في عام 2000 شارك منتخبنا الوطني في بطولة امم اسيا لكرة القدم, والتي اقيمت في العاصمة اللبنانية بيروت, وكانت مشاركة فاشلة للمنتخب العراقي, قد انعكست اوضاع البلاد السياسية على ما قدمه المنتخب من اداء باهت, وكانت الفضيحة المدوية للمنتخب العراقي ليس الخسارة بالأربعة امام اليابان! بل الفضيحة هي لبس المنتخب العراقي ملابس قد خيط فيها العلم العراقي على منتصفها بالمقلوب! حيث وضع العلم الاسود بالأعلى والاحمر بالأسفل, وقد لعب جميع مبارياته فيها مع هذا الخطأ الشنيع! لتسجل وصمة عار بحق القائمين على الكرة العراقية.
السؤال الكبير الذي يطرح هنا من المسؤول عن ما جرى من فضيحة؟ هل هي الشركة التي انتجت ملابس المنتخب؟ ام هو الاتحاد؟ ام هي الصدفة لا غير؟ سنحاول عبر هذه السطور كشف الحقيقة.
· اولا: الشركة المنتجة هي السبب؟
البعض يرمي السبب في الفضيحة بان الشركة التي انتجت ملابس منتخب العراق هي من اخطأت! وكانت الشركة المنتجة يوغسلافية كما يشاع, وهنا يطرح سؤال مهم وهو: هل يمكن ان تخطأ شركة اجنبية هكذا خطأ ساذج؟ مع انها وضعت العلم العراقي بشكل صحيح وصغير في صدر القميص العراقي, اي انها من غير الممكن ان تكون اخطأت, الا اذا كان الخطأ مقصوداً وحسب طلب ورغبة الجهة العراقية الرسمية والتي تبحث عن اي وسيلة لإذلال العراقيين.
الملاحظ عند رؤية الصور الارشيفية نجد ملابس المنتخب العراقي لا تحمل اي ماركة! وهذا يدلل على ان فرضية انتاج لشركة اجنبية لملابس المنتخب فرضية كاذبة, وهذا ينسف فكرة وجود شركة اجنبية انتجت الملابس.
بل هنالك قول ان معمل خياطة (سيد عيدان) هي من انتجت ملابس منتخب العراق, وكانت الاوامر من عدي صارمة بشأن ملابس المنتخب, وهكذا نفذ سيد عيدان الاوامر الصارمة من عدي صدام.
· ثانيا: خاطئ غير مقصود
ينقل البعض ان الذي حصل كان خطأ غير مقصود, وان الاتحاد العراقي منع من لبس هذه الملابس بعد انتهاء البطولة, انه مجرد خطأ والاخطاء واردة من دون تخوين اي طرق في سبب حصول الخطأ, وذهب البعض ممن علقوا على منشور اشرت فيه للقضية الى ان عدي الابن المدلل والطاغية صدام وطنيون جدا ولا يأتي على بالهم الاساءة للعلم العراقي! وجرى نفس الكلام على لسان السذج والبعثيين, معتبرين ما حصل خطأ غير مقصود.
متناسين ان النظام السابق يملك منظومة امنية مخيفة توصل له دبيب النملة اذا حصل,
وللتذكير في نفس البطولة حصلت حادثة طريفة اثناء النشيد الوطني العراقي في مباراة ايران, حيث قام اللاعب زياد طارق بالغمز للكاميرة وهي تمر من امامه, عندها اسرع الوفد الى ابعاد اللاعب عن باقي مباريات البطولة, فكيف بملابس العلم فيها مقلوب! لو كان الامر خطأ لأسرعوا لتلافيه عبر شراء ملابس بديلة, وهو امر سهل جدا بدل لبس الملابس طوال ايام البطولة والتمسك بالخطأ.
· ثالثا: التفسير المنطقي للحدث
التفسير المنطقي للحدث يجعلنا نصل لثلاث حقائق لا مفر منها, تعطينا اسباب ما حصل.. وهي:
اولاً: ان ما جرى كان ضمن الفترة النفسية السيئة لعدي صدام بعد تعرضه لحادث قضى على شبابه وذكوريته, ومن قام بالهجوم عليه جمع من شباب العراق, لذلك اصبح الشباب العراقي هو العدو الذي يسعى (عدي صدام) لأذلاله عبر عديد السلوكيات التي ظهرت في النصف الثاني من عقد الحصار, وكان منها اجبار المنتخب العراقي ليس ملابس تحوي العلم العراقي بالمقلوب, كنوع من الاذلال للمنتخب العراقي, بالاضافة لجلب مدرب ضعيف جدا بهدف تدمير المنتخب نفسيا وتدريبياً, وهو ما حصل للمنتخب العراقي في عام 2000 في بيروت.
ثانيا: العراق تحت حكم منظومة امنية لا تفوتها شيء حيث هنالك اجهزة تصاحب الوفود وتسجل كل صغيرة وكبيرة, واستحالة يكون قد فاتهم هذا الامر, ولو كان خطأ لأسرعوا لإصلاح الامر عبر شراء ملابس من السوق او الطلب من بغداد بملابس بديلة, خوفا من عقوبات السلطة التي تصل للإعدام مع اي خطأ, لكن لبس العلم العراقي المقلوب هو قرار من السلطة البعثية ويجب ان ينفذ, وهذا هو التفسير المنطقي للحدث.
ثالثا: كان صدام يسعى بكل السبل على اظهار اثار الحصار على الشعب العراقي, مثلاً كان يستجدي مشاعر العالم عبر منعه الدواء عن اطفال العراق, كي تحصل كارثة بموت مليون طفل, وهكذا يستخدم موت الاطفال كذريعة للمطالبة برفع الحصار مع انه السبب بموت الاطفال, والا كان يمكنه شراء الدواء لكن الامر غير مهم له! كذلك لجأ النظام لإظهار المنتخب العراقي بشكل بشع حيث الملابس التي يرتدوها من الاسوأ بالعالم, مع مدرب اجنبي كان نكتة بطولة اسيا 2000 , بهدف جلب مشاعر العالم للمنتخب المسكين مرتكزين عبر رسالة اعلامية بعثية بان ما يحصل للمنتخب العراقي سببه الحصار العالمي, مع ان ما كان يجري للمنتخب العراقي من هزائم وفضائح سببه السلطة البائسة.