عالم دمى هي السياسة العراقية الان فكل من دخل فيها ومن سيدخل (عدا النادر منهم ممن وجوده يشبه العدم )ليس سوى دمية وكما ان الحروب في عالم الدمى بل ان كل عالم الدمى وهم فكذلك وعود وامال ومشاريع ساسة العراق وقادته في الاعم الاغلب بذلك يشبهون قصة فلم لارس والفتاة الحقيقية فالسلطة دمية والوطن دمية بل لقد جعلوا الدين دمية والمذهب دمية وجعلوا الشعب مطية لاغراضهم وامالهم قادة مسلوبي الارادة وشعب ينتظر الفرج من العاجز ويتعامل مع الدمى على انها حقائق كما ان النفس الامارة بالسوء دمية نطلب من الاخرين ان يعتبروها شيئا وهو واقعا لاشيء لكن اعترف بدميتي اعترف بدميتك واعترف بطائفتي اعترف بطائفيتك واعترف بسلطتي اعترف بعبوديتك الا ان المشكلة تكمن في مراهقي السياسية بل اطفالها من حكامنا لايؤمنون الا بدميتهم و لايرضون ان يكبروا ليكونوا رجالا يحكمهم حقد طفولي مريض وجنون عظمة لذا فان الاقرار بالسلطة والخضوع والاذعان لها غير مجدي في تحقيق الامن والامان في العراق حياتنا افلام هندية بائسة حياة اكاذيب واقعية اي كلها افلام في افلام واوهام داخل اوهام الا انها دموية ومن الأفلام التي حفرت في الذاكرة الفيلم الجزائري (القلعة) للمخرج الجزائري محمد شويخ الذي أنتجه عام 1989. عائلة (سيدي تشكل نموذجاً لهذا المجتمع، ومرآة تعكس النمط الثقافي والديني وعادات وتقاليد البلد الذي تعيشه وتظهر كل التناقضات حيث العادات القديمة والتخلف والقمع في مواجهة والحياة،رئيس العائلة )سيدي) متزوج من ثلاث نساء،ويتأهب لجلب الزوجة الرابعة، التي يقع قدور ابن سيدي بالتبني في حبها. فيكتشف سيدي(الوالد) الأمر، ويضرب قدور بعنف، ثم يجبرالشاب على تنفيذ قانون القبيلة، ويعلن عن زواج قدور من (حبيبته)، لكن الشاب قدور يكتشف أن العروس ليست سوى دمية، فتحطمه الصدمة،لاسيما وهو يواجه قسوة المجتمع الذي يقابل صدمته بالضحك والسخرية! فيشعر باليأس ويرمينفسه من فوق الصخور أمام أعين أهل القرية.وهناك فيلما من إنتاج هوليوود (Lars andthe Real Girl) لارس والفتاة الحقيقة في 2007، للمخرج كريغ جليسباي Craig Gillespie ، يدور حول لارس شاب رقيق ومؤدب، يعيش في كراج بيت أخيه المتزوج من شابةترعى لارس وتعطف عليه. لكن لارس يتجنب زيارتهم فهو يعاني مرض الوهم وخوفا من الاحتكاك أوملامسة الناس. يلجأ لارس الى لبس أكثر من قميص وأكثر من فانيلا لتجنب ملامسة أحدهم له. لذايعيش منعزلا عن المجتمع في تلك البلدة الصغيرة. بالرغم من حضوره الكنيسة ومساعدته الآخرين وقت ما يلزم، إضافة الى انه موظف وملتزم بدوامه. لكنه لم يقم أي صداقة أو زمالة مع أي من أقرانه، بالرغم من اهتمام إحدى الزميلات به ومحاولاتها للتقرب منه. وبإيحاءمن زميله يكتشف موقع الكتروني لبيع دمى بحجم الإنسان اسمه (الفتاة الحقيقية) والذي يلجأ لتسويق تلك الدمى، الى اختلاق قصص عن حياة تلك الدمى، فهذه اجتماعية ومحبة للخير، والأخرى يتيمة توفي أهلها بحادث وتعاني مشاكل نفسية.. الخ، من قصص مختلقة يصدقها البعض من أمثال لارس. ويشتري لارس دمية ثم يأتي فرحا ليبشر أخيه بحضور صديقته (بيانكا) ويطلب من أخيه أن يفرغ غرفة لها لأنها معاقة بسبب وضعها النفسي، وليس من اللائق أن تنام في الكراج! يفاجأ الأخ وزوجته بأن تلك الصديقة ليست إلا دمية. يحاول أخيه أن ينبهه الى ذلك لكن زوجته الحكيمة تتعامل مع الموضوع بترو، فتتماشى مع لارس في تعامله مع الدمية كما لو أنها (فتاة حقيقية)،بل تسألها إذا أعجبها الأكل .. ويصحبونها معهم في رحلاتهم.ثم يحاول الأخ أن يعتذر لأخيه لارس عن قسوته معه سابقا وأنانيته التي جعلته يفرض على لارس أن يعيش في الكراج، وهذا ما تسبب في عزلته ووضعه النفسي الغريب! ثم يوافق على اقتراح زوجته بعرض لارس على طبيب نفساني ولكن بطريقةغير مباشرة لا تستفزه “صديقتك متعبة بعد ما مر بها من متاعب فما رأيك نعرضها على طبيب نفساني”. فوافق على مصاحبة صديقته (الدمية) للطبيبة، التي تطلب من الجميع أن يتعاملوا مع الدمية كما لو أنها حقيقية، لأن لارس مصاب بحالة (الوهم) وأي محاولة عكس ذلك قد تعرضه لصدمة ربما يفقد عقله بسببها. هكذا صار كل من في البلدة يتطوع لذلك بل صاروا يحيون صديقة لارس (الدمية) ويقدمون لها الورد، حتى مدرّسة الأطفال تجعلها تقرأ القصص على الأطفال، طبعا من خلال تسجيل صوتي للقصص يرافق حضورها بين الصغار. فكل واحد منهم يعترف أن في دواخله طفلا يظهر بين الحين والآخر، ولو بشكل سري، فلابد من تفهم حالة لارس الذي مازال يعيش ذلك الطفل. بقيت زميلة لارس تتقرب منه وتلجأ له حين يعاملها أحدهم بقسوة. بلحظة نرى لارس ينزع قفازه للمرة الأولى ويصافحها، بعدها يوحي لأخيه بأن صديقته (الدمية) مريضة جدا ويصرخ بهم ليأخذونها بسيارة الإسعاف لقسم الطوارئ،حيث تجرى لها عملية (وهمية) لم تنجح! فتموت ويقام لها قداس. ويتحدث القس عن طيبة (الدمية)،وحبها للناس وحبهم لها! وكيف أنها كانت السبب باقتراب لارس من جيرانه واقترابهم منهواهتمامهم به. هكذا تلاشى الوهم وقد قرر لارس بعقله الباطني أن يدفنه، ويستعيد توازنه مع المجتمع الذي تفهم حالته وساعده على الشفاء منها بشكل حضاري لم يجرح مشاعره. فيمد يدهلزميلته التي حضرت مراسم دفن الدمية، ليحتضن يدها فتفرح وهي تتمسك بيده.تذكرت الفيلم الجزائري (القلعة) ، وبالرغم من ضعف الإمكانات السينمائية كان الفيلم ناجحا بكل المقاييس وهو ينقل لنا وبطريقة فريدة اقرب للسريالية، حالة مؤلمة من التي يعانيها مجتمعنا، الذي يتعامل بقسوة وجهل وأنانية مع كل مفردات المحيط، من طبيعة وناس حتى المقربين منهم.. فسيدي يتبنى اليتيم قدور، لا ليصبح ابنا له وقد حرم هو من نعمة أن يكون له ابن، بل يستخدمه كخادم ينفذ كل ما يطلب منه بلا مقابل. وقسوة المجتمع الذي ينوء تحت نير الفقر والجهل الذي يجعلهم يتعاملون مع ذلك الشاب كما لو هو مجنون ثم يدفعون به للهاوية، للانتحار.هناك أكثر من عقدين من الزمن بين قلعة محمد شويخ ودمية كريغ جليسباي، إضافة الى الفرق الشاسع بين صناعة السينما في كلا العالمين، لكني وجدت أن كلاهما قدم درسا اجتماعيا، في الأول يدين بشكل سريالي مفعم بالصدمة والحزن،المجتمعات المتخلفة التي قد تدفع الفرد للجنون أو الموت خاصة لو كان فقيرا بلا عزوة،أو أظهر بعض الاختلاف عمّا هو متعارف عليه!.والثاني، الفيلم الأمريكي،الذي قدم لنامعاناة سببها قسوة الأخ وأنانيته، في مجتمع يفترض فيه التباعد العائلي كما هو معروف عن الغرب، يعالج الأمر بطريقة دراما- كوميدية وبشكل هادئ وانسيابي وصبر بعيد عن صدمة المفاجأة والتلاعب بالأعصاب وشدها كما هو معروف عن أفلام هوليوود. فالمخرج أراد أن يعطي درسا اجتماعيا مع متعة التفرج على فيلم كوميدي؛ وآخر عن قوة التضامن التي قد تنقذ الفرد وتكسبه لمحيطها ليكون أكثر عطاء وأكثرفائدة للجميع، (الواحد من أجل الكل، والكل من أجل الواحد) .