26 نوفمبر، 2024 12:44 ص
Search
Close this search box.

من جلال الشحماني الى سجاد العراقي الاف المغيبين

من جلال الشحماني الى سجاد العراقي الاف المغيبين

منذ ايلول 2015 وهو تاريخ اعتقال الناشط جلال الشحماني الى اليوم تم تغييب الاف المواطنين من دون معرفة مصيرهم او الافصاح صراحة عن الجهات التي تقف وراء اختطافهم ما يؤكد تقصيرا واضحا من الاجهزة الحكومية في حماية المواطنين وتوفير الامن لهم .. ويبدو ان مصير سجاد العراقي الناشط في الناصرية الذي اختطف قبل اشهر سيقى كما هو مصير جلال الشحماني وغيره ممن اختطفوا في الناشطين او غيرهم من مواطني المناطق التي تم تحريرها من عصابات داعش الارهابية سيبقى مجهولا .. اعداد المغيبين غير معروفة وبحسب مفوضية حقوق الالنسان فان اعدادهم تتجاوز الثمانية الاف مواطن في حين ان بعض الجهات المعنية بحقوق الانسان تقول ان اعدادهم تفوق العشرين الف .. ووسط الصمت الحكومي المطبق عن مصير الشحماني والعراقي يبقى المواطن العراقي يعيش حالة قلق مزمن على نفسه وعلى اهل بيته بوجود مجاميع مسلحة تعمل خارج سيطرة الاجهزة الحكومية بل انها وفي اكثر من مناسبة تعلن جهارا انها فوق القانون ! واذا اضفنا الى ذلك تعدد الاجهزة المعنية التي تقوم باعتقال المواطنين فان الصورة تكون اكثر قتامة . المغيبون ومجهولية مصيرهم وصمة عار في جبين منظمات ولجان حقوق الانسان العراقية والدولية التي ما زالت جهودها لاتتناسب وحجم المأساة التي يشكلها تغييب الاف المواطنين . وقبل ايام عرضت مواقع التواصل الاجتماعي ( فيديو ) يظهر محاصرة الجيش النظامي لاحد السجون السرية قرب الفلوجة واطلاق سراح من كان فيها وهم في اوضاع مزرية وبادية عليهم اثار التعذيب وحرمانهم من الماء والطعام لايام من دون ان نسمع اي تصريح حكومي بشأن الموضوع وفي ما اذا كان الفيديو حقيقي ام لا خاصة وان بعض من اطلق سراحهم اعلنوا عن تصفية العديد منهم يوميا ودفنهم في مقابر جماعية !! الكثيرون يتحدثون عن سجون سرية وعن حملات تصفية ممنهجة لمواطنين في مناطق يسيطر عليها مجاميع مسلحة ولا نعتقد ان هذه المعلومات غائبة عن الاجهزة الامنية التي تقف عاجزة عن حماية المواطن وربما جرف الصخر اكبر دليل على ان هذه المجاميع المسلحة تتحدى الحكومة ومجلس النواب ومنظمات حقوق الانسان في العراق والعالم بمنع اية جهة من الدخول الى هذه المنطقة !
وبصراحة فان الحديث عن حقوق الانسان في العراق في ضوء الفوضى وفقدان هيبة الحكومة وضياع القانون صار مملا ولا جدوى منه وموضوع المغيبين خير شاهد . ففي الوقت الذي تعيش عوائلهم حالة الاحباط مع مايرافقها من عوز ووجع بسبب فقدان معيلها وابنائها نرى عدم اللابالية والاكتفاء بالتصريحات بشأن مصير الاف المواطنين من دون عمل حقيقي لمعرفة مصيرهم .. لانملك الا صوت نعلم انه في اطار اضعف الايمان غير انا على يقين بان مصير الظالم وخيم .. وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون صدق الله العظيم .

أحدث المقالات