استكمالاً لـ”صفقة القرن” .. “ترامب” يؤمن مستقبل “إسرائيل” قبل إنتهاء ولايته أمام “إيران” !

استكمالاً لـ”صفقة القرن” .. “ترامب” يؤمن مستقبل “إسرائيل” قبل إنتهاء ولايته أمام “إيران” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، “دونالد ترامب”، يريد تأمين “إسرائيل” بشكل فعلي قبل مغادرته منصبه، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، (البنتاغون)، الخميس؛ عن اعتزامها ضم حليفتها، “إسرائيل”، إلى منطقة قيادتها المركزية في الشرق الأوسط، (سنتكوم)، في إجراء يبدو موجهًا لتعزيز الجبهة المناهضة لـ”طهران”.

ومما يدلل على ظهور مؤشر جديد للتقارب الذي توسط فيه الرئيس، “دونالد ترامب”، بين “إسرائيل” ودول عربية، قال (البنتاغون) إن التعامل العسكري الأميركي مع “إسرائيل” لن يتم بعد الآن من جانب قيادتها الأوروبية.

وقالت الوزارة، في بيان: “نرسم الحدود بشكل أفضل لتخفيف المخاطر وحماية مصالح الولايات المتحدة وشركائها”.

مضيفة أن: “تهدئة التوتر بين إسرائيل وجيرانها العرب بفضل اتفاقات أبراهام، تمنح الولايات المتحدة فرصة إستراتيجية لجمع الشركاء المهمين في وجه تهديدات مشتركة في الشرق الأوسط”.

ويُشير البيان بذلك إلى؛ “إيران”، من دون ذكرها. وتعتبر “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” ودول عربية؛ بينها: “السعودية”، “إيران”، التهديد الأمني الرئيس في المنطقة.

وتنص اتفاقات “أبراهام” على تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” وعدد من الدول العربية: (الإمارات والبحرين والسودان والمغرب)، التي قامت بهذه الخطوة برعاية “الولايات المتحدة”، ممثلة بـ”غاريد كوشنر”، صهر الرئيس، “دونالد ترامب”، ومستشاره.

ويمكن لهذا القرار أن يسهل التعاون العسكري مع “الولايات المتحدة” في المسائل الإقليمية؛ وأن تقرب المسؤولين العسكريين الإسرائيليين من نظرائهم في دول الخليج. لكنه يمكن في الوقت نفسه أن يعقد تعاون (سنتكوم) مع حلفاء لـ”إيران”، مثل “العراق”، حيث ينتشر 2500 جندي أميركي.

وقالت “وزارة الدفاع” الأميركية، في بيانها؛ إن: “إسرائيل هي شريك إستراتيجي رئيس للولايات المتحدة، وهذا (القرار) سيفتح فرصًا إضافية للتعاون مع شركائنا في القيادة المركزية الأميركية، مع الحفاظ على تعاون قوي بين إسرائيل وحلفائنا الأوروبيين”.

وكانت “وزارة الدفاع” الأميركية أعلنت، الجمعة، خفض عدد قواتها في كل من “أفغانستان” و”العراق” إلى 2500 عنصر، تماشيًا مع مسعى “ترامب” لوضع حد لـ”الحروب التي لا تنتهي”.

زيادة الضغط في آخر أيام “ترامب”..

في سياق متصل، أشار معهد “سترافور” الاستخباراتي الأميركي، إلى أن “إسرائيل” ستشدد الضغط على “إيران”، في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، مما يزيد من خطر الانتقام الإيراني.

وأوضح المعهد، في تقرير نشر الأسبوع الماضي، أن: “الانتقام على الأغلب سيحصل في ساحات الصراع بالوكالة مثل: سوريا ولبنان والعراق وربما اليمن”.

وأفاد تقرير المعهد، بأن “إسرائيل” شنت سلسلة واسعة من الضربات ضد ما لا يقل عن 15 هدفًا مرتبطًا بـ”إيران” على طول الحدود “العراقية-السورية”، مما أسفر عن مقتل 23 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات بجروح من جماعات تابعة لـ”إيران”.

استهداف منشآت تخزن أسلحة..

ونقل المعهد في تقريره؛ عن مسؤول كبير في الاستخبارات الأميركية، أن: “إسرائيل شنت الضربات بناء على معلومات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة، واستهدفت منشآت كانت تخزن أسلحة إيرانية”.

وقال المسؤول الأميركي: “المنشآت كانت بمثابة خط أنابيب لمكونات البرنامج النووي الإيراني”.

ويؤكد التقرير، أنه: “بفضل علاقة إسرائيل الوثيقة مع ترامب، تتمتع حاليًا بدعم سياسي من الولايات المتحدة للقيام بعمل سري وعسكري ضد إيران ووكلائها، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت ستتلقى المستوى ذاته من الدعم من الإدارة القادمة للرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن”.

وأضاف المعهد، أنه: “غالبًا ما تُثير الضربات الإسرائيلية، للقوات الإيرانية ووكلائها، ردودًا خطابية قاسية من طهران، التي تتآكل سمعتها الإقليمية بين حلفائها بسبب مثل هذه الهجمات، بما فيها اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، في تشرين ثان/نوفمبر الماضي”.

خطة عسكرية بـ 3 بدائل..

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، “بيني غانتس”، قد قال إن على بلاده صياغة خيار عسكري حيال إمكانية حصول “إيران” على أسلحة نووية.

وأضاف “غانتس”، لصحيفة (إسرائيل هيوم)، الخميس الماضي: “حققت إيران تقدمًا في السنوات الأخيرة في مجال الأبحاث والتطوير، سواء في المواد المخصبة أو القدرات الهجومية، وفيها نظام يريد حقًا امتلاك السلاح النووي”.

وأوضح: “من الواضح أن إسرائيل بحاجة لوضع خيار عسكري على الطاولة”.

وتابع “غانتس”: “هذا يستوجب توفير موارد وميزانيات، وأنا أعمل على تحقيق ذلك”.

وفي هذا الصدد، كشفت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يعمل على إعداد خطط عسكرية جديدة، تستند إلى 3 بدائل، من أجل التعامل مع سعي “إيران” لامتلاك السلاح النووي.

وقالت: “أوعز رئيس الأركان العامة، أفيف كوخافي، إلى الجيش بإعداد خطة عسكرية لمواجهة هذا التهديد تضم 3 سبل عمل مختلفة جديدة لطرحها على المستوى السياسي خلال الفترة القادمة”.

وأضافت أن الإيعاز: “جاء مدفوعًا بالتحركات الأخيرة من جانب طهران، التي تُشير إلى أنها تخطط لتسريع العمل في برنامجها النووي”.

تعيين شخصية تدير الحوار..

وكشفت في هذا السياق؛ أن: “طهران قامت مؤخرًا بعدة خطوات قد تسمح لها اختصار الوقت الذي سيستغرقه تطوير سلاح نووي بشكل كبير في حال قرر النظام الإيراني ذلك”.

وقالت: “تعتقد أجهزة المخابرات العسكرية الإسرائيلية أنه بمجرد إصدار طهران للأمر، يمكن أن تشكل موقعًا نوويًا عسكريًا يعمل بكامل طاقته في غضون عام واحد”.

وأشارت إلى أن الدوائر الإسرائيلية تُحذر من أن العودة إلى “الاتفاق النووي”، لعام 2015، “سيكون كارثة”.

وقالت: “يخطط رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، لتسمية شخصية خاصة لقيادة التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية لضمان صياغة صفقة أفضل”.

وأضافت: “ومن المرجح أن يستعين لهذه المهمة بمدير وكالة استخبارات الموساد المنتهية ولايته، يوسي كوهين، الذي من المقرر أن يتقاعد، في حزيران/يونيو”.

استكمالاً لمشروع “صفقة القرن”..

تعليقًا على الخطوة الأميركية، قال المستشار في المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، الدكتور “عماد علو”، أن: “ضم إسرائيل لمركز القيادة الوسطى المركزية الأميركية؛ هو استكمالاً لمشروع صفقة القرن، ولكي تكون إطارًا عسكريًا وأمنيًا لعملية التطبيع التي جرت في هذه الفترة، كي تأخذ صيغتها التنظيمية من خلال الوجود الإسرائيلي في القيادة الميدانية المتواجدة في الخليج”.

مضيفًا أنه: “من المتوقع أن يتم التواجد العسكري الإسرائيلي بناءً على اتفاقيات أمنية وعسكرية مع الدول التي طبعت مع إسرائيل، ما يعني سيكون هناك تواجد واضح للقوات الإسرائيلية في منطقة الخليج العربي”.

وأوضح “علو” قائلاً: “هذه الخطوة بمثابة رسالة للحكومة الإيرانية، مفادها أن هناك قوة ردع كبيرة، من خلال التنسيق العسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة، ومن الصعب تغيير القرارات التي اتخذها ترامب خلال فترة الرئيس بايدن”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة