17 يناير، 2025 11:47 م

زوجة طالباني المحبطة تتخلى عن مسؤولياتها الحزبية

زوجة طالباني المحبطة تتخلى عن مسؤولياتها الحزبية

اعنت هيرو أحمد عقيلة الرئيس العراقي جلال طالباني تخليها عن مسؤوليتها في حزبهما وذلك بعد ‏يومين من اعلان خسارته لانتخابات برلمان اٌقليم كردستان مطيحة بذلك توقعات بطموحاتها لخلافة ‏طالباني في رئاسة العراق وزعامة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني .  ‏

 فقد اعلنت زوجة طالباني هيرو ابراهيم احمد عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني ‏مسؤولة المركز الاول لتنظيمات مدينة السليمانية مقر الحزب تخليها عن منصبها. وقالت احمد بيان ‏صحافي إنها قبلت هذا المنصب في وقت كان الحزب والسليمانية في مرحلة صعبة والكثير من ‏أعضاء الحزب كانوا مترددين في قبول هذه المسؤولية. وأضافت أنها تأسف لعدم قدرتها خلال عملها ‏في مركز تنظيمات الاتحاد على إرضائهم وقالت انها لذلك فقد قررت الاستقالة داعية مسؤولي ‏تنظيمات حزب الى اتخاذ خطوة مماثلة. ‏

وقالت هيرو إفي رسالة حصلت (الوكالة الاخبارية للانباء) على نسخة منها: حينما قررت استلام منصب مسؤول المركز الأول لتنظيمات الاتحاد الوطني، حينها كان الاتحاد الوطني ومدينة السليمانية يمران بمرحلة صعبة، وعملت بدون هوادة لتحسين الأوضاع في تلك المرحلة، حيث كان يواجه الاتحاد الوطني تحديا كبيراً والعديد من القياديين كانوا مترددين في استلام هذا المنصب.وتابعت: استلمت هذا المنصب منذ 4 سنوات، وحاولت جاهدة ان أقدم المزيد من الخدمات لأهالي مدينة السليمانية والقرى والمناطق الاخرى، وفي هذه الفترة صادفتني العديد من المشاكل وعملت بكل جهد واخلاص لإيجاد حلول لبعض تلك المشاكل، وخاصة مسألة العقارات والخدمات العامة والعمال والموظفين والطلبة.واضافت هيرو : أن معظم المشاكل والقضايا التي كانت تصل الى مركز التنظيمات كانت حلولها بيد الحكومة، مستدركة بالقول: لم نتمكن من حل جميع تلك المشاكل رغم تقديم الوعود بحلها.وتابعت: مع الأسف الشديد لم أتمكن من حل جميع تلك المشاكل وأن أكون موضع رضا البعض منكم، لذلك قررت العودة الى العمل في المكتب السياسي وترك مسؤولية المركز الاول للاتحاد لرفيق آخر.وعبرت، عن شكرها وتقديرها لكوادر ومؤيدي الاتحاد الوطني، مؤكدة بأنه لولا مساعدة ووقوف كوادر المركز الى جانبها لكانت المهام الملقاة على عاتقها اكثر صعوبة.   
ومن جهته rقال مصدر كردي مطلع ان قرار هيرو هذا قد اطاح بطموحات كانت تتردد عن ‏رغبتها في خلافة زوجها في رئاسة العراق وزعامة الحزب. واشار الى انه يبدو ان هيرو وبسبب ‏هزيمة حزبها في انتحابات برلمان كردستان التي جرت في محافظات الاقليم الثلاث اربيل والسليمانية ‏ودهوك في 21 من الشهر الحالي ولطول فترة علاج زوجها من جلطة دماغية وتلقيه العلاج في المانيا ‏منذ اواخر العام الحالي فأنها قد شعرت بأن هذين التطورين قد اغلقا عليها الطريق لتحقيق طموحاتها . ‏واوضح ان قرار هيرو قد افسح المجال للتنافس على زعامة الحزب لشخصيات نافذة اخرى عاصرت ‏تأسيس الحزب ونشاطاته وتحتفظ بعلاقات جيده مع قياداته وقواعده وخاصة نائبي طالباني في القيادة ‏برهم صالح وكوسرت رسول. ‏

هيرو رافقت طالباني ايام الكفاح للحصول على حقوق الشعب الكردي 
وهيرو ابراهيم احمد هي سيدة العراق الأولى حاليا وابنة القيادي السياسي والكاتب والشاعر الكردي ‏المعروف إبراهيم احمد. وقد ولدت في مدينة السليمانية بكردستان العراق عام 1948 وأكملت الدراسة ‏الابتدائية بين كركوك وبغداد ثم عادت إلى السليمانية لإكمال الدراسة الإعدادية ودرست سنتين في ‏طهران وتخرجت من قسم علم النفس من كلية التربية في جامعة المستنصرية في بغداد أما اسمها ‏‏”هيرو” فيعني باللغة الكردية : وردة الختمية.
وقد تتلمذت منذ نعومة أظفارها على يد والدها إبراهيم أحمد مبادئ الفكر القومي الكردي ثم اقترنت في ‏السبعينيات بجلال طالباني فخاضت معارك الحصول عى حقوق الشعب الكردي في العراق وعانت مع ‏شريك حياتها ألوان التشرد والحرمان والمطاردة والغربة ثم تقاسمت معه المسؤوليات في تأمين ‏متطلبات أبناء شعبها وأسرهم من اعضاء الحزب، ومواكبة وسائل الإعلام لتغطية الأحداث والأخبار، ‏فكانت أول امرأة تسجل ألاحداث في الخطوط الأولى وخنادق البيشمركة وهي تحمل على أكتافها ‏كاميرا فيديو  لتصوير معارك البيشمركة في الجبال ومع الأيام أصبحت تملك اكبر أرشيف لأيام ‏الكفاح الكردي المسلح.
وتعلمت من رحلتها الطويلة والحياة القاسية فخلقت منها المرأة الحديدية في كردستان.  ‏
وبعد ان أصبحت سيدة العراق الأولى منذ عام 2006 تابعت العمل في تقديم الخدمات المختلفة لشعبها ‏الكردي في مجال المرأة، والطفل، والنشاطات الإعلامية، وفي الحقول الإنسانية، والمؤتمرات الدولية، ‏وتوجت أعمالها ونشاطاتها حين منحت من قبل منظمة اتحاد رُسل السلام العالمية لقب “سفيرة ‏السلام”.
وقد غدت صاحبة أكثر مشروع في الصحافة الحرة، والقنوات التلفزيونية مثل (خاك)، و(كرد سات)، ‏وخدماتها التي قدمتها للأطفال بإيجاد منظمة للأطفال في كردستان، وإصدارها مجلة (به بوله – ‏الفراشة) وغيرها.  ‏

حزب طالباني ثالثا في الانتخابات  ‏
وبحسب النتائج شبه النهائية التي اعلنتها المفوضية العراقية العليا للانتخابات السبت الماضي بعد فرز ‏‏95 بالمئة من اوراق الاقتراع فقد نال الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني على 719 ‏الف صوت بينما نالت حركة “غوران” اكثر من 446 الف صوت في حين حل حزب الاتحاد الوطني ‏الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني ثالثا وحصل على 323 الف صوت وهي المرة ‏الاولى التي يجد فيها الحزب نفسه في هذا المركز خلف حركة  التغيير”غوران” التي كان ينتمي ‏اعضائها الى حزب طالباني ثم انشقوا عنه قبل سنوات. ونال حزب الاتحاد الاسلامي الكردستاني ‏اصوات اكثر من 178 الف ناخب وحل في المركز الرابع بينما نال حزب الجماعة الاسلامية ‏الكردستانية في العراق اصوات اكثر من 113 الف ناخب.‏
واثر ذلك فقد أقر حزب  طالباني بخسارته  للانتخابات واصفا النتائج بأنها لاتليق بتاريخه النضالي فيما ‏اكدت قيادته تحملها لمسؤولية هذه ألنتائج امام اعضاء وانصار الحزب وقالت انها ستحقق في اسبابها ‏وأعادة النظر في آليات العمل والادارة والبرامج ومستلزمات العمل والمهام والمسؤوليات داخل ‏تشكيلات الحزب. ‏
وقال الحزب في بيان صحافي ان مكتبه السياسي بحث هذه النتائج ووقف عند النتائج الاولية واكد انها ‏‏” مبعث قلق للاتحاد وليست مفرحة ولاتليق بتأريخ وموقع ونضال الاتحاد لكنه سيأخذ النتائج الأولية ‏كرسالة مؤكداً انه يتحمل المسؤولية الكاملة امام الرفاق ومخلصي الاتحاد الوطني كما سيقوم بالتحقيق ‏في الأسباب المتعددة والمسببة لتلك النتائج بالتشاور مع المجلس القيادي والكوادر المتقدمة والمختصين ‏من اصدقاء الاتحاد الوطني وسيقوم باعادة النظر في آليات العمل والادارة والبرامج ومستلزمات العمل ‏والمهام والمسؤوليات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني”. كما شدد المكتب السياسي على ان الاتحاد ‏الوطني الكردستاني يحترم ارادة شعب كردستان وسيلتزم بها في اشارة الى قبوله بالنتائج النهائية ‏للانتخابات. ‏
يذكر أن أول انتخابات لبرلمان إقليم كردستان كانت قد جرت في 19 أيار(مايو) عام 1992 وتقاسم كل ‏من حزبي بارزاني وطالباني مقاعد البرلمان بنسبة 50% لكل منهما.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة