لست بصدد الوقوف بالضد او الرضا بخصوص حملة التواقيع التي تبناها النائب الشاب جواد الشهيلي والداعية إلـى حجب الموازنة المالية المخصصة لشبكة الاعلام العراقي واستجواب المسؤولين فيها ، بحجة انحيازها لحزب الدعوة أو للحزب الحاكم كما يحلو للشهيلي تسميته!، فالشبكة كما هو معروف ممولة من المال العام ، وكلام لطيف ان يراقب النواب باعتبارهم ممثلين عن الشعب كيف تصرف الاموال على مؤسسات الدولة وكما يقال أن طريق النجاح هو النقد البناء ، ولاتُميز دون مراقبة ومحاسبة مبنية على اساس التفاعل شريطة ان لاتكون مثل هذه الحملات محاولة ابتزاز للأغراض خاصة أو سياسية أو حزبية لاسامح الله .
ينتقد عدد من زملاء المهنة أو قراء المركز الخبري على صفحات التواصل الاجتماعي “الفيسبوك ” واتفاعل مع تلك الانتقادات إلى درجة كبيرة وارد على بعضها بما اره ، منهم من يقتنع ومنهم من لايقتنع وهذه الميزة في الفيسبوك بانه اسهم في تمرينا على قبول النقد والرأي الاخر على فرض أن لاتصل تلك الانتقادات إلى خط التجريح والتشهير .
وبهذه المناسبة اود توضيح مسألة في غاية الاهمية بصفتي مدير تحرير المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي الذي تاسس رسميا في 18ايار 2012 ونشر منذ ذلك الوقت وحتى امس الاول اكثر من ثمانية الاف معلومة صحفية بانه وللمرة الاولى تشرع الشبكة منذ تأسيسها بعد نيسان 2003 إلى صناعة خبر خاص بها بعد ان كانت تنشر الاخبار من باقي الوكالات في الاجتماع الاول للتأسيس المركز اتفقنا مع الصحفي محمد عبد الجبار الشبوط الذي يشغل منصب مدير عام شبكة الاعلام العراقي على ضرورة عدم السماح لأي جهة سياسية او حكومية بالتدخل في عمل المركز الخبري وأن ننشر الاخبار التي نراها مناسبة ولاتغازل جهة سياسية على حساب جهة اخرى وبصراحة تعاملنا بحزم مع هذه القضية حتى ان عدد من النواب “زعل ” من تلك الشدة في التعامل مع بعض الاخبار التي لاننشرها باعتبارها اراء ! وعملنا بجهد مع الصحافيين العاملين بالمركز وغالبيتهم من الشباب المستقل سياسياً على نشر اخبار متوازنة تحوي على معلومات قيمة وخاصة تفيد القارئ بالدرجة الاساس وتوصل له معلومة دقيقة ولاتنحاز إلى أي جهة سياسية، كان الاتفاق الوحيد هو حجب الاخبار التي تربك الامن القومي أو الوطني وحتى هذا الحجب هو حجب ذاتي لامؤسساتي أي بمعنى أكثر شمولية ان المحرر هو من يزن خطورة الخبر الذي يكتبه ولم يشترط المسؤولين في المركز أو الشبكة عليهه ذلك ، فلا اعتقد أن هناك فائدة من خبر يصل عدد قراءه إلى عشرة الاف قارئ على سبيل المثال ، لكنه يتسبب بقتل عشرات المواطنين الابرياء.
هذا هو ديدن عمل المركز الذي يعد اليوم مفصلا مهماً من مفاصل شبكة الاعلام العراقي ولم نحجب اي شخصية سياسية أو دينية او علمية او رياضية أو ثقافية عن التصريح او تزويدنا بمعلومات خاصة الا من حجب نفسه وابتعد عنا بإرادته على عكس بعض المؤسسات الاعلامية الصديقة التي تدعي إنها مستقلة إذ تصدر لائحة شهرية باسماء النواب والشخصيات التي لاتتواصل معها لان الممول لم يشعر بالارتياح إلى تلك الشخصيات!.
المهم في كل هذا ان الحملة التي اجراها المركز الخبري خلال الايام الثلاثة الماضية بخصوص الاراء بشان شبكة الاعلام العراقي ليس دفاعاً عن الشبكة أو محاولة لعرقلة استجواب المسؤولين فيها كما يحلو لبعض زملاء المهنة ان يتخيل ذلك، بل لمعرفة الخلل في هذه المؤسسة الكبيرة التي تعاني هي الاخرى بحسب تصوري من عيوب التأسيس كما تعاني العملية السياسية هذا من جانب ومن جانب اخر لتعزيز مواطن النجاح والتقدم في بلد يتقدم كل شيء فيه ببطء!.