22 نوفمبر، 2024 6:46 م
Search
Close this search box.

مداخلاتٌ في معركة ترامب الأخيرة!

مداخلاتٌ في معركة ترامب الأخيرة!

من قبل أنْ تحدث احداث وحوادث مساء الأربعاء الفائت في اقتحام المتظاهرين من انصار ترامب للكونغرس الأمريكي , فكانَ مرصوداً ومتوقّعاً حدوث أمرٍ ما او اكثرلتجييره وتوظيفه لصالح الرئيس ترامب ضدّ نظيره بايدن , كمحاولةٍ مستميتة لعرقلة الفوز المطلق لبايدن في الإنتخابات الرئاسية , وقد المحَ ترامب بأشاراتٍ ورموزٍ شبه او نصف مكشوفة لمفاجآتٍ ما محتملة الحدوث في هذا الصدد , وبذاتِ الصددِ ايضاً فبدا أنّ الرئيس ترامب كانَ على ادراكٍ ضمنيٍ ومسبق بأنّه يستخدم سلاحاً ذو حدّين , او يلعب لعبةً انتخابية مزدوجة وبعنايةٍ ليست فائقة .! , واتّضحَ أنّه لم يجيد اللعب بما فيه الكفاية في هذا المضمار وبمعرفته المسبقة في ذلك .! , وقد تكشّفَ علناً للإعلام ” منذ يومين ونيف ” بأنّ ترامب ناقشَ مع بعض مساعديه الأقرب خصوصية مسألة اصداره لعفوٍ عن نفسه ! ضد المخالفات الدستورية بما يتعلق بسلوكه في خوض غمار معركة الأيام الأخيرة ومداخلاتها , لكنّ تصرّفه هذا كانَ متبايناً جداً عمّا قام به الرئيس الروسي السابق ” بوريس يلتسين ” حين اجرى تفاهماتٍ خاصة مع فلاديمير بوتين لترشيحه لرئاسة روسيا مقابل تزكية العفو عن يلتسين الذي أحاطه الفساد السياسي وغير السياسي في فترة رئاسته , رغم الإختلاف الجذري للبيئة الرئاسية – السياسية في روسيا عمّا هي في الولايات المتحدة .

عملية اقتحام الكونغرس لم تنته بأنسحاب المتظاهرين – المقتحمين لمبنى ” الكابيتول ” , بل ستبدأ على المستووين القانوني والأمني ولها ما لها من تبعات , وهذه العملية هي غلطة ستراتيجية – تكتيكية اوقع ترامب نفسه فيها , فطالما دخل في هذه ” المعركة ” فكان عليه الأستمرار فيها رغم فداحتها , بدلاً من اصدار تعليماته للمقتحمين للعودة الى منازلهم .! , فلو بقي المتظاهرون داخل ابنية وقاعات الكونغرس وتحصّنوا فيه , لأرغموا الشرطة والقوات الأمنية الأخرى من الإمتناع عن اطلاق الغازات المسيلة للدموع داخل صالاتٍ وقاعاتٍ مغلقة , ولو استمروّا بالبقاء والتحصّن , لكان أن شجّعوا اعداداً كبيرةً اخرى للإلتحاق بهم , وربما جرى كسر حظر التجوال الى حدٍ ما , وهذا التمركز داخل ” الكابيتول ” كان لابدّ له من فرض واقعٍ جديد يغدو في اقلّ اعتباراته منع اعضاء مجلس النواب الأمريكي للإجتماع وعقد جلسة خاصة لحسم نتائج الأنتخابات لصالح بايدن , ولايعني ذلك ايضاً قلب المعادلة وتحويل دفّة الفوز لصالح ترامب بنسبة 100 % 100 , لكنه كان لابدّ من ظهور افرازاتٍ جديدة ليجري التعامل معها وفق معطياتٍ جديدة كلّما تضاعفت اعداد الذين سينضمّون الى رفقائهم داخل الكونغرس , وبتفويت او عرقلة انعقاد جلسة البرلمان الأخيرة التي حسمت الأمر .!

وثانيةً نشير أنّ دعوة ترامب لأنصاره بالإنسحاب والعودة الى من حيث جاؤوا , فأنّها تشكّل جزءا وحجماً حيوياً من القشّة التي قصمت ظَهر البعير الأمريكي .!

وبالصدِدِ هذا أخطأ ترامب في حساباته غير المحسوبة بدقّةٍ ” او ما يقاربها ” عمّا سيترتّب عليه مواجهته في تحميله المسؤولية القانونية والأمنية في التحريض او الدعوة غير المباشرة لإقتحام اكبر مؤسسة تشريعية في الولايات المتحدة , ولم يلعبها السيد الرئيس بكفاءة .! وقد بدت بعض تلميحات وقسمات انعكاسات ذلك منذ الآن على او عبر تصريحات بايدن , ولسوف تنمو وتتجسّم فعلياً بعد العشرين من هذا الشهر .!

منْ جانبٍ آخر , وبالرغم ممّا يجري أمام اضواء وسائل الإعلام العالمية من تأهّبٍ فوق العادة واستعداداتٍ عسكرية امريكيةٍ في المنطقة بما يوحي لقيام ترامب بعملٍ حربيٍ مفترض ضدّ اهدافٍ ايرانيةٍ محددة , او القيام بعملياتٍ مسلحة ضدّ ميليشيات وفصائلٍ عراقية , لكنّ احتمالات وفرص ذلك تتضاءل شيئاً فشيئاً أمام التفاعلات السيكولوجية للرئيس ترامب لما وعمّا قد يواجهه قريباً قبلَ او بعد مغادرته لكتبه البيضاوي في الأبيض .! , والأمرُ يحتملُ ايّ مفاجآتٍ غير مفاجئة او مفاجئة كذلك .!

أحدث المقالات