نسبة للإمام الصوفي (السيد أحمد الرفاعي )، والموجود ضريحه المقدّس شرق قضاء تابع إداريا لمحافظة ذي قار وتبعد بحوالي 300 كم جنوب العاصمة العراقية بغداد ، و 80 كم شمال مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، سميت مدينة الرفاعي.. بعد أن كانت تسمى سابقا “الكرادي”.. وهنالك مثل عراقي قديم يقول: “كلها تضرب بجلد الرفاعي” إستهجاناً من الذين يضربون الأسياخ بأجسادهم لكنها بالحقيقة بجلد الرفاعي .
عام الفين وأحد عشر، وفي ذكرى الإنسحاب الأمريكي من العراق، التصق بي أحد مراسلي “قناة الحرة” الأمريكية، في البداية رفضت الحديث متذرعاً أنه ليس لدي وقت، وبعد الإلحاح الشديد قبلت، وكانت كلماتي شديدة منفعلة، لأنني ذكرت حقائق لا يعرفها سوى المتطلعون على الواقع، فقلت له، ومن قال أن هنالك إنسحاب حقيقي؟ بدليل القواعد التي أنشأتها أمريكا في العراق، وأسراب الطائرات التي تجوب الأجواء دون رقيب! ومهما حاول السياسيين التذرع، فلن يلغي ذلك الحقيقة، ولم يرى ذلك اللقاء النور مطلقا..
من يراقب الوضع بالعراق، منذ سقوط النظام البائد ليومنا، يلاحظ أنه لم يستقر كأنه سفينة بقلب عاصفة هوجاء.. بدءاً بالقاعدة والطائفية والتعطيل المتعمد للمشاريع، إنتهاء بداعش والتداعيات نتيجة التدخل الأمريكي والإقليمي، مع مشاكل الإقليم الذي يتصرف وكأنه دولة مستقلة.. ويكمل ذلك تدخل السفارة الأمريكية السافر.. كل ذلك أوصلنا اليوم لمرحلة لا يعلم كيف ستؤول الأمور بنهايتها إلا الخالق.. وخصوصا الأزمة المالية الأخيرة المفتعلة التي أثقلت كاهل الدولة العراقية .
التدخل الخليجي واضح وأكثر من دولة بذلت جهداً كبيراً، وأكثر بكثير مما نتوقعه فتدخلت بكل المفاصل، من خلال الأموال المغدقة، التي وصلت حداً لا يمكن السكوت عنه، يرافقها صمت حكومي! الإنتحاريين الذين فجروا أجسادهم العفنة في الأسواق العراقية، وصل عددهم الى خمسة آلاف إنتحاري متنوعي الجنسيات، حيث إستدعوا كل اليائسين من حياتهم، ليضمن لهم عوران المملكة الوهابية الجنّة المجانية لدين عبد الوهاب المنحرف، الذي حلل كل المحرمات، ليختموها بفتوى جهاد النكاح سيئة الصيت .
ميناء الفاو المتنفس الوحيد المطل على البحر، بعد أن منح النظام البعثي خور عبدالله للكويت.. وقد تسربت أخبار بتورط بعض الساسة وقبضهم أموالا من دول، التي لا زالت تمتص خيراتنا وتنافس العراق اليوم حول ميناء الفاو، وتحاول بشتى الطرق تعطيل بناءه، لتحرم العراق من فرصة طريق الحرير، الذي تتبناه دولة الصين، والتي قدمت تسهيلات من الغباء عدم إستغلالها، وجعل العراق بوابة أوربا .
كل المحاولات التي تدخلت بها تلك الدول جاءت بنتائج وقد أثرت سلباً على المواطن العراقي، وأوقفت كل المشاريع التي كنّا نتمنى بنائها، من خلال الميزانيات الإنفجارية للمردودات النفطية، مع تصاعد أسعار البترول في حينها، لكن باءت أماني الناس بالفشل، وسُرقت الأموال بتغطية من الجانب الأمريكي، الذي يقبض هو الآخر جراء حماية الأجواء المفتوحة، والتي مكنت العدو الإسرائيلي من خرق الأجواء فقصفت الحشد الشعبي ومقراته لمرات عديدة، هذا الحشد الذي أنهى أسطورة داعش الصنيعة الأمريكية .
حادثة المطار وإستهداف قيادي عراقي مع ضيفه في منطقة محرمة دولياً، إعتداء سافر يجب أن لا يمر مرور الكرام، وأن وجود القوات الأمريكية حسب التصريحات عامل مساعد، يتصرف حسب طلب الحكومة، ولا يعمل بمفرده.. ونظرا لتكرار الإعتداءات الأمريكية، صوّت البرلمان على إخراج تلك القوات، لكن الصمت الحكومي يبعث على الحيرة، بل والأغرب أن الخارجية العراقية لم تقدم شكوى دولية للعمل الإجرامي لتلك الحادثة والتي سبقتها، وها قد مرت سنة كاملة والوضع كما هو عليه، نتيجة التعنت الأمريكي، وربما هذا سيقود لحراك لا يخلوا من الدم .
الحكومات المتعاقبة التي إستلمت زمام الأمور، التي بدأت من حكومة علاوي، إنتهاء بالكاظمي الذي حيّر العراقيين بتصرفاته، وتبعث على التساؤل حول إدارة الدولة، حيث بدأها بزيارات مكوكية وعقد إتفاقات ليست من صميم عمله، فيفترض وجوده بغرض السيطرة وإستتباب الأمن لحين الإنتخابات، التي من المرجح إقامتها في الربع الأول من عام الفين وواحد وعشرين، والخطوة التي حيرت العراقيين أكثر تجميد حكومته لإتفاقية الصين، وبناء ميناء الفاو وربط طريق الحرير .
الخاسر الوحيد في خضم هذه الأحداث، هو المواطن العراقي حصراً، وتبقى الأموال هدراً وسرقة، بفضل التخبط الحكومي الذي يحتاج الى ضبط البوصلة، من رجل صاحب قرار لبناء الدولة..
طالما بقي الإحتلال جاثم على صدر العراق فلن تقوم لنا قائمة، وبالتالي فخيار السلاح وضرب كل ما من شأنه يخص المصالح الأمريكية أمر غير مستبعد، والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت سيما أننا دخلنا بعام جديد، وسيستلم رئاسة الولايات المتحدة رئيس جديد، وإيران قد بدأت تخصيب اليورانيوم، ويبدوا أن الكل تضرب بجلد الرفاعي .