انتهت سنة 2020 رغم عنادها وخشونتها وقسوتها وشرورها، رحلت غير مأسوف عليها، وهي عندي سنة شؤم حيث كانت “كورونا” علامتها السوداء.. وعلى اعتاب السنة الجديدة 2021 اسمح لنفسي بالتغريد خارج المألوف بقولي المشحون بشباب آفل، دخل، رغما عنه كهف الشيخوخة : أتمني لكل القلوب أن تخفق بالحب.. فالذات التي تعيش الحب، تكون مفعمة بالأمل في كل شيء في اليوم والغد والمستقبل، وفقدان الحب، هو فقدان للحياة، واعني في الحب، ان يكون المرء متفهما لدنياه وايامه ومحيطه وظروف وطنه، ويمتلك رؤى حياتية بسعة فجر الصباح.
ايماني كبير، بان الإنسان المحب، ليس لقلبه حدود، وبمقدوره أن يعامل الصلاح بالصلاح ويعامل الطالح بالصلاح أيضا، وعلى يقين بحاجتنا إلى الأمانة العقلية والى انتزاع الحق من جوف الأشياء.. وكلما كان الإدراك أعمق، كان تفسيره أصعب، وكلما تعمق إحساسنا بالأشياء، كان تحليلنا أقرب إلى المنطق، وتعلمت ان كلمات الحق، تخنق “الآخرين” وكلمات المجاملة، هي الزيف بعينه.. وترسخت عندي القناعة بأن الرجال المحبين لا يخاصمون ولا يجادلون، وإنني كثيرا، ما وجدتُ نبتة طيبة في أرض “سبخة ” وأيضا وجدت نبتة فاسدة في ارض “طيبة ” والإنسان الذكي لا يركض وراء سراب يلمع في صحراء المخيلة.. فالحب يمنح الإنسان المنعة.. والكره يمنحه الامتعاض والتعاسة، وان النصيحة الطيبة، الصادقة… لا ثمن لها .
مع قدوم السنة الجديدة، اشعر ان وطننا، العراق الماسك بشراييننا، مثل المعشوقة، كلما نأينا عنها، سكنتنا، فاستوطنتنا واستحوذت على أرواحنا، وليس هناك بطولة أكثر من أن يمسك المرء، جمرة نار عشقه للوطن، بيديه غير آبه بالألم.. وياله من ألم.!
اعلم، ان كثيرين مرّوا في حياتك في السنة المنصرمة، مثلما مرّ كثيرون في حياتي، وأجزم ان الذاكرة الجمعية الانسانية لا تحتفظ إلاّ بمن هم كرماء، بلا تبجح، فمن لا يملك ان يكون كريما، لا يستحق ان يكون انساناً، فالإنسان بلا كرم ذاتي، كشجرة لا جذور لها ولا فروع ولا ثمار..
وكلي، أمل ان تكون السنة الجديدة، ملآى بضياء الخيرات والبركة المستدامة، فأبناء الوطن هم الذين يفرشون الأفق أمامنا.