلاله  يوعي الشعب بحقوقه ، ويذكر الحكومة بواجباتها ويعطيها الحلول ، ويرفدها بكل ما يسهم  في بناء الدولة فالحكيم بهذا العمل يكون قريب من المواطن  و يحاكي همومه وهموم ومشاكل الوطن ، علاوة على ذلك فالحكيم شاهدته بأم عيني وهو يمشي بين الناس في مناسبات كثيرة كالأعياد والمناسبات الدينية ويسلم على الناس والناس تسلم عليه ، ولم يسكن المنطقة الخضراء كالسياسيين الاخرين ، فعلا يعتبر الحكيم سياسي الشعب وحكيم الشعب من الشعب والى الشعب .

نعلم ان كل صاحب سلطة  محكوم بالموت ، وكل قوة  محكومة بالفناء ، وكل حكومة آيلة للسقوط ، ولا نتوقع ان يكون الحاكم  من الملائكة ولكن  لانقبل ان يكون من الشياطين ، فبعض المسؤولين  في وقت الانتخابات يمثلون دور الملائكة ويقفون على باب المواطن وبعد الحصول على مبتغاهم يكونوا جنود ابليس ويذلون المواطن ويتنكرون له !

أحدث المقالات