في ذكرى “سليماني” .. تحركات أميركية وإيرانية مضادة .. هل اقتربت الحرب على “مسرح” العراق ؟

في ذكرى “سليماني” .. تحركات أميركية وإيرانية مضادة .. هل اقتربت الحرب على “مسرح” العراق ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن الأمر بات وشيكًا؛ أم أنها مجرد تهديدات وتصريحات لا فعل لها، إلا أن كلا الجانبين يشير بأصابع الشك والاتهام نحو الآخر، فقد حذر وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، من أن إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، “دونالد ترامب”، قد تتخذ خطوات استفزازية في أراضي “العراق”، بهدف إفتعال ذريعة لشن حرب على “الجمهورية الإسلامية”.

وكتب “ظريف”، على حسابه في (تويتر)، أمس الخميس، أن “ترامب” وأنصاره؛ بدلاً من التركيز على محاربة جائحة فيروس (كورونا) في الولايات المتحدة، ينفقون المليارات على تنفيذ طلعات لقاذفات (بي-52) الإستراتيجية النووية؛ و”إرسال أساطيل” إلى الشرق الأوسط.

وتابع: “تُشير تقارير استخباراتية من العراق إلى وجود مؤامرة تهدف إلى إفتعال ذريعة للحرب. إيران لا تسعى إلى الحرب، لكنها ستدافع بشكل علني ومباشر عن مواطنيها ومصالحها الأمنية والحيوية”.

استعداد لهجوم محتمل..

مقابل ذلك؛ كشف مسؤول عسكري في (البنتاغون)، لصحيفة الـ (واشنطن بوست)؛ أن القوات الأميركية في المنطقة تستعد لهجوم محتمل ووشيك قد يستهدفها في “العراق”، وذلك قبل أيام من الذكرى السنوية الأولى لعملية تصفية قائد (فيلق القدس)، في “الحرس الثوري” الإيراني، “قاسم سليماني”.

ويأتي كلام المسؤول، الذي لم يكشف عن اسمه، في وقت أعلن فيه (البنتاغون) عن إرسال قاذفتين جويتين من طراز (بي-52) في مهمة خاصة إلى الشرق الأوسط، استغرقت 30 ساعة طيران، إنطلاقًا من قاعدة “مينوت” الجوية في ولاية “نورث داكوتا”، وذلك في مسعى – وكما قال (البنتاغون) للصحافيين – لإظهار قوة الردع الأميركية ضد “إيران” في المنطقة.

لقاءات بين قيادات ونقل أسلحة..

ونقلت الصحيفة الأميركية، عن مسؤول رفيع آخر في (البنتاغون)؛ أن معلومات استخباراتية أميركية كشفت ورصدت قادة ميليشيات عراقية، مدعومة من “إيران”، في لقاء قيادات من قوة (فيلق القدس) في “بغداد”، وأن “كميات أسلحة نظامية متقدمة” عبرت الحدود الإيرانية باتجاه الداخل العراقي.

وأوردت الصحيفة، نقلاً عن المسؤول ذاته؛ أن: “التهديد المحدق جدي للغاية” و”مقلق” كثيرًا.

وكان بيان لـ (البنتاغون) قد نقل تصريحًا لقائد القيادة الوسطى الأميركية، الجنرال “كينيث ماكينزي”، بأن الولايات المتحدة تواصل تحريك قدرات قتالية جاهزة إلى المنطقة لردع أي اعتداء ولإظهار أن “واشنطن” مستعدة للرد على أي هجوم موجه ضدّ مصالح أميركية.

انقسام بين مسؤولي “البنتاغون” !

وفي السياق ذاته، أكدت شبكة (سي. إن. إن) الأميركية؛ وجود انقسام بين المسؤولين في (البنتاغون) بشأن خطر شن هجمات محتملة من قِبل “إيران” وحلفائها الإقليميين، قبيل ذكرى اغتيال قائد (فيلق القدس)، “قاسم سليماني”.

ونقلت الشبكة، في تقرير نشرته أمس الخميس؛ عن مسؤول رفيع المستوى في (البنتاغون)؛ قوله إن الخطر الذي تُشكله “إيران” بلغ الآن أرفع مستوى منذ اغتيال “سليماني”.

وأشار مسؤولون في (البنتاغون)، لـ (سي. إن. إن)؛ إلى وجود تقارير استخباراتية جديدة مفادها أن “إيران” والفصائل المتحالفة معها في “العراق”؛ قد تخطط لشن هجمات على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، وتشمل هذه الاستعدادات نقل “طهران” صواريخ (باليستية) قصيرة المدى إلى البلد المجاور، ما دفع “واشنطن” إلى نشر قوات إضافية في المنطقة.

المخاوف من التهديد الإيراني مبالغ فيها !

في المقابل، أبدى مسؤولون آخرون في (البنتاغون)، للشبكة الأميركية؛ قناعتهم بأن المخاوف المتعلقة بالتهديد الإيراني المزعوم مبالغ فيها.

وأكد مسؤؤل رفيع المستوى ثان في “وزارة الدفاع”، وهو منخرط مباشرة في المناقشات بشأن الموضوع، غياب أي معلومات استخباراتية تُشير إلى أن هجومًا من قِبل “إيران” قد يكون وشيكًا.

وذكر مسؤول دفاعي آخر، لـ (سي. إن. إن)؛ أن رئيس الأركان المشتركة في الجيش الأميركي، “مارك ميلي”، يتابع الوضع بعناية مكثفة، موضحًا: “العسكريون لا يعتقدون أن هناك خطر هجمات وشيك، لكنهم يتخذون كافة الاستعدادات لضمان ردع إيران وحماية القوات الأميركية”.

في الوقت نفسه، أكد المسؤول الرفيع الثاني أن قرار وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، “كريستوفر ميلر”، أمس، إخراج حاملة الطائرات، (نيميتز)؛ من الخليج جاء على الرغم من مطالب قائد القيادة المركزية، “كينيث ماكينزي”، بتمديد مهمة السفينة في المنطقة.

استعراض عضلات..

ووصف المسؤولون، التحركات العسكرية الأخيرة في المنطقة؛ بأنها: “استعراض عضلات” يهدف إلى تحذير “طهران” من اتخاذ أي إجراءات عدائية ضد القوات الأميركية في المنطقة، قبيل ذكرى اغتيال “سليماني”.

وشدد المسؤولون على غياب أي خطط واستعدادات تمهيدًا لاتخاذ إجراءات هجومية ضد “إيران” في المنطقة، مضيفين أن كافة الخطوات المتخذة مؤخرًا في سبيل تعزيز التواجد العسكري الأميركي في الشرق الأوسط تهدف إلى ردع هجمات محتملة وليس تنفيذ ضربات استباقية.

هروب بعض قيادات الميليشيات..

وبالتزامن مع تلك التحركات، قالت مصادر خاصة لـ (العربية والحدث)، إن عددًا من قيادات الميليشيات الموالية لـ”إيران”، من بينهم: “أكرم الكعبي”، زعيم فيصل (النجباء)، و”هادي العامري”؛ زعيم (فيلق بدر)، غادروا “بغداد”، بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي للعاصمة “بغداد”.

وأضاف المصدر أن مواكب سيارات متعددة غادرت مجموعة “الجادرية”، حيث مقر أغلب قادة الأحزاب والميليشيات ونواب ووزراء وقيادات (الحشد الشعبي)؛ بمواكب متفرقة إلى “إيران” عبر الطريق البري في محافظة “ديالى” عبر “منفذ المنذرية”، وفريق آخر عبر محافظة “واسط” عن طريق “منفذ زرباطية”، وأن القيادات الولائية التي تسكن “المنطقة الخضراء” تركوها نهار الأربعاء.

وبّين المصدر أن اجتماعًا ضم عددًا من قيادات تلك الميليشيات، بدأ بعد ساعات من استهداف “مطار عدن”، من قِبل الحوثيين، واستمر حتى وقت متأخر، توصلت فيه تلك القيادات إلى الخروج إلى “إيران” وبطريقة تمويه حتى لا ينكشف أمرهم للطيران الأميركي المكثف في سماء “العراق”، وأن الجنرال “إسماعيل قاآني”، قائد (فيلق القدس)، في الحرس الثوري الإيراني، أمر تلك القيادات بمغادرة “العراق” خشية توجيه ضربة عسكرية من قِبل إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، خصوصًا بعد تطور الموقف في “عدن”.

تهديد للرئيس الأميركي بالقتل..

في المقابل؛ هدد قائد (فيلق القدس)، التابع للحرس الثوري الإيراني، “إسماعيل قاآني”، الرئيس الأميركي ومسؤولين أميركيين آخرين، بمن فيهم وزيرا “الخارجية” و”الدفاع”، ورئيس المخابرات المركزية الأميركية، ( CIA)، بالقتل.

وقال “قاآني”، خلال جلسة مغلقة للبرلمان الإيراني، في ذكرى مقتل “قاسم سليماني”: “لقد تلقى الأميركيون، حتى الآن، صفعة الأجهزة وصفعة البرامج”، رافضًا الإدلاء بمزيد من التفاصيل في هذا الخصوص.

وكالة (فارس)، التابعة لـ”الحرس الثوري”، نقلت عن نائب مدينة تبريز، “أحمد علي رضا بیغي”، قوله؛ إن “قاآني” أطلع النواب على جاهزية الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة.

وقال النائب إن “قاآني” أبلغ نواب البرلمان أن: “زوال القوات الأميركية بات وشيكًا، بسبب الإجراءات التي على أجندة قوات المقاومة”، في إشارة إلى ميليشيات يرعاها: “الحرس الثوري”.

غطاء جوي لحماية المصالح الأميركية..

وأفادت مصادر خاصة لـ (العربية والحدث)؛ بأن (البنتاغون) قرر توفير غطاء جوي، على مدار اليوم، في سماء العراق ومنطقة الخليج للحماية من أي محاولة اعتداء من ميليشيات إيران يمكن أن تهدد سلامة المصالح الأميركية.

وأشارت المصادر إلى أن القيادة الوسطى الأميركية أجرت، خلال الساعات الماضية، عملية تقييم ومراجعة للمخاطر في “مضيق هرمز” و”باب المندب”؛ عقب الهجوم الحوثي على “مطار عدن”.

وبينت المصادر أن القوات الأميركية في “العراق” أعلنت رفع جاهزيتها للرد على أي هجوم، وأنها ستقدم المزيد من الآليات والعتاد والأسلحة المتطورة لقوات النخبة العراقية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة