23 ديسمبر، 2024 8:06 م

الساكتين الهم الله

الساكتين الهم الله

تراه جالساً في منزله أو في المقهى أو في مكان عمله يولول ويتباكى ويلعن الحكومة واليوم الذي جاءت به الحكومة , وأن العراق قد أصبح بلداً لا يمكن العيش فيه أبداً وأنه لو قدمت له أحدى دول الاتحاد الأوربي تسهيلات وعروض للجوء عندها فأنه سيتفضل عليها بقبول أفضل العروض للعيش الرغيد والممتع , وأنه مؤمن أيماناً مطلقاً بأن لا حل لهذه الحالة التي يعيشها العراق الا بقدرة ألهيه لا تنزل على الشعب وعليه تحديداً بل على أحدى الدول الإقليمية وتجعلها تفكر في مصلحة الشعب العراقي وتمن عليه بعوامل خارجية تعيد له الأمن والامان والسيادة والقانون , ولو حدثته عن أرادة الشعب العراقي وأنه قادر على تغيير واقعه بيده من خلال عملية الانتخابات الديمقراطية والادلاء بصوته أو من خلال الاحتجاج الشعبي والحركات المجتمعية السياسية أو من خلال التثقيف السياسي , لا يتوانى للحظة واحدة في وصف بال ( تغرد وعايش بالأحلام ) وحين تحاول معه شرح كيفية تغيير الواقع السياسي من خلال الانتخابات وفرض أرادة الشعب من خلال ثورة بنفسجية كبيرة تحقق الغالبية لمشروع مدني ( مع الاتفاق بفشل المشروع الإسلامي ) تراه يصبح محللاً سياسياً وقارئ داهية في الاستراتيجيات والخطط المستقبلية لكل دول العالم حيث أنه يقول لقد أجمعت امريكا والدول العالمية والساسة الحاليون , على نتائج مسبقة للأنتخابات تأتي لتحل محل النتائج الحقيقية وأن المسألة محسومة تماماً ولا داعي لهرطقة الأنتخابات ,وفي ختام حديثه يصرح أن ( احنة الساكتين النة الله )   ونسى أو تناسى صاحبنا أنه ومن امثاله مانسبته نصف المصوتين قد أمتنعوا عن التصويت في اكثر من حالة انتخاب ديمقراطي بسبب هذه الأفكار المحبطة والمريضة التي لا تمت للواقع بصلة , حيث أنها اي هذه الافكار تبث من قبل بعض الجهات السياسية المستفيدة من هذا الواقع وأنها تدفع بأفكار مشوشة عن جدوى الأنتخاب وأن النتائج قد حسمت قبل التصويت والمناصب قد وزعت من اكبر منصب الى اصغره , وانه لا داعي للذهاب والأدلاء بالصوت الانتخابي , لكي تستفيد هذه الجهات من خلال عمليات التزوير والسيطرة على الاصوات والتحكم بالنتائج فلو افترضنا ان في انتخابات عام 2010 قد كانت نسبة التصويت اكثر من ثمانين بالمئة فحتماً كانت النتائج تختلف عما هي الأن وأن الخمسين بالمئة الغير مشاركين في الانتخابات السابقة حان الان وقتهم ليقولوا قولهم الفصل واعطاء اصواتهم لمن يمثلونهم حقاً وللمشاريع التي ستنقذ العراق , وأن يشاركوا بصورة فعالة ببناء العراق وبأعادة بريقه اليه وأنقاذه من الغرق في دوامة الظلام والارهاب والدمار ,
يا أخي بدل ما تولول دكوووم وشد حيلك وأنتخب الناس الأصلاء والطيبين والشرفاء , وأنتخب مشروع وطني واتخلى لدقايق عن عشيرتك ومذهبك وطائفتك قبل ما تغرق بينة السفينة وما ينفع لا نوح ولا بجي , وأبوك الله يرحمة