العرب أمة تعيش في الماضي ، وإن التاريخ يلهمها أكثر مما يعلمها في الواقع ، لذلك فهي لا تحسن التعامل مع الزمن الذي تعيشه وهذا هو السبب في تخلفها – عبد الرحمن منيف
الموضوع :
بداية كان الأجدر والأصوب ب عبدالرحمن منيف أن يقول أن ” أمة الأسلام ، أمة تعيش في الماضي .. وليس العرب !! ” .
وقبل أن أسرد أضاءأتي الخاصة حول موضوع المقال ، أرى أن نعرف المفاهيم الثلاثة الواردة في العنوان أعلاه : أولا ” العلم ” هو ( منظومة ومجموعة المعارف والتطبيقات التي تتعلّق بموضوع معين أو ظاهرة ما ، وتعتمد هذه المعارف في تجميعها على منهج علميّ معين يقود لاكتشاف وصياغة النظريات والقوانين العلميّة / نقل من موقع موضوع ) . أما تعريف ” العلماء ” ( يعرف العلماء في كل عصر بأنهم صنف من الناس تميز عن غيره بعدد من الصفات والسمات البشرية من ذكاء أو إبداع ، وكان نتاج هذه السمات والصفات مخرجات فكرية أو أدبية أو علمية أو في اى مجال من مجالات الحياة ، وكانت هذه المخرجات نافعة للبشرية وتمثل إضافة على النتاج العلمي أو الأدبي أو الفكري للبشرية ، وقيل في تعريف ومعنى العالم كذلك أنه الإنسان الذي يحيط علما بشيء معين فمن كان عالما بشيء من جميع جوانبه / نقل من الموقع التالي http://wiki.kololk.com/wiki17593-ta3leem-) . وقبل تعريف الأسلام أرى أن نعرف ” الدين ” بالعموم ( الدين إيمان وعمل ، إيمان بوجود قوى خارقة فوق طبيعة البشر العقلية ، ولهذه القوى تأثير في مجرى حياة الإنسان . وعمــل ، في أداء فرائض وشعائر وطقوس معينة ، تفرضها الأديان السماوية ، والأرضية ( لعبادة الأصنام والأوثان ) لاسترضاء الآلهة [ جواد على – المفصل في تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام 6/ 28 ] ./ نقل من موقع alkalema.net/ ) . وأخيرا سأعرف الأسلام ، فالأسلام كلغة: هو الانقياد والخضوع والذل ؛ يقال : أسلم واستسلم ؛ أي : انقاد ومنه قول الله تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾ [ الصافات : 103] ؛ أي : فلما استسلما لأمر الله وانقادا له . والإسلام في الشرع يأتي على معنيين : المعنى الأول : الإسلام الكوني: ومعناه استسلام جميع الخلائق لأوامر الله تعالى الكونية القدرية . المعنى الثاني : الإسلام الشرعي ، والإسلام بهذا المعنى ينقسم إلى عامٍّ وخاص ، فالإسلام العامُّ : هو الدين الذي جاء به الأنبياء جميعًا ، أما الإسلام الخاص :هو الدين الذي جاء به محمد / نقل بأختصار من موقع الألوكة ” .. التعاريف أعلاه ستكون المادة الأساس للقارئ عندما يطلع على قراءأتي الخاصة .
القراءة : 1 . الأسلام بنصه القرآني لا يمت للعلم بصلة ، وذلك لأن النص القرآني ماضوي ، أما العلم فهو قابل للتطور ويخضع للتجارب ، والعلم ممكن أن تكون بعضا من مفاصله أو نظرياته ترفض بتقادم الزمن ، لظهور أكتشافات تدحظها ، عكس الأسلام فهو ” أستسلام الخلائق لأمور الله الكونية والقدرية ” ، أما العلم فهو حلقة من البحث والتقصي تبقى مستمرة دون توقف ! ، أما الأسلام فقد توقف منذ نهاية الدعوة ، وذلك بموت الرسول في سنة 11 هجرية / 632 ميلادي – قبل حوالي 14 قرنا ! .
