ناجي العلي ..
تمنيتك – ايها الريشة الفلسطينية المقاتلة – لم ترحل قبل ان تشهد ما يحدث في الساحة العربية الان .
تمنيتك باقيا لتتأمل ما يدور ثم لك الخيار في البقاء او الرحيل بصحبة طفلك الحكيم ( حنظلة) فالامر لا يتحمل التأجيل يا وارث الحزن من اعصاب النكبة عام 1948 بعد ان غادرت قريتك صبيا , موشوما بوجع غريب وحلاوة طفولية مبهمة , محملا بسلال من الافكار الغاضبة وبجبل من التساؤلات الغامضة : لماذا ؟!
ناجي العلي
يا شاعر الخطوط .. الفلسطيني الذي اعتصره هم الوطن وحزن القضية . فمات مخنوقا بصوت الاحتجاج و مرارة الوعود الكاذبة !
ناجي العلي ..
ايها العقل الذي اعتقلته سكاكين الغدر الصهيوني لتجتث الفكرة لكنها لم تجتث رائحة الزيتون والليمون وطعم ( الصبار) والزعتر .
ناجي العلي ..
ايها الريشة التي منحتنا الطفل الشرعي ( حنظلة) ليحرك في دواخلنا حكمة الحكماء , ودهاء الدهاة , فعاش في بيتنا وهو الذي لا يعدو كونه الا صورة على الورق .
ناجي العلي ..
ما الذي يقوله حكيمك ( حنظلة) وهو يرى بعض الرؤوس العربية المتفرجة على وجع القضية , وما الذي يفهمه هذا الحكيم وهو يتأمل السكين العربية وهي تستل في الخفاء لتطعن الثورة والقضية ؟ .
مالذي يعلنه هذا الحكيم الواضع يديه دوما وراء ظهره , متأملا التطبيع الاخير من الاخوة العرب وهم يعلنون فتح سفارات اسرائيل في قلب عواصمهم . قل لي ايها المتمرد على الاخطاء ناجي العلي , اما كان اجدر بك ان تؤجل ميتتك لترى العجب العجاب , فترسم ما لم ترسمه في حياتك ابدا , ومالم يخطر لك على بال , والا فكيف ستصور حنظلة وفي اي وضع سيكون وهو يرى النظام البحريني والاماراتي والسوداني والمغربي يتراكضون للتطبيع بحجة السلام , تصور يا ناجي يبحثون عن السلام مع من سرق الاقصى وقتلة الاطفال ؟! .
اخبرني يا ناجي العلي .. هل حنظلة الى جانبك ليسمع بقية ما في القائمة التي ستدخل في خانة ( الخيانة العضمى ) لكي يتأمل ويحكم ؟ ولكن لا تدعه يضع يديه وراء ظهره هذه المرة !