كنت أتابع أخبار فوز المستشارة الألمانية (أنغيلا ميركل) بولاية ثالثة لقيادة واحدة من أعظم البلاد في العالم ، تأملتُ ملامح هذه المرأة الخمسينية ، الخالية من أي (مكياج) ، بملابسها البسيطة ، حاملة شهادة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة (لايبزغ) شرق ألمانيا ، فكانت تبدو أكبر من عمرها بكثير ، بل وكأن عمرها قد أزداد ثلاثون عاما منذ أن بدأت بقيادة هذا البلد العظيم ، كان بأمكان هذه المرأة أن تلجأ لعمليات التجميل ، خصوصا وانها قائدة لألمانيا ، أكثر بلد متطور في جميع الأصعدة ، أقتصاديا وصناعيا وطبيا ، فجميعنا يفخر أن لديه سلعة تحمل دمغة (Germany) ، وهي مضرب مثل في كل العالم في جودة وعبقرية الصناعة ، المقترنة بالدقة والأخلاص والتفاني والنزاهة ، بحيث تعود معظم الأختراعات في العالم الى علماء ألمان ، يكفي ان أحدهم (البرت اينشتاين) .
وأتأمل بأزدراء ، وجوه سياسيينا ، بابتسامتهم الصفراء ، وشهاداتهم المزوّرة ، وهم يزفون الينا خبر هزيمة الأرهاب منذ 10 سنوات ، بل وكأنهم شامتون من أنهار الدم اليومي في مسلخ اسمه العراق .
جميعهم على الأطلاق ، وكأن الزمن الأغبر قد عاد بهم الى الوراء ، أقارن بين صورهم بالأمس ووجوههم الأن ، وكأنهم عادوا شبابا ، منهم مَنْ صبغ شعره ، بل منهم مَنْ أختفى (الصلع) من رأسه ، زالت التغضنات من سحناتهم ، وقد سمعت أن بعضهم قد أجرى عمليات تجميل بأرقام فلكية من الأموال .
هنيئا لكم ايها الألمان بمستشارتكم ، لقد فازت بأنتخابات نزيهة ، أنا أعلم ان النوم يجافيها ، لأنها تحس بثقل الأمانة الملقاة على عاتقها ، كونها تقود ارقى بلد في العالم ، وتعازينا الحارة لكم ايها العراقيين فأنا أعلم ، ان سياسيينا ينامون ملء الجفون ، على جثث من الأبرياء وقد فرمتها ماكنة الأرهاب ، بسبب تقصيرهم ، وأنهماكهم في السرقة والتخلف والأرهاب والتأمر ، وتركوا الهرم والشيخوخة الى شبابنا العاطل عن العمل ، والمسحوق والمُحبط ، أهدافا سائغة الى ماكنة الأرهاب والفساد.