18 ديسمبر، 2024 8:54 م

حاضرنا مقتول ومستقبلنا مجهول فهل من حلول ؟!

حاضرنا مقتول ومستقبلنا مجهول فهل من حلول ؟!

بعد كل تلك السنوات التي اعقبت الاحتلال البغيض للعراق وافرازاته سقطت كل اوراق التوت التي حاول المحتل وعبيده ستر اهدافهم الحقيقية وتكشفت الحقائق امام الجميع ولم تعد تنطلي على المواطن الاحاديث المعسولة لسياسي الصدفة ممن حولوا العراق الى غنيمة يتصارعون عليها .. فبدلا من الديمقراطية الموعودة محاولات لتكيم الافواه وقمع مفرط لكل صوت سلمي معارض واتهامات وتخوين لمن يعلو صوته منددا بالمحاصصة بكل انواعها وفاضحا الفساد وسرقة المال العام والخاص على حد سواء ، وتصفيات للناشطين وجوع وحرمان والقائمة تطول ويمكن اختصارها بان ” فرسان العملية السياسية ” من احزاب وشخصيات اغتالوا حاضرنا وقتلوا طموحاتنا بعيش كريم وصار مستقبلنا مجهول .ازاء هذا الواقع المرير وتمادي احزاب السلطة جميعها ومن دون استثناء بتجاوزهم على ابسط حقوق المواطنين يسأل كل مواطن نفسه هل من حلول ؟ وماهو السبيل لانقاذ وطننا مما هو فيه من تردي وانحدار ؟ وكيف نخرج من نفق المتاهات الذي وضعتنا فيه احزاب تاجرت بالوطن والدين ؟
وعذرا الى لينين فحتى سؤاله الكبير ماالعمل يبقى عاجزا ازاء ممارسات شيطانية لسياسيي الصدفة المتكالبون على السلطة بعد ان حولوها الى وسيلة امتلكوها من خلالها القوة والمال الحرام .
اذاً هل نستسلم ونذعن ونصاب باليأس والقنوط وهو ما تراهن عليه احزاب السلطة ام علينا ان نراجع انفسنا وندرس خياراتنا بحثاً عن معالجات وحلول ؟
لاننكر قتامة الصورة وسوداويتها غير ان تجاربنا كشعب في تاريخنا القديم والحديث وتجارب الشعوب الاخرى تنبئنا ان ليس هنالك من مستحيل امام ارادة الانسان الصامد المفعم بالايمان بحتمية الانتصار على الظلم وهزيمة قوى الشر والاستغلال اذا ما عرف كيف يتعامل مع الواقع بكل سلبياته وهذا يحتاج الى وعي لتنظيم حالة الاحتجاج الشعبي للجماهير .. وعي يحول غضب المواطن ونقمته الى ثورة سلمية تهدد مضاجع الطغاة الظالمين .. وهذا الامر يبدأ بالعودة الى قيمنا الوطنية التي تم بعمد ويقصد تغييبها وتشويهها .. ولن يتحقق اي من هذا من دون اعادة ثقة المواطن بالاحزاب الوطنية واول خطوة بهذا الاتجاه تبدأ برأينا المتواضع بقيام الاحزاب الوطنية بمختلف توجهاتها الفكرية قومية او ماركسية او اسلامية حقيقية بمراجعة نقدية لنفسها تعترف به باخطائها التي دفعت لا نحسارها و العمل على تشكيل جبهة وطنية وقومية واسعة وان تعيد هذه الاحزاب صيغ عملها مع المواطنين تتجاوز فيها الانماط القديمة .. ما نقوله ليس بالجديد وسبق ان طرحناه في اكثر من مناسبة كما طرحته بعض الاحزاب والشخصيات غير انه لم ياخذ طريقه الى التطبيق لاسباب كثيرة منها عدم تجاوز غالبية هذه الاحزاب عقد الماضي خاصة ما يتعلق بتحالفاتها السابقة مع احزاب اخرى وحدة الصراع الذي شهدته الفترات السابقة من تاريخ العراق بعد ثورة الرابع عشر من تموز .. ان خطورة المرحلة التي يمر بها العراق تحتاج الى تظافر جهود الاحزاب الوطنية والا فانها ستسهم من دون قصد مع احزاب السلطة باغتيال حاضرنا وضياع مستقبلنا ..