من المؤلم حقا ان يتحدث مسؤول كبير في السلطة التنفيذية عن الفساد وسبل مكافحته وهو الفساد قد عشعش فيه من أغمس قدميه حتى قمة رأسه وفي مفاصل السلطة التنفيذية الذي ينتمي إليها.
ومن المؤلم حقا ان يخرج عضو في البرلمان العراقي الذي كان من المفروض ان يكون صوت الشعب الناطق تحت قبة البرلمان ويمثل السلطة التشريعية في الدولة يتحدث عن الفساد وعن تحميل الموظف والمتقاعد الإصلاء مسؤولية الإنهيار المفتعل ونضع خط تحت كلمة المفتعل في سعر صرف الدينار والمبالغ الضخمة لرواتب الموظفين مما يوجب على الدولة تخفيض رواتبهم كجزء من الحل للخروج من الازمة المالية المفتعلة ونضع خطين تحت كلمة المفتعلة هنا ايضا.
نقول هنا الموظف والمتقاعد الأصلاء لأن نظام الحكم بعد 2003 أوجد قناة أو قنوات أخرى يحملون صفة موظف وهم غير مشموليين بقانون الخدمة المدنية وجدول الرواتب المرفق معه،
وهناك ايضا قنوات أخرى يطلق عليهم صفة متقاعد ولكنهم لا ينطبق عليهم قانون التقاعد الموحد رقم 14 لسنة 2014 إنما مرتباتهم تدفع من الناتج القومي للبلد وسوف اطلق على هذا النوع من الموظفيين والمتقاعدين، الموظف الهجين والمتقاعد الهجين.
هذا النائب او النواب الذين يجلسون تحت قبة البرلمان التي نطلق عليها قبة تشريع وتقنين الفساد بقوانين ما انزل الله بها من سلطان ولم تشهد البشرية مثيلا منها عبر التاريخ الانساني أجمع لذلك عندما يصنف البرلمان العراقي على انه افسد مؤسسة تشريعية في التاريخ، لم يأتي ذلك من فراغ وإنما كل ركن من اركان البرلمان وكل زاوية من زواياه وكل قطعة أثاث فيه تشهد بفسادكم وكل ركن فيه يشهد بتوظيفكم البرلمان من اجل الحصول على مكاسب شخصية لتجعلكم إثرياء ومزيد من الثراء في غفلة من الزمن الأغبر الذي نعيشة على حساب الجياع في بلدكم هذا اذا كنتم تعتبرون العراق بلدكم ولو إني أشك في ذلك…تصرفاتكم هذه جعل الشعب ينبذكم ويلعنكم بكافة طبقاته.
يا سادتي قبل أن تتكلمون عن الفساد خارج منطقتكم المحصنة في الخضراء عليكم أولا تطهير الخضراء من فسادكم ولعلكم سمعتم “اشك في ذلك لان بعضكم لا يميز بين الشعر والآيات القرآنية وربما بعضكم أصلا لا يجيد القراءة” قول شاعر البصرة الكبير وواليها أبو الاسود الدؤلي عندما يقول:
يأيها الرجلُ المعلّمُ غيرَه……هلاّ لنفسك كان ذا التعليمُ
ونراك تُصلح بالرشاد عقولنا……أبدًا وأنت من الرشاد عديمُ
ابدأ بنفسك فانهَها عن غَيِّها……فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يُقبل ما تقول ويُهتدَى……بالقول منك، وينفع التعليمُ
لا تنهَ عن خلُقٍ وتأتيَ مثلَه……عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
عليه فإن لقلقتكم عبر الفضائيات عن الفساد كل ليلة لا قيمة له عند الشعب العراقي وحملكم لملفات الفساد تتنقلون بها بين الفضائيات وانتم ايديكم منغمسة حتى النخاع في الفساد يثير الإشمئزاز والضحك في نفس الوقت…
صدقوني إن الشعب العراقي المظلوم يلعنكم ويرفع يديه للسماء بالدعاء عليكم…إن مثلكم ومع الاسف أقول ذلك كمثل عاهر تخرج على شاشات التلفزة تتحدث عن العفة والشرف والاخلاق الرفيعة.
نصيحة مني لو تبقون في منطقتكم الخضراء وتحت قبة كوخ الفساد المسمى بالبرلمان أفضل كثيرا لكم بدلا من التنقل عبر الفضائيات تتحدثون عن الفساد والفساد ينخر بكم حتى حولكم إلى هياكل عظمية فاسدة…
الفساد ياسادتي يغلفكم من جميع الجهات فعليكم قبل الهرورة نحو الفضائيات للحديث عن الفساد، معالجة فسادكم اولا ليكون لحديثكم أكثر مصداقية…
إن كوخ الفساد الذي تستظلون داخلة ومنطقتكم الخضراء قد فاحت الرواح النتنة منه ومنها، اغلب العمليات المشبوهة من كمشنات وتهريب عملة ونهب المال العام والمساومات وغيرها الكثير الكثير من ممارسات عهركم السياسي والذي تتحدثون عنه في فضائياتكم الصفراء تجري خلال منطقتكم هذه لقد فاحت روائحكم النتنة وغطت بغداد والعراق الكل يتحدث عنها اصبح فسادكم مضربا للأمثال وتخطت روائحكم لتشمل العالم اجمع الكثير من المنظمات الدولية تصنف فسادكم إنه لا مثيل له حتى نبيكم الأثول ترامب يتحدث عن روائحكم النتنة.
لا نحتاج إلى اقوالكم لأننا لا نصدقها ولكن نريد أفعالكم التي تصب في مصلحة الشعب العراقي وتزيح جانب من روائحكم النتنة، وسوف إشير هنا إلى مفردة واحدة من فسادكم وهي غيض من فيض على شارع الفساد وهذه المفردة هي:
المعروف والمعمول به في أغلب دول العالم إن لم يكن جميعها أنه عند وضع سلم رواتب موظفي الدولة يكون الفارق بين أقل راتب يتقاضاه الموظف في تلك الدولة وأعلى راتب “كأن يكون راتب رئيس الجمهورية” يتراوح بين عشرة أضعاف إلى عشرين ضعف حسب ثراء أو فقر تلك الدولة، وهذه المعادلة تحافظ على العدالة الاجتماعية في المجتمع ومعمول به في دول العالم.
أما في العراق وبسبب قوانين الفساد التي تم تشريعها في البرلمان نجد إن راتب اقل موظف في العراق 300 الف دينار، لذلك إستنادا للمعادلة أعلاه فيجب أن يكون راتب رئيس الجمهورية بين 3 إلى 6 مليون دينار فقط دون زيادة دينار واحد ,إذا رغبتم زيادة راتب رئيس الجمهورية فعليكم إعادة النظر بإقل راتب وبالتالي جدول الرواتب لجميع الموظفين لكي نحافظ على عدالة التوزيع ومستوى معيشة أفضل لجميع أبناء الشعب العراقي، والمحافظة على القدرة الشرائية.
لكن ماذا نجد في العراق إن راتب رئيس الجمهورية 90 مليون دينار عدا المخصصات الاخرى وهي كثيرة جدا، أي إن راتب رئيس الجمهورية يعادل 300 ضعف أقل راتب يتقاضاه موظف في الدولة العراقية…
بربكم رئيس الجمهورية موظف في السلطة التنفيذية وعامل التنظيف موظف في السلطة التنفيذية هل يجوز أن يكون راتب رئيس الجمهورية 300 ضعف ما يتقاضاه أقل موظف..وهذا الكلام ينسحب على رئيس الوزراء والوزراء والنواب والوكلاء والدرجات الخاصة والمستشارين وغيرهم وعلى المتقاعدين منهم.
بربكم وبضميركم عندما جلستم تحت قبة البرلمان وشرعتم قانون يجعل الفارق بين أقل راتب وأعلى راتب 300 ضعف على أقل تقدير، على أي مسطرة تم وضع هذا القياس لا أحد يقول إنها قوانين شرعت في دورات سابقة، نقول لكم كان يمكنكم تغيرها ولم تفعلوا…هل امتلاككم لسلطة التشريع يبيح لكم ذلك…
لا يمكن وضع تصرفاتكم هذه لا على مقياس أخلاقي ولا إنساني ولا أدبي..صدقوني إن كل دينار يدخل جيوبكم خارج المعادلة أعلاه هو سحت حرام مقنن بقانون انتم شرعتموه وهو باطل على المقياس الانساني وعلى بقية المقاييس…
هذه مفردة بسيطة فقط لذلك نقول لكم عالجوا فسادكم أولا داخل المنطقة الخضراء عندها سوف تجدون هناك مليارات قد فاضت ولا تحتاجون لا إلى فرض ضريبة على رواتب الموظفين أو المتقاعدين ولا تخفيض سعر صرف الدينار ولكنكم صم بكم لا تفقهون قولا. قال الله سبحانه وتعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ” سورة الصف 2،3