أللهم اجعل هذا النفط ماءاً يغسل الوجوه ويروي العطاشى من العراقيين….اللهم اجعله عديم اللون والطعم والرائحة وارفع عنا لعنة ان يكون (نفطنا لنا) لنرُيح ونستريح بعد ان ضاع منا الولد والبلد في حصار وحروب احترق فيها الأخضر واليابس، وفي زمن كنا نظن فيه ان الأيام القادمات ستغدق علينا بالراحة والثروة والمال وبضع خطوات في الصحراء نبني لأطفالنا مأوى يضلله سقفٌ أو هكذا يكون.. لكنها ظلت أحلام ومجرد أمنيات لم تتعدى ذلك.
سنين تتلوها سنين.. هرم فيها صغيرنا ونحن نأمل أو هكذا كنا نعتقد أن يغير هذا النفط حالنا ويجعلنا أفضل كأخوان وجيران لنا مسّهم الثراء (وعاشوا عيشة سعيدة) لنصبح بعد ذلك كمن ضيّع حابله بنابله.
اللهم اجعل هذا النفط ماءاً على الأقل ليشربه العراقيين بدل الماء الملوث الذي يملئ البطون ويشربه صغارنا وكبارنا وهم صاغرون. ربنا لانريد هذه النعمة فدهرنا وأيامنا أثبتت أنها نقمة علينا أحرقت اولادنا وشعبنا… ترى من الذي يخبرنا ما الذي اقترفناه نحن وآبائنا وأجدادنا لنولد هكذا عرايا ومساكين نستحق الهبات من الذين كانوا في يوم ما يستحقون ما يقدم لهم من الصدقات ونحن نسبح في بحار ما يسمى (النفط). فهل هي دعوات الأولياء أم صرخات الشهداء أم لعنة اللعناء.
وخلاصة القول ان نفطنا المزعوم لم يكن لنا في يوم من الأيام بل كان خيراً لغيرنا فأزددنا فقراً وجوعاً وأزداد غيرنا ثراءً وفحشاً فضعنا وضاعت معنا الأحلام.
فيا أيها العراقيون المساكين ادعوا معي أن يكون هذا النفط ماءاً فهو لعنة الدهر الذي خدعنا بأننا قوم مال ونفوذ.. اتركوا هذه الخدعة وأبحثوا عن السعادة في مكان آخر… ولهذا أقول لكم أللهم اجعل نفطنا ماءاً …..آمين..