قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو يخاطب الامام علي عليه السلام : يا علي هلك فيك اثنان, محبٌّ غالٍ ومبغضٌ قالٍ ، ولان الامام علي عليه السلام هو نفسه الدين ، فالنتيجة المنطقية يعني ان الدين هلك فيه اثنان محب مغالٍ ومبغض قالٍ ، لاحظوا و مبغض وليس او مبغض فهذا يعني ان كليهما موجود في المجتمع ، هذا جانب وهنالك جانب اخر هو الحكم الشرعي الملزم والاخلاق التي يجب ان نلزم انفسنا بها بخيارنا بعيدا عن الحلال والحرام، فهنالك اعمال من حق الانسان ان يقوم بها لا علاقة للحكم الشرعي فيها بل الحكم الاخلاقي شرط ان يكون مردودها على القائم بالعمل فقط دون الاساءة الى الاخرين .
نعود الى اصل الموضوع ، سبق وان كتبنا عن مبغضي الدين ومهما تكن تسميتهم علماني الحادي ليبرالي ، انا اتحدث عن فكرة ، فمن يشتم الدين يصبح مفكرا وان سالته عن ثقافته وماذا قدم للمجتمع ستجده صفر وان قلت له دع الدين وتحدث عن ما تشاء سيصاب بالخرس ،لانه فارغ ثقافيا وفكريا، وهذا من المؤكد من الهالكين لسببين الاول تجاوزه على شرع سماوي ، والثاني يتحدث عن الحرية وتعدد الاديان ويحكم على من لا يؤمن بافكاره بانه متخلف .فهذا هو المبغض الذي يتقول على الاسلام
اما المحب المغالي فهذا حكايته حكاية ونختصرها بمن يستخدم الدين للضحك على الناس وتحقيق ماربه سواء كان رجل متلبس بلباس الدين او خطيب يتحدث عن عرفان واحلام او و زهد وتقوى (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) يعني متدين يتلو الكتاب ، وكاتب يختلق احاديث وروايات وينشر الخزعبلات تحت غطاء نصرة ونشر الدين ، وهنالك من تسلق على رقاب الناس باسم الدين ، وحصلوا على مناصب في الدولة بسبب شعارات دينية هي وجه من اوجه المغالاة التي تاخذ طريقها الى عقول اغلب الناس التي تنظر الى الدين نظرة خاصة وهناك من يغالي في تقديسه دون تعقل وحكمة فالافراط بالتقديس هو الاخر مغالاة ونتيجتها وخيمة عليه وعلى الدين الاسلامي لانه يكون صورة غير صحيحة عن الاسلام والمسلمين فتصبح محل انتقاد لدى المبغض القال الذي يتقول الاقاويل على الاسلام مستشهدا بالمفرط المغالي اما عن جهل او بدهاء .
ايام الفطرة السليمة التي تنظر الى كل من يتحدث باسم الدين بانه يمثل الدين والعدالة والطريق الى مرضاة الله عز وجل هذه الايام شحت هذه النفوس السليمة واصبح والملتزم متخلف والناصح فضولي ومن ينشر الفضيلة يخل بالامن وهؤلاء جميعهم يصدر الحكم ضدهم باسم الدين واما من يجعل المكر فن والنافق لباقة والاحتيال شطارة فهنالك من يجد لهم مخرج يقال عنه شرعي باسم الدين والحاكم هو اما مبغض للدين او مغال بنفاق .
واخيرا اذكر لكم قصة بهلول عندما راى تاجر يبني جامعا وكتب عليه جامع التاجر الفلاني ، فقام بهلول في الليل بتغيير اسم الجامع الى جامع بهلول ، وفي الصباح عندما راى التاجر ذلك استشاط غضبا وطلب بهلول ليقتص منه ولما حضر بهلول ساله الا يعلم الله بانك انت من بنى الجامع ؟ قال بلى ، قال له بهلول فلماذا تريد ان تعاقبني بسبب اسم الجامع ؟
انه الرياء باسم الدين وهكذا تتاح الفرص للمتقولين على الدين