وكالات : كتابات – بغداد :
شهدت سماء مدينة “الفلوجة”، بمحافظة “الأنبار”، صباح اليوم الإثنين، طلعات جوية عسكرية مكثفة، وقيام الطائرات باختراق حاجز الصوت؛ ما تسبب الخوف والهلع بين سكان المدينة، فيما أعرب البعض عن استيائه من هذا الإجراء الذي لم يتم إبلاغ الأهالي به مسبقًا.
وذكر مراسل وكالة (شفق نيوز)، أن حالة من الخوف والقلق أنتابت أغلب أهالي “الفلوجة”، وأعادت لهم ذكريات معركتي الفلوجة الأولى والثانية، 2003 و2004.
وبّين المراسل؛ أن طائرات مقاتلات عراقية حلقت في سماء المدينة، بارتفاع منخفض وخرقت حاجز الصوت عدة مرات فوق الأحياء السكنية، ما أدى إلى ردود فعل غاضبة وأسهمت بخلق شائعات وتكهنات عن أن سبب الطيران؛ هو وجود تهديد إرهابي أو عملية عسكرية، قبل أن تصدر توضيحات غير رسمية بأن الأمر لا يعدو كونه تدريبًا على الاستعراض العسكري بمناسبة عيد الجيش.
وقال المواطن، “أحمد عبدالستار”، إن ما حدث يمكن اعتباره: “استهانة بالناس”، فعمل استعراض فوق مدينة فيها نصف مليون نسمة وخرق حاجز الصوت وإثارة الفزع، أمر لا يمكن قبوله.
وأشار إلى أن الجهات المعنية كان عليها إبلاغ الأهالي بذلك مسبقًا، و”الفلوجة” مدينة مؤهولة بالسكان، لافتًا إلى أن أكثر من نصف مساحة “الأنبار” عبارة عن صحراء خالية يمكن إجراء الاستعراضات الجوية فيها.
من جهتها، قالت “فاطمة المحمدي”، وهي معلمة في مدرسة بـ”الفلوجة”، إن: “الطيران ذكرنا بمعارك الفلوجة؛ عندما كانت الطائرات الأميركية تدك المدينة على أهلها”.
وأضافت: “تلك ذكريات سيئة وحزينة؛ وكان على الجيش أن يراعي مشاعر سكان المدن المحررة، فهم ما زالوا يعانون من أصوات المعارك في رؤوسهم وينشدون الراحة”.
ومما زاد الاضطراب أن المسؤولين المحليين في المدينة أنفسهم؛ لم يكن أي منهم على علم بما يجري أو سبب هذا الطيران ما سمح لمروجي الشائعات باستغلال الإرباك لرسم وسرد أخبار كاذبة حولها.
مصدر أمني مسؤول في قيادة عمليات “الأنبار”، لوكالة (شفق نيوز)؛ أكد: “لا نملك أي معلومات حول عملية الطيران هذه، وهي لا تعود لقوات الجيش العراقي، فضلاً عن أن الطائرات التي نملكها ليست بالمستوى المطلوب لتتمكن من اختراق حاجز الصوت، أو الهبوط إلى هذا الحد”.
وأضاف المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه: “لم يتم إبلاغ قوات الجيش بالتحليق، ولا نعلم أن كان الطيران عراقيًا أو لا”.