بدأ قادة النظام الايراني في الايام الاخيرة بتصعيد ملفت للنظر في تهديداتهم وعزمهمم على إجراءات سيتخذونها في حال لم ترفع العقوبات الدولية عنهم، وهذه التهديدات التي يجملونها في رفع نسبة تخصيب اليورانيوم وکذلك في تجاربهم الصاروخية، لايجب التصور بأنهم يعلنون مخالفتهم للقرارات الدولية لأول مرة بل إنهم وکما أکدت الادلة والقرائن دأبوا على مخالفة وإنتهاك القرارات والاتفاقيات الدولية على الدوام ولعل الإتفاق النووي هذا النظام مع الترويکا الاوربية ومن ثم مع مجموعة دول 5+1، خير مثال ونموذج حي وملموس على ذلك.
تهديدت النظام الايراني وخصوصا عندما يرفعون من درجة سخونتها ويوصلونها الى حد التهديدات العنترية، فإن ذلك يدل على إن أوضاع النظام ليست على مايرام وإنه يعاني الامرين من جراء ذلك ويبحث عن ثمة مخرج له، وإن للنظام الايراني تأريخ وسجل طويل حافل بهذا الصدد، فهو يرفع دائما من مستوى وسقف تهديداته عندما يکون في زاوية ضيقة ويجد نفسه من دون خيارات مناسبة تذکر أو عندما لايکون لديه مساحات کافية لکي يناور بها ليخادع الآخرين.
اليوم وفي ذروة تهديدات النظام برفع درجة التخصيب وعدم الالتزام بالاتفاق النووي، فإنه من المفيد جدا التطرق للأوضاع السائدة حاليا في إيران على الصعيدين الداخلە والخارجي، داخليا ليست وکالات الانباء أو المقاومة الايرانية أو دول تقف ضد النظام الايراني، بل إن قادة النظام أنفسهم يحذرون من إنفجار الاوضاع ومن إن الشعب قد وصل الى درجة لايمکن بعدها أن يتحمل، کما إن قادة النظام بأنفسهم يعترفون بأن النظام قد فشل في تحقيق أهدافه وغاياته من النواحي السياسية والاقتصادية والفکرية، وهم يعترفون أيضا بإرتفاع عدد الاحتجاجات الشعبية وبزيادة نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق في سائر أنحاء إيران، إضافة الى أن دعوة خامنئي لتشکيل ماأسماه ب”الحکومة الاسلامية الفتية” کانت تعني إعترافا صريحاليس بفشل حکومة روحاني فقط وإنما بفشل النظام ذاته وبحثه عن صيغة حل، وبصورة عامة فالنظام الايراني يعاني من ضغط داخلي غير مسبوق ويعمل بکل الطرق من أجل إيجاد صيغة حل ولو مٶقتة لما يعاني منه.
خارجيا، فإن النظام بالاضافة الى عزلته الدولي وزيادة مشاعر الرفض والکراهية ضده من جانب شعوب المنطقة والعالم ولاسيما عند ملاحظة إستطلاعات الرأي في بلدان العالم وکون هذا النظام هو الاکثر کراهية في العالم کله، فإن النظام يواجه مشکلتين بالغتي الخطورة والتأثير السلبي عليه، والاولى مايمکن أن يصدر من حکم بإدانة الدبلوماسي الارهابي أسدي وزمرته في فيبراير القادم حيث إن ذلك سيعني إدانة النظام نفسه، أما المشکلة الثانية فتتعلق بمحاکمة المسٶول الايراني حميد نوري في السويد لکونه من المشارکين في مجزرة عام 1988، الخاص بإعدام 30 ألفا من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق، وهو مايعني بداية فتح ملف أهم وأکبر جريمة ضد الانسانية قام بها هذا النظام بدم بارد بصورة قانونية، من هنا وبناءا على ماقد أسردنا ذکره، فإن النظام الايراني وفي ظل هذه الاوضاع الوخيمة لايملك إلا أن يتظاهر بالقوة ويتمادى في تصريحاته العنترية!