الأعراف والتقاليد هي الحاكمة ومستمرة بالنظرة البسيطة للنساء، فبعد 1400 سنة عندما جاء الإسلام ومنع وأد الإناث لم ينته هذا الامر بشكل تام، بل اصبحت النظرة اكثر قساوة حينما توضع في مقياس ضيق.
فمازال هناك بعض الرجال تحكمه عقلية ما قبل الاسلام، لاسيما في ولادة البنات، فعندما يبشر بالانثى نراه وقد تمرد على رزق الله سبحانه وتعالى، او وأصبح حزينا «ومهموما» وكأن الدنيا اسودت في عينيه، ولم يضع في حسبانه انه هو المسؤول الاول عن ذلك الزرع!
فلم يتغير تفكيره وكثير من الشواهد تظهر للعلن بفضل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من الاعتداء على للنساء بالضرب والاهانة واحيانا التفريق بسبب انجاب البنات! وقد يتطور الأمر الى التفريق في المعاملة بين الذكور والاناث، رغم انهن نعمة من الله ووجودها في البيت طاقة ايجابية كبيرة تمنح المحبة وتديم الحيوية فيه.
فالآباء الذين يكرهون البنات ويتميزون في التعامل بين الذكر والانثى داخل المنزل، حتى تصل الحالات في بعض الفتيات الى الاكتئاب الشديد والانتحار أو الهرب من المنزل هذا الاختلاف في التعامل، ليس له مبرر ويخلق كره وحالة نفسية، لدى البنت تجعلها تتمنى لو لم تولد فتاة، فقلة الوعي والعقلية البدوية التي ما زالت مسيطرة على الرجل، هي الغالبة في بعض الاحيان وتتحكم في اسلوب ومستقبل بناتها.
فالاية الكريمة تقول (آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعا)، هذه التصرفات البدائية كان لها ما يبررها في السابق بسبب طبيعة الحياة، التي يعيشها الإنسان العربي التي تتركز على الغزوات والسبي، اما الآن فمن الضروري ان يكون الوعي حاضرا «ومتغلبا» وناتجا «عن سلوكيات صحيحة ومنطقية، بدلا» من اماطة الموضوع الى كره ونبذ لجنس المولود الانثى، التي طالما تباهت بها الشعوب التي تفتخر بأسماء نسائية غيرت التاريخ والحياة نحو الافضل وكانت ايقونة في عالمها، وبرزت منهن العالمة والطبيبة والقاضية وغيرها من العناوين البارزة في المجتمع.