المليارات لم تنقذ الأمن العراقي من الفساد والتقصير

المليارات لم تنقذ الأمن العراقي من الفساد والتقصير

برغم مليارات الدولارات التي استثمرتها الولايات المتحدة، لا تزال قوات الأمن العراقية فاسدة ‏ومقصرة في القيام بواجبها، في حين يتهمها العراقيون بإساءة استخدام سلطتها.‏

فقد عانى العديد من العراقيين من فقدان شبه تام للإيمان في قوات الأمن العراقية، على الرغم من أن ‏الولايات المتحدة أنفقت عشرات المليارات من الدولارات خلال وجودها في العراق، لمحاولة تطوير ‏قوة أمنية قادرة من شأنها أن تخلق وتحافظ على الاستقرار. لكن بعد 10 سنوات من الغزو الأميركي، ‏يقول العراقيون إنهم تركوا مع قوة أمنية ليست فقط غير قادرة على توفير الأمن، بل أيضًا عرضة ‏للفساد والابتزاز.‏
يقول النائب حامد عبيد المطلك من القائمة العراقية ورئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية لصحيفة ‏كريستيان ساينس مونيتور: “قوات الأمن العراقية اليوم هي بمثابة فشل”، مضيفًا: “لدينا نحو 1.5 ‏مليون شخص في كل قواتنا الأمنية، وهو عدد كبير جدًا، لكن معظمهم غير مؤهلين لأنهم لا يتبعون ‏القانون ولا يحترمون حقوق الإنسان والفساد يستشري بين الكثير منهم، لهذا السباب، فإن قوات الأمن ‏العراقية غير قادرة على تحقيق الاستقرار في البلاد لأنها تعتقد فقط باستخدام القوة”.‏
‏ لا دعم
بعد سنوات من الهدوء النسبي، عادت أعمال العنف لتتأجج في العراق ووصلت  إلى مستويات لم ‏تشهدها منذ عام 2008. وحتى اليوم، فقد حوالى 5000 عراقي حياتهم هذا العام لأسباب مرتبطة ‏بالحرب، وبلغ عدد الضحايا ذروته في تموز (يوليو)، إذ قتل أكثر من 1000 شخص في هذا الشهر ‏وحده. من بين جميع المناطق المتضررة من ارتفاع منسوب العنف، عانت بغداد أكثر من غيرها من ‏تفجيرات منتظمة تحدث بالرغم من نقاط التفتيش الأمنية العديدة في جميع أنحاء المدينة.‏
ويقول أحد الجنود العراقيين الذين تم حجب اسمه لانه غير مخول بالحديث الى وسائل الاعلام: ‏‏”المشكلة الرئيسية في قواتنا الأمنية هي أننا لم يكن لدينا أية أجهزة متطورة وفعالة للكشف عن القنابل. ‏عدونا غير معروف ونحن في حاجة إلى الأدوات لاكتشافه بسرعة”. وأضاف: “نحن لا نتلقى أي دعم ‏من حكومتنا وسوف تستمر التفجيرات من دون معدات الكشف عن القنابل”.‏
وأشارت الصحيفة إلى الاستثمارات الأميركية في العراق التي بلغت نحو 60 مليار دولار. فقد ‏استثمرت الولايات المتحدة منها 20.19 مليار دولار في صندوق قوات الأمن العراقية، و1.31 مليار ‏في القوات الدولية لمراقبة المخدرات وإنفاذ القانون. كما عمل الكثير من الجنود الأميركيين في العراق ‏على توفير التدريب المباشر والإرشاد للمساعدة في تطوير قوات الأمن العراقية.‏
معلومات لا أكثر
لكن قوات الأمن العراقية، التي تشمل الشرطة والجيش والمنظمات الأخرى ذات الصلة، عانت من ‏المشاكل نفسها خلال الوجود الأميركي. لكن يقول بعض العراقيين إن الرقابة الأميركية جعلت الوضع ‏أفضل قليلًا .‏
وعلى الرغم من أن برنامج “اجتثاث البعث” التي نفذتها الولايات المتحدة لحظر أعضاء نظام صدام ‏حسين من الانضمام إلى الحكومة الجديدة، قد منعت عددًا من الجنود المؤهلين من الانضمام إلى ‏الجيش الجديد، إلا أن الأميركيين ساعدوا على ضمان أن الناس المختصين قد وضعوا في العديد من ‏المناصب الرئيسية، وفقًا لما يقوله خبير أمن عراقي رفيع المستوى.‏
ويقول مستشار الأمن الخاص الذي خدم في الجيش العراقي حين كان صدام حسين لا يزال في السلطة: ‏‏”الشيء الايجابي من وجود الولايات المتحدة في العراق كان أنها قدمت معلومات استخبارية جيدة عن ‏الإرهابيين، وهذا ساعد في تحسين الوضع الأمني”.‏
‏ ‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة