الارهاب ظاهرة العصر الحديثة ، اضحى شبكة عالمية تديره مؤسسات خيرية وتجارية وصناعية وغسيل الاموال وتجارة المخدرات عبر الحدود ، فضلاً عن رعايته من قبل الساسة واضحى الاحتراف للبعض منهم في ادارته بغية تحقيق مكاسب شخصية وحزبية وانتخابية . ويعتبر المال هو الوسيلة والاداة الرئيسية للارهاب في تنفيذ عملياته وبالتالي لم يعد الارهاب عاجزاً عن تمويل برامجه وخططه جراء امتلاكه رؤوس اموال كثيرة تودع في بنوك عالمية رصينة بحسابات رجال اعمال معروفين او سياسيين متنفذين اضافة الى شركات مختلفة الاعمال كي لا تلحق بهذه الاموال الشبهات جراء الايداع والتحويل بمرأى الدول التي تدعي محاربته ، ويجري تحويل امواله بانتظام لاي بلد في العالم وقد ثبت ان بعض دوائر المخابرات الاقليمية والدولية هي من تتابع عن كثب هذه الاموال بغية انفاقها في البرامج التي يتم تحديدها سلفاً . وتعتبر المخابرات الامريكية والتركية والقطرية والسعودية من اكثر الدوائر اهتماماً برؤوس اموال تنظيم القاعدة ، وتقوم باعطاء الضوء الاخضر لبنوكها للتعامل مع المنظمات الارهابية والمتشددة خاصة تشكيلات تنظيم القاعدة المنتشرة في العالم بمسميات متعدد . وقد اشتركت السعودية وامريكا في رصد الاموال وتهيئة المقاتلين ابان الغزو السوفيتي لافغانستان ، ووصلت اموال تنظيم القاعدة الى ( 15) مليار دولار واكثر من (50) الف مقاتل متشدد وتم استثمار هذه الاموال وتنميتها باسماء مستعارة او رجال اعمال او شركات تتمتع بشخصية معنوية وبالتالي لا يستطيع احد متابعة اموالها ووضع اليد عليها ، ولا زالت رؤوس هذه الاموال هي القوة الضاربة لتنظيمات القاعدة في التحرك وادارة عملياته في اي مكان من العالم . نعتقد ان امريكا تعرف الان بشكل دقيق ما يمتلكه تنظيم القاعدة وتشكيلاته من اموال وبالتالي هي حريصة على تشجيع استثمار هذه الاموال بدلاً من سرعة تبذيرها وانفاقها في عمليات تعتبرها امريكا لا تخدم النظام العالمي الجديد وسياستها في مناطق العالم المختلفة . لذا فأن الارهاب هو صنيعة امريكية حد النخاع وهي التي تديره بوجوه مختلفة ومتعددة ، ومهما استخدمت عمليات التمويه والغش في ايهام الشعوب والحكومات السائرة في ركابها بمحاربة القاعدة والتنظيمات الاسلامية السلفية والمتشددة فأن الحقيقة لا يمكن حجبها بغربال .وما يجري الان في سوريا ومصر ودعم الولايات المتحدة للجماعات المتشددة والاخوان المسلمون دليل قاطع على اشتراك دوائرها المخابرتية في عمليات التنسيق الاستخباراتي والعملياتي والفني في تنفيذ اية هجمات ارهابية ، وما يحدث في العراق الا مسلسل لدق اسفين الفرقة بين طوائف المجتمع العراق وتنفيذ لارادات صهيونية و اشاعة ثقافة العنف وشرب الدماء .