18 ديسمبر، 2024 11:07 م

اليزابيث تُكرِّم العراقيين !!!

اليزابيث تُكرِّم العراقيين !!!

في نهاية كل عام تُكرِّم الملكة أليزابيث الثانية ما يقارب الألف من مواطنيها كنوع من الإفتخار والإعتبار وتميِّزهم وتدعمهم خدمة للمجتمع، الحقيقة إنها لم تكرِّمهم بل كرَّمت ابداعهم وهنا تكمن الأهمية عندما يكون بلد الغربة ليس كالوطن ففي الغربة من يرعى ويعدل ويقيِّم ويقدِّر .
الدكتور نواف حازم سعيد مثلاً رفضت وزارات الدولة العراقية تعيينه، كما رفضت جامعة الموصل تواجده ضمن فريقها التدريسي رغم أنه تخرج منها وكان الأول على القسم والرابع على الكلية آنذاك !! … لتذكر فيما بعد وسائل إعلام عالمية أن جامعة ستانفورد الأمريكية قدَّمت عرضاً للدكتور العراقي نواف ليكون ضمن قائمة الباحثين والعلماء لديها، وحددت ٣١ عراقياً ضمن قائمة أفضل ٢% من علماء العالم، فأختارته لتطوير أقسام الهندسة الميكانيكية في أمريكا.. لتكون أحدى البلدان و الساحات التي تهتم بالمفكرين العراقيين وعلومهم وخبراتهم المعرفية.. وقصة الدكتور نواف سعيد مثل قصة الكثيرين خارج موطنهم ….
في عام ٢٠٢٠ ..كرَّمت الملكة أربعة من العراقيين الذين كانت لمساهماتهم دوراً مهماً في حقول العلم المختلفة وهم الدكتورة نسرين علاء الدين العلوان أختصاصية الصحة العامة في جامعة ساوثها مبتون لخدماتها الطبية المتميزة في مجال صحة الأم وصحة الحوامل وكذلك نشر الوعي الصحي حول فايروس كورونا والكورونا الطويلة الأمد..
وحظي بالتكريم الدكتور رعد شاكر أستاذ طب الجملة العصبية في لندن، والمعروف على الصعيد العالمي بأختصاصه المهم.. وكان الدكتور شاكر قد ألّف كتابا متميزا عام 1996 بالأنكليزية بعنوان : الأمراض العصبية في المناطق الأستوائية.
أما السيدة نورا العاني فقد حظيت بالتكريم أيضا وهي من والد عراقي ووالدة أيرلندية، درست في مدينة كامبرديج الأنكليزية وتعمل فيها، هي مشرفة على منظمات أجتماعية.
كما كرَّمت الملكة أيضاً الدكتور المهندس ضياء الجميلي وهو أستاذ الذكاء الأصطناعي في مدرسة الحاسوب والرياضيات في جامعة ليفربول الإنكليزية.
الحقيقة هذا خبر مفرح لأن الفرد العراقي أينما يذهب أو يكون فهو مبدع، بدءاً من علمائنا ومفسرينا ومفكرينا وعباقرتنا فهم المفكرون والمخترعون والنحاتون والفنانون منذ آلاف السنين وحتى هذا اليوم.
شاهدت عدة مرات في محطات التلفاز ومواقع التواصل الإجتماعي أفراداً عراقيين أبدعوا وقدموا أعمالهم خدمة للمجتمع .. ولاأنسى مخترع عراقي اخترع الطائرة لكنه لقي الحرب بدلاً من الحب والتكتيم بدلاً من التكريم، وللأسف في مجتمعاتنا.. الفاشل محبب والناجح محارب لذلك راح الإختراع و المخترع.
أما الرجل الكفيف فقصته قصة أخرى وعرفتُها عبر إحدى الفضائيات المهتمة بذوي الكفاءة والموهبة، وذلك الرجل كبير السن كان أعمى البصر لكنه ليس بأعمى البصيرة ..فلم أشاهد أو أسمع بأعمى يستطيع الخياطة بإحتراف أو يعيد تصليح المواد الكهربائية فتكون جاهزة للعمل .. وكأن المقولة المشهورة التي تقول : ” الله ياخذ شي وينطي شي ” تتحقق.
كذلك أحد هؤلاء المبدعين رجل متوسط السن اخترع سيارة تمشي بالماء بدلاً من البنزين ، ومثل هذا وذاك لم يلقوا من حكوماتهم شيء!!! ، لم نسمع يوماً بحاكم أو رئيس عراقي منحهم اهتماماً أو تكريماً أو حتى احتراماً رغم أنهم ثروة عقلية وفكرية ..أثمن من النفط لكنها ثروة مدفونة مثل الماس تحت الأنقاض .
أما شبابنا المكافح فلقد كسروا وتَحدَّوا كل المصاعب والنوائب في وطن قائده غائب وتحدث فيه الغرائب والمواطن يدفع الضرائب شبع من المقالب وهنا وهناك يتحكمون بنا الزرائب ، ناس وناس .. فمنهم يعيش بمخالب ومنهم يعيش كالأرانب .
أما الأسود تبقى أسود .. تزئر بفعلها ليس فقط بصوتها ، وأسود الرافدين بإستمرار يتركون وراءهم بصمة قوية وحقيقية ، وهذا يتجسد في الأعمال والمشاريع الخدمية التي يبتدعها ويخترعها ويطرحها العراقيون داخل الوطن وخارجه ودائماً ما يجمعهم “الحلم والنجاح “.