22 نوفمبر، 2024 8:34 م
Search
Close this search box.

أضاءة نقدية لأحاديث عبدالله بن عباس

أضاءة نقدية لأحاديث عبدالله بن عباس

المقدمة : ليس الغرض من هذا المقال المختصر سرد أحاديث بن عباس أو تصنيفها أو تقييمها ، أنما الغرض هو مدى العقلانية والمنطق في قبولها وأعتمادها ، وذلك لأنها تؤشر تقاطعا ( للفترة الحياتية بين رسول الأسلام وبين عبدالله بن عباس ) .
الموضوع : أولا – سنتكلم عن السيرة الذاتية ل عبدالله بن عباس ، وبأختصار (( هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي ، أبو العباس ” الحبر البحر ” ابن عم رسول الله ، وأبو الخلفاء ، أمُّه أمُّ الفضل لبابة بنت الحارث الهلاليَّة ، وُلِد وبنو هاشم بالشِّعب قبل الهجرة بثلاث سنوات ، وقيل بخمس ، والأول أرجح ، وكان له عند موت النبيِّ ثلاث عشرة سنة ، وقيل غير ذلك ؛ فعن عبد الله بن عباس قال : « قُبِضَ النبيُّ وأنا ابن عشر سنين مختون » ، وفي رواية : وأنا ابن خمس عشرة سنة )) ، ومن ألقابه المتداولة (( أبا العباس ، حبر الأمَّة وتُرجُمَان القرآن ، فعن عبد الله بن عمر : قال : « نَعَمْ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ » .. )) نقل بتصرف من موقع / قصة الأسلام . ثانيا – هناك رواية أخرى متقاطعة حول سن أبن عباس – حين وفاة رسول الأسلام (( توفي رسول الله وعمر عبدالله ابن عباس لا يتجاوز 13 سنة ، وقد روي له ” 1660 حديثا ” . كان بن عباس مقدما عند أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان ، ثم جعله علي بن أبي طالب واليا على البصرة ، وكان عمره يوم وفاة النبي محمد 14 عاماً .. / موقع المعرفة )) .
ثالثا – رُوي عن عمرو بن دينار أنّه / أي عبدالله بن عباس ، وُلد عام الهجرة ، ممّا يعني أنّه كان ابن عشرة سنوات حين وفاة النبي ، وممّا يؤيد ذلك ما رواه ابن العباس : ( مات رسولُ اللهِ ، وأنا ابنُ 10 سنينَ ) ، و رُوي أنّه وُلد قبل الهجرة بخمس سنين ، أي أنه كان ابن 15 سنة عند وفاة الرسول ، وأيّد هذا الرأي ابن كثير . واختلفت الروايات في تحديد السنة التي توفي فيها ابن العباس ، فقيل إنّها كانت في السنة الخامسة والستين للهجرة ، وقيل في السنة الثامنة والستين ، كما قيل أيضاً في السبعين ، أو الحادية والسبعين ، أو الرابعة والسبعين للهجرة . / نقل بتصرف من موقع موضوع .
رابعا – أما بالنسبة لعدد الأحاديث التي رواها عبدالله بن عباس ، فهناك رواية تخالف ما ذكر في النقطة ثانيا أعلاه / 1660 حديثا : ” فقد قال الشيخ محمد بن الشيخ علي الولوي في شرحه لهذه المنظومة المسمى ( إسعاف ذوي الوطر بشرح نظم الدرر في علم الأثر) والبحر عبد الله بن عباس المتوفى سنة 68هـ .. روى 1696 حديثاً . نقل من موقع / أسلام ويب ” .
خامسا – وفي الصفحة الرسمية للشيخ عمر الحدوشي ، يذكر عددا أخرا من الأحاديث غير ما ذكر في أعلاه ! (( أن عبدُ الله بنُ عباس بحرُ الأمة وحبرُها ، المتوفى سنة : (68هـ ، عن:71) ، روى 1170 حديثاً )) . سادسا – وفي موقع / دار الأفتاء المصرية ، يورد رواية أخرى لعدد الأحاديث المروية عن عبدالله بن عباس ، تختلف عما سبق ذكره ! (( وقد عَدَّ العلماء أحاديثه التي رواها عن النبي حوالي أكثر من 1600 حديث ، فكان من المكثرين من الصحابة في رواية الحديث ، وكان أكثرهم إفتاء ، وقد أشار إليه الإمام السيوطي في منظومته ولقَّبه بالبحر )) .

الأضاءة : 1 . بعيدا عن ألقاب عبدالله بن عباس – كونه حبر الأمة و ترجمان القرآن و الحبر البحر وغيرها ، التي يهتم بها شيوخ الأسلام ، دون المحاور المهمة في سيرته الشخصية ! ، وهي محوري تولده و وفاته ، التي أختلف بها مؤرخي الأسلام ، فولادته وفق المصادر أعلاه تؤشر ان سنه حين وفاة الرسول كان بين 10 – 15 سنة ، وشخصيا أرجح 10 سنين ، وذلك وفقا لروايته الشخصية حيث قال : ( مات رسولُ اللهِ ، وأنا ابنُ 10 سنينَ ) ، أما وفاته التي هي بين 65 – 74 للهجرة ، فهي لا تشكل نفس أهمية ولادته ! . أذن نحن أمام سيرة ضبابية مجهولة البداية وغير معروفة النهاية ! . 2 . ولو رجعنا الى سيرة رسول الأسلام الذي ” ولد سنة 53 قبل الهجرة و توفى سنة 11 هجرية . نقل من موقع / المرسال ” ، يتبين لنا أن بن عباس تشترك مسيرته الحياتية ورسول الأسلام ب ” 10 سنين ” ، فقط لا غير ! . 3 . ثم لو ربطنا الأمر أعلاه بعدد الأحاديث المروية عن رسول الأسلام نقلا عن بن عباس ، حيث نلاحظ أيضا أنها غير محددة ! ، فهي بين 1170 حديثا الى 1696 حديثا – وفق ما جاء في أعلاه ، وهذا يؤشر الى أشكالية كبيرة ، فكيف لرجل محوري ومهم في الأسلام / وصف بحبر الأمة ، لا تعرف عدد أحاديثه المروية عن رسول الأسلام ! . 4 . والنقطة الأهم : هل من المنطق أن طفلا يروي هكذا عددا من الأحاديث ! ، وهذا يجرنا الى نقطة أهم : متى بدأ بن عباس برواية أحاديث الرسول التي بلغت المئات ، فليس من المعقول أنها رويت كلها وبن عباس بسن العشر سنين ! – أي سنة وفاة الرسول ! ، لأن المنطق يقول أن هكذا عدد من الأحاديث لم تروى في سنة واحدة ! ، أكيد أنها بدأت قبل عدة سنوات ! ، ولنقل أنه أستمرت 4 سنين مثلا ، فهل من المنطق أن بن عباس روى أحاديث الرسول من عمر 6 سنين لغاية 10 سنين وقت وفاة الرسول ! . 5 . ولو فرضنا جدلا ، انه روى الأحاديث حين شب ، فهل من المعقول أن طفلا يحفظ هكذا عدد من الأحاديث ! ليرويها في كبره وبلوغه سن الشباب ! ، وهل من الممكن لطفل أن يرافق رسول الأسلام في حياته الخاصة ، وفي غزواته ، وفي مجالسه ، وفي مسيرته الدعوية ! ، كل هذه مجرد تساؤلات لا يمكن الأجابة عليها . 6 . تذهب أحاديث شيوخ الأسلام لحالة من الغيبيات ، في وصف سيرة بن عباس – وذلك عندما ترغب الشيوخ في تعظيم أحد الأفراد ، فهناك رواية تذكر رؤية عبدالله بن عباس للوحي جبريل ( كنت مع أبي عند النبي وعنده رجل يناجيه ، فقال العباس : ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني ؟ فقلت : إنه كان عنده رجل يناجيه . قال : أوكان عنده أحد ؟ قلت : نعم . فرجع إليه ، فقال : يا رسول الله هل كان عندك أحد ; فإن عبد الله أخبرني أنه كان عندك رجل تناجيه ؟ قال : هل رأيته يا عبد الله ؟ قلت : نعم . قال : ذاك جبريل ) نقل من https://mqalaat.com و https://ur.wikipedia.org . * وهنا يوجد تساؤل هل الوحي مرئي أم لا ! ، وهل الوحي يكلم رسول الأسلام وفي مجلسه أناس ! ، وهل ضيوف رسول الأسلام يشاهدون وحي الرسول ! .

كلمة : أذا كانت بعض أحاديث رسول الأسلام ، مصدرها أطفال دون سن الأدراك – ك عبدالله بن عباس ، فهذه كارثة عقائدية .. ولكن هذا هو نهج كهنة الأسلام ، الذين لديهم عقدة ” فقه تضخيم الفرد ” على حساب الحقيقة ، لأنهم هم الذين يسوقون لهكذا أحاديث ! ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، هل كان عبدالله بن عباس ” بالغا راشدا ” ، يفرق الصالح عن الطالح ، عند نقله أحاديثا عن رسول الأسلام ، حيث ورد في موقع / موضوع ، حول سن الرشد – وفق العقيدة الأسلامية ، أنقله بأختصار وتصرف فيما يلي ( والرُشد في الإسلام يعني التكليف ومسؤوليّة الإنسان عن أفعاله وأعماله .. والرشد بمعنى الهداية إلى الحق ، فالإنسان الراشد يتبع طريق الحق والهداية ، ويُميز بين الحق والباطل ) . وأخيرا أقول : أن شيوخ الأسلام يتحكمون بأدوات التصويب والتحديث لمفاهيم ماضوية لا يمكن أن تنهض بها أي أمة ، وأيضا أن شيوخ الأسلام يؤمنون بأحتكار كل الحقيقة وكامل الحق ، وقد نصبوا أنفسهم / بذات الوقت ، وكلاء في أتخاذ القرارات المصيرية عن المسلمين ، لذا أصبحت أمة الأسلام تجهل مصيرها ! .. أن شيوخ الأسلام يعلمون الحقيقة / ويعلمون مدى خطورتها على الأيمان ، ولكنهم ينقلون ما يتفق ورؤيتهم للعقيدة والدين لشعب مغلوب على أمره ! .

أحدث المقالات