يوم أمس قدمنا لكم الجزء الأول من المقالة بشكل غير كامل لكي تكون مدخل لاسلوب جديد في قراءة التاريخ الاسلامي يختلف عما تعود عليه ٩٩% من القراء الذين يقرؤون التاريخ أو يروى لهم بطريقة تقليدية نزعت العقلانية والحكم الرشيد على أحداث التاريخ … الطريقة الجديدة تأخذ القارئ ١٤٠٠ سنة الى الوراء وتتجول به في أزقة وحارات مكة والمدينة “ليرى” بعينه الناس بكل تفاصيلهم .. بينما الطريقة الخاطئة والسائدة فهي تنظر الى ان جميع الناس أنهم عاشوا قبل ١٤٠٠ سنة .. فيصبح عندهم عمى “أعمار” يشبه عمى الألوان يتساوى فيه من كان طفلاً عند بعثة محمد (ص) مع من كان رجلً !! لذلك يأتي حكمهم مختلف عن رأي الناس التي عاشت في تلك الفترة ، بحيث ان الكثير من الشيعة الآن كفروا ٩٩.٩٩% من مجتمع مكة والمدينة لأنهم لم يختاروا علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين بعد وفاة النبي محمد (ص) …
هذه المقالة تجمع الجزء الأول والأخير في مقالة واحدة لتبين لكم ان عقيدة دواعش الشيعة تسكن فوق رمال متحركة لا تصمد أمام الحجج التي تجمعها تلك المقالة .. ذكرتُ في مقالات سابقة (أ) ان التسنن والتشيع هما سرطان الأمة الذي يفتك بها; و (ب) ان التسنن هو ردة فعل خاطئة لظهور أول حركة هدامة في الاسلام وهي التشيع الى أول من أسلم من الأطفال علي بن أبي طالب بعد أكثر من ٢٠٠ سنة من وفاة علي .. حيث اختفى الاسم (الاسلام) وحلت مكانه الصفات ، سني وشيعي ; أي الغبي والأغبى منه !!!
١. التشيع الى أول من أسلم من الأطفال علي بن أبي طالب هو اعلان صريح ان الله مخطط فاشل (حاشا لله) !! أن يقرر الله مسبقاً ان علي بن أبي طالب هو الذي يجب أن يخلف النبي محمد (ص) ويخلق علي طفلاً ابن ٨ أعوام عند بعثة محمد فهو قطعاً ليس ربي لأن ربي هو الحكيم .. والمدبر !! … دعونا نرافق أبي بكر الصديق (عمره : ٣٨ سنة) وهو يذهب مسرعاً وبدون موعد مسبق الى بيت الرسول محمد بعد أقل من شهر من ولادة الاسلام حاملاً بيده أسماء الأشخاص “الرفاق” من الرعيل الأول (أبو عبيدة عامر بن الجراح – عثمان بن عفان – سعد بن أبي وقاص – الزبير بن العوام – طلحة بن عبيدالله – عبدالرحمن بن عوف) الذين كسبهم للتو “للحزب” … طرق أبو بكر الباب ولنفرض ان الطفل علي هو من فتح الباب .. لك الحق عزيزي القارئ أن تتخيل أي سيناريو هو ممكن .. أن يفتح الطفل علي الباب وبيده لعبة أطفال ، جائز وممكن وليس فيها ما ينقص من قدر هذا الطفل فقد رفع القلم عنه حتى يبلغ الحلم بعد حوالي ٦ سنوات .. أن ينادي الطفل علي على أبي بكر ب (عمو) ويخاطبه أبو بكر بالسؤال ” عمو أين محمد”؟ جائز جداً ; هذا اذا كان الرجل أبو بكر يعرف الطفل الذي فتح له الباب !! … حتى لو كرر أبو بكر الصديق تلك الزيارة المفاجئة بعد خمس سنوات (أكرر: بعد خمس سنوات من بعثة محمد .. ولنفرض انه ذهب ليناقش مع الرسول موضوع ضرورة هجرة بعض المسلمين الى الحبشة بسبب الظلم وإرهاب قريش الذي وقع على المسلمين) ولم يجد الرسول محمد في الدار فان الصبي علي (١٣ سنة) لا يستطيع أن يقول للضيف أبي بكر (٤٣ سنة) تفضل اجلس الى أن يأتي محمد وذلك لصغر سنه … بالله عليكم ، أليس هو الجهل بعينه أن يقول أحدهم ان هذا الرجل ابن ال ٤٣ سنة قد اغتصب حق هذا الصبي ابن ال ١٣ سنة في حكم أمة الاسلام بعد وفاة النبي محمد!!؟؟
٢. قد يقول قائل منكم لكن هذا الصبي بعد ١٠ سنوات من الآن (أي بعد ١٥ سنة من البعثة .. أي في معركة بدر) سوف يقاتل أعداء الاسلام قتالاَ شديداً مع ال ٣٠٠٠ من الملائكة الذين بعثهم الله للقتال مع جيش المسلمين .. ردنا على “قفزة” ال ١٥ سنة هذه في التاريخ الذي كان يسجل الأحداث ساعة بساعة وأهمل ذكر علي بن أبي طالب خلال ال ١٣ سنة الأولى من بعثة محمد وذلك لصغر سنه فنقول لهم : هل الضابط الصغير في الجيش والذي عمره ٢٣ سنة (مثل عمر علي في معركة بدر) والذي يحمل على كتفه نجمة واحد اذا أبدع في معركة ما له الحق بعد ٨ سنوات (توفى الرسول بعد ٨ سنوات من معركة بدر) من الخدمة في الجيش أن يصبح رئيس تلك البلاد الكبيرة أم يبقى ضابط صغير مستمراً في الخدمة وعلى كتفه ثلاث نجمات؟؟؟
٣. أما “العاصفة” الرملية الثالثة التي قلعت عقيدة دواعش الشيعة فهي (الإمامة) اذ مات علي بن أبي طالب ولم يناديه أي شخص لا في الكوفة ولا غيرها ” يا إمام ” لأن الأمة لم تستخدم هذا اللقب “إمام” في ال ٢٠٠ سنة الأولى من ظهور الاسلام .. وهذا يعني ان علي بن أبي طالب مات ولم يعلم أنه إمام ولم يعلم ان الإمامة هي من أصول الدين كما يعتقد الشيعة !!
في الختام ، لا يحق لنا نحن من جاء بعد ١٤٥٥ سنة أن نقرر نيابة عن تلك الأقوام ويصل بنا الجهل أن لا نهتم أن يكون لنا رأي بما يجري من حولنا الآن !!