2 . لماذا لم يتطور الأسلام / بالرغم من كونه ليس علما حتى يتطور ! ، أرى من أسباب ذلك ، أن شيوخ وفقهاء الأسلام ليسوا علماء / بالرغم من تسميتهم بعلماء الأسلام ! – حتى يعملوا على تطويره ! ، فالعالم يقدم مخرجات – أكتشافات وأختراعات ووسائل ، نافعة للبشرية وتمثل إضافة على النتاج العلمي أو الفكري للبشرية ، أما رجال الأسلام ، فهم المسيطرون على العقيدة بعد موت الرسول ، لذا ظل النص القرآني رهينا بتفسيراتهم الشخصية ، ووفق هوى الحاكم ! ، كما بقت الغيبيات والخرافات مظللة على العقيدة ، بمباركة شيوخ الأسلام ، لكي ينتفعوا منها رجال الأسلام ، خاصة بأن المتلقي / المسلم ، مغييب عقليا ، ومتدني الوعي . 3 . لا زال الأسلام كموروث في مرحلة الغيبيات ، كالأيمان برحلة الأسراء والمعراج لرسول الأسلام ! / على سبيل المثال وليس الحصر ، فلا يوجد جرأة فكرية لرفض موروث أصبح خارج نطاق الزمن ! ، والأسلام كعقيدة حارب أي فكر أو علم أو تطور عقلي خارج حلقته الضيقة ، لذا هو حارب المفكرين والعلماء والفلاسفة منذ القدم ، أمثال (( ابن المقفع : اتهم بالزندقة وقتل بعدها على يد سفيان بن معاوية حيث قام بصلبه وتقطيع لحمه قطعة قطعة وشيها في النار أمام ناظريه حتى مات(المصدر : البداية والنهاية لابن كثير 96/10 ) . ابن سينا : إمام الملاحدة فلسفي النحلة ضال مضل من القرامطة الباطنية كافر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وله من الضلالات والكفريات ما تنشق له السماوات. ( المصدر : المنقذ من الضلال : ص 98 + البداية و النهاية : 42/12 + سير أعلام النبلاء : 531/1 – 539 .) . الفارابي : من أكبر الفلاسفة وأشدهم إلحاداً وإعراضاً كان يفضل الفيلسوف على النبي ويقول بقدم العالم ويكذب الأنبياء وله في ذلك مقالات في إنكار البعث والسمعيات وحتى ابن سينا على إلحاده كان خيراً منه .( المصدر : المنقذ من الضلال : ص 98 + البداية و النهاية : 224/11 + إغاثة اللهفان : 601/2.) . أبو بكر الرازي : “من كبار الزنادقة الملاحدة يقول بالقدماء الخمسة الموافق لمذهب الحرائيين الصابئة وهي الرب والنفس والمادة والدهر والفضاء وهو يفوق كفر الفلاسفة القائلين بقدم الأفلاك وصنف في مذهبه هذا ونصره وزندقته مشهورة” .(المصدر : در التعارض : 346/9 + مع منهاج السنة : 209/1 + مجموع الفتاوى : 304/6 .) / نقلت المادة بأختصار من موقع ناظور 24 .. )) . * وما ورد هو مجرد غيض من فيض ، أذن الأسلام على ضد مع العلم والعلماء ، لذا العلم في صوب لأنه يتطور ، والأسلام في صوب آخر ، جامد وباق على ماضويته . 4 . الحضارة والتقدم لا تبنى بنصوص تؤسس على الغيبيات والخرافات ، نصوص تقوم على كره وألغاء الأخر ، نصوص تلغي الفكر والوعي ، نصوص تخدر العقل ، لذا نتيجة هذا الهوان الفكري والعقلي ، برز مفكرين ورجال حاربوا هذا التخريف العقلي للمجتمع ، من أمثال ( محمد محمود طه / أعدم 1985 ، د . فرج فودة / أغتيل 1992 ، د . نصر حامد أبو زيد ، د . سيد القمني ، د . يوسف الصديق ، رشيد أيلال ، محمد المسيح ، أسلام بحيري ، أبراهيم عيسى .. وغيرهم ) ، هؤلاء الرجال يجتهدون ويبحثون وفق النهح العلمي على دحض القوالب الماضوية السوداوية للنص القرآني ، بل لخرافة الموروث الأسلامي بمجمله .
أضاءة : لا يمكن الأستسلام للنص القرآني بحرفيته الماضوية ، حيث أن هذا الخضوع والأستسلام له ، لا يمكن أن يخلق مجتمعا متحضرا متقدما ، ولا يمكن للمجتمع الأسلامي أن يتطور ، والمسلمين لا زالوا لغاية الآن يؤمنون بالعلاج ب ” بول البعير والحجامة .. ” ، والمجتمع لا يتقدم بموروث ينص على ” أرضاع الكبير و حور العين ومدة حمل المرآة أربع سنوات .. ” ، ولا تنار الأنسانية والأسلام معتقدا جعلت نصوصه فكرا يغذي ثقافة القتل .. أخيرا أستطيع أن أقول : أن الأسلام لا ماض نفتخر به ولا مستقبل نعتز به بين الأمم .