يتحدث العراقيون في هذه الايام عن العمليات الجراحية التي اجراها النواب على نفقة الدولة من دون ان يكلفوا انفسهم حتى بجلب قوائم صادرة من المستشفيات التي تم اجراء الجراحة فيها . وقد وصلت بعض التكاليف تلك العمليات الى ارقام كبيرة لا تصدق . فاحدهم اجرى عملية بواسير كلفت حوالي ستين مليون دينار . واخر اجرى عملية لم يذكر نوعها بما يزيد على السبعين مليون دينار وثالث كلف ميزانية الدولة عشرة ملايين دينار لتبييض اسنانه ! وغير ذلك من العمليات التي لا يجريها الا البطرون والبطرات !
ومؤخراً ، سمعت بأن رئيس مجلس النواب هو الاخر قد كلف ميزانية الدولة مبالغ رهيبة ، فقد زار تركيا ثلاث مرات لعلاج إحدى أذنيه التي قيل انها تضررت بسبب دوي تفجير وقع بالقرب منه ! ولما عجز الطب التركي عن اعادة اذن النجيفي ( صاغ سليم ) فقد شد دولته الرحال قبل اشهر الى لندن لاجراء فحوصات في عاصمة الضباب ! وعاد دولته الى العراق وطب لندن لم يأخذ فرصته بعد ، مما اضطر السيد النجيفي للعودة مرة اخرى الى هناك لاتمام العلاج مستغلاً اجازة العيد حيث يتعطل البرلمان بالمناسبة .
لقد صارت اذن النجيفي محل نكتة في مجلس النواب ، وقد انتقلت الى الشارع بعد ذلك . احد النواب قال في حديث خاص : ان نفقات علاج اذن النجيفي تزيد كثيراً على نفقات بواسير العطية ! وذكر النائب ان ما انفقه النجيفي على اذنه وعلاجها يكفي لاجراء عمليات بواسير لـ(325) نائباً!
وقال أحد المواطنين متسائلاً : ان النجيفي انفق ما انفق لانه شعر بطنين في احدى اذنيه بعد ان وقع انفجاراً هائلاً بالقرب من مقر عمله ، فماذا يقول سيادته للعراقي البسيط الذي تتحاوشه الانفجارات على مدار الساعة .. هل يرسله الى تركيا ومن بعدها الى بريطانيا لغرض العلاج ، تماماً كما فعل مع شخصيه ؟
وقال نائب طلب عدم ذكر أسمه بأن الناس لا تعلم بقصة اذن النجيفي ولو انتقلت حكايته الى الأعلام لصارت فضيحة مدوية ، فاذن سيادته – يقصد رئيس مجلس النواب – قد كلفت ميزانية الدولة العراقية مبالغ خيالية